عهد جديد لوزارة الأوقاف
تلقت الأوساط الدينية والجماهيرية نبأ تقليد العلامة الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري خطة وزارة الأوقاف المصرية بارتياح شديد وحفاوة بالغة، ولا شك أن هذا القبول يعكس مدى ما يتمتع به الأزهري من مصداقية وقبول لدى شعب مصر والأمة الإسلامية، فقد بنى خلال مسيرته العلمية والدعوية والوطنية جسورًا من الثقة لدى الجماعة العلمية والجماهير التي كانت تتابع بشغف مواقفه وإطلالته عبر الشاشات المختلفة، وهو يفكك منظومة التطرف بأسلوبه الجذل وعقليته الواسعة وعبارته الدقيقة، ولعلنا لا نبالغ إذ نقول إن الدكتور أسامة الأزهري من العلماء القلائل الذين أعطاهم الله تعالى موهبة كبيرة في فك المعضلات وإيضاح الغوامض والغوص بالقارئ والسامع في عمق المعنى بيسر وسهولة، فحديثه يعيد للذاكرة طريقة الأئمة الكبار، مثل الشيخ محمد متولى الشعرواي وأضرابه، ومما لا شك فيه أن الطموحات والآمال العلمية والدعوية قد تعاظمت واتسع مداها عقب الإعلان عن تولي فضيلته سدة وزارة الأوقاف ذات الشأن الكبير العظيم في المجال العلمي والدعوي، فمن خلال منابرها ووسائلها الدعوية يطل على جماهير الأمة الإسلامية الآلاف من الخطباء والدعاة المحليين والمبتعثين إلى ربوع المعمورة يبلغون كلمة الله تعالى إلى العالمين، ولا شك أن الدكتور أسامة الأزهري لديه خطط طموحة لتطوير هذا القطاع الدعوي وصبغه بصبغة معاصرة غير تقليدية؛ تعمل على تجديد وتطوير الخطاب الديني ودفعه في مسارات جديدة لإيصال كلمة الله إلى العالمين، ولا شك أن الشخصية العلمية الدقيقة العميقة للدكتور أسامة الأزهري سوف تهتم بالمسارات العلمية لوزارة الأوقاف وإنتاجها العلمي الغزير، فهو من المؤلفين الكبار والمحققين الأفذاذ، ولا شك أن خريطة وزارة الأوقاف العلمية سوف تشهد تطويرًا كبيرًا على يد فضيلته، والدكتور أسامة الأزهري أحد الكوادر الأزهرية الوطنية التي أبلت بلاء حسنًا وأنتجت إنتاجًا متميزًا قويًا في تدعيم الروح الوطنية ومحاربة التطرف والإرهاب، ويعد كتابه الماتع "الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين" باكورة الإنتاج العلمي الأزهري الجريء، الذي كشف عن خطور الأفكار الإرهابية المتطرفة، لا سيما الأفكار القطبية والإخوانية، وما تلى هذا الكتاب القيم من شروح وإيضاحات وبرامج للدكتور أسامة الأزهري ومن سار على نفس الدرب الوطني من العوامل المهمة، التي مثلت نقلة نوعية في مسار الفكر الديني الأزهري، حيث أحدث هذا الكتاب القيم نقلة نوعية قوية في تجديد الخطاب الديني وتفنيد الأفكار الإرهابية، وقد واجه الدكتور أسامة الأزهري جحافل التطرف والإرهاب بالحجة القوية والبرهان الجلي، ولا شك أن هذه الأطروحات القوية الجريئة للدكتور أسامة الأزهري قد مثلت طوق نجاة لكثير من الشباب الذين غررت بهم هