رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفاوضات القاهرة لوقف حرب غزة مبشرة.. سياسيون فلسطينون يكشفون السيناريوهات لـ"الدستور"

غزة
غزة

أكد خبراء وسياسيون فلسطينون أهمية جولة المفاوضات الجديدة التي تستضيفها القاهرة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، بمشاركة وفد أمريكي وآخر إسرائيلي للمشاركة في المفاوضات.

وكشف موقع "أكسيوس" الأمريكي الثلاثاء، عن أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن لشئون الشرق الأوسط بريت ماكجورك، وصلا إلى القاهرة الإثنين، وعقدا اجتماعات مع كبار المسئولين الأمنيين الإسرائيليين والمصريين، كما وصل وفد إسرائيلي رفيع المستوى برئاسة مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، لمناقشة اتفاق الهدنة في قطاع غزة ووقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين وترتيبات تأمين الحدود.

أيمن الرقب: جولة مفاوضات القاهرة مبشرة رغم تصريحات نتنياهو

وفي هذا الإطار، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن هذه الجولة من المفاوضات تعقد في ظروف مبشرة وقد تنتهي بالتوصل إلى اتفاق رغم التصريحات المتشائمة التي تُطلق من تل أبيب.

وأشار "الرقب" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه قبل 3 أسابيع أكد "نتنياهو" صراحة أنه ينوي تنفيذ المرحلة الأولي من الصفقة فقط وهي أطلاق سراح النساء والأطفال والمجندات وفقًا للخطة الأمريكية، ثم العودة إلي القتال مرة أخري في غزة، كما أكد أنه لا ينوي وقف الحرب حتي تحقق أهدافها الاستراتيجية وهي القضاء علي حماس وعودة المحتجزين، مؤكدًا أن هذه التصريحات يعيق بشكل أساسي الوصول إلي اتفاق رغم مرونة حركة حماس.

وقال الرقب: "قد نشهد انفراجة في تنفيذ المرحلة الأولي ولكن قد يؤجل كل هذا بعد زيارة نتنياهو إلي واشنطن، لأنه لن يعطي ردًا نهائيًا إلا بعد زيارته لواشنطن".

 

عماد عمر: جهود حثيثة لتقريب وجهات النظر بشأن هدنة غزة

وقال الدكتور عماد عمر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عن أن جهود حثيثة يبذلها الوسطاء من أجل تقريب وجهات النظر بين كل الأطراف، خاصة بعد الرد الإيجابي من قبل حركة حماس من أجل التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق نار وعودة المحتجزين الإسرائيليين والانسحاب إلى ما قبل السابع من اكتوبر.

وأوضح "عمر" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي وأن التنازلات التي قدمتها حركة حماس تعطي مزيدًا من التفاؤل أن تشهد هذه الجولة تقدمًا لتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.

وأشار إلى أن هناك مجموعة من المعطيات ربما تكون سببًا في إحراز تقدم في تلك المفاوضات الجارية في القاهرة والدوحة منها اهتمام الإدارة الأمريكية بشكل جدي من إبرام الصفقة أيضًا، وجود شبكة أمان من قبل المعارضة الإسرائيلية لحكومة نتنياهو بعدم سقوطها في حال انسحب سموتريتش وبن غفير منها، وأن المعارضة ستصوت على منحها الثقة في حال تم إبرام الصفقة، أيضًا وجهود ضغط كبير من قبل الجماهير الإسرائيلية لإبرام الصفقة.

واستطرد أن بقاء الاحتلال في غزة بعد تسعة أشهر من الحرب أيضًا يزيد من الأعباء على عاتق الدولة من النواحي الاقتصادية والبشرية وهذا ينعكس بالسلب على الحكومة والأحزاب والكتل المشاركة فيها.

واختتم: "في اعتقادي إذا كانت هناك إرادة حقيقية من قبل الإدارة الأمريكية على إنهاء الحرب فإنها سوف تمارس ضغطًا حقيقيًا على بنيامين نتنياهو لإبرام الصفقة، خاصة أن مصالحها الآنية تتطلب ذلك، وخاصة في ظل الاقتراب من الانتخابات الأمريكية وهي قادرة وتمتلك أوراق قوة للضغط على إسرائيل".

 

ثائر أبوعطيوي: مصر تعمل لإنجاز صفقة تبادل وفتح معبر رفح

فيما قال ثائر أبوعطيوي الكاتب الفلسطيني، إن القاهرة استقبلت وفدًا أمريكيًا يترأسه وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، التقي بالوفد الأمني المصري ضمن جولة المفاوضات الجديدة المتعلقة بالتسوية من أجل الوصول إلى إنجاز صفقة تبادل تؤدي إلى هدنة ووقف إطلاق النار.

وأوضح أبو عطيوي أن جولة المفاوضات الجديدة التي تبذل الوسطاء جهودًا كبيرة في تقديم حركة حماس مرونة أكبر هذه المرة، من أجل إزاحة كل العراقيل في البنود المختلف عليها حول إتمام الصفقة، وهذا جاء أيضًا على لسان زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد أن حماس اتخذت خطوات جديدة تجعل التوصل إلى اتفاق ممكن.

وفي المقابل، أبدى "لابيد" استعداده لتوفير شبكة أمان لحكومة نتنياهو للموافقة على الصفقة، ولجعل استمرار الحكومة الإسرائيلية قائمًا رغم فساد الحكومة،  وهذا يعني أن "لابيد" سوف يحمي نتنياهو من تهديدات سموتريتش وبن غفير اللذين يهددان بالانسحاب من الحكومة حال قبول نتنياهو صفقة تبادل.

وأكد أبوعطيوي أن مصر تبذل جهودًا كبيرة ومضنية، من خلال مساعيها المتواصلة منذ بدء الحرب والعدوان على قطاع غزة بالعمل على إنجاز صفقة تبادل تؤدي إلى هدنة تشمل وقف إطلاق النار الدائم ووقف الحرب المستمرة للشهر العاشر على التوالي والذي راح ضحيتها للان ما يقارب من 38 ألف شهيد فلسطيني.

وشدد الكاتب الفلسطيني علي أن دور مصر واضح ومستمر كذلك، إذ يأتي في نفس الإطار لدعم جهود التفاوض ووقف الحرب من خلال لقاء وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، بالمفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني.

وأضاف أن مصر تعمل مع كل الجهات بشكل مستمر من أجل إنجاز صفقة تبادل وفتح معبر رفح البري وإنهاء الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية التي توقفت عن الوصول لقطاع غزة منذ إغلاق معبر رفح البري.

وقال أبو عطيوي، إن الجهود المتواصلة من مصر بكل تأكيد جهود مباركة ومشكورة لأنها الجهود الداعمة للموقف الفلسطيني والتي تعمل على الدوام لتعزيز صمود المواطن الفلسطيني على كل الصعد والمستويات.

وتابع"إن التفاؤل بجولة المفاوضات الجديدة المتعلقة بالوصول إلى هدنة هو مطلوب بالتأكيد وهذا لدعم الجهود العربية وخصوصًا المصرية والقطرية من أجل المضي قدمًا في ملف التفاوض لإبرام صفقة قريبة، تبعد شبح استمرار الحرب والعدوان المتواصل على قطاع غزة".

 

جهاد أبولحية: مفاوضات القاهرة قد تنجح في تنفيذ المرحلة الأولي من اتفاق الهدنة 

 

فيما قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، إن الوفد الأمريكي حضر معظم جلسات التفاوض حول الصفقة التي جرى الحديث عنها منذ أكثر من 5 أشهر، وبالتالي هذا ليس جديدًا.

وحول اتفاق وقف إطلاق النار، توقع "أبو لحية" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن يمضي "نتنياهو" في تنفيذ مرحلة واحدة من الاتفاق في محاولة منه للمناورة السياسية لتخفيف ضغط الشارع الإسرائيلي، والمماطلة لمواصلة الحرب في انتظار نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، والتي يعلق عليها "نتنياهو" آماله بعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ليستمد منه شرعية جديدة لحربه ضد الفلسطينيين.

وأضاف أبولحية أنه قد ينجح الوسطاء في تحقيق المرحلة الأولى من الاتفاق رغم كثير من العقبات التي يضعها نتنياهو بشكل شخصي للوصول إليها ولكنهم لن يتمكنوا من وجهة نظري من تحقيق اتفاق شامل كامل لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وذلك لأن هذا الاتفاق يعني نهاية نتنياهو ومساره السياسي وأيضًا يتعارض الاتفاق مع شهية نتنياهو الإجرامية التي ترغب في سفك دماء شعبنا الفلسطيني أكثر وكل يوم وكل لحظة.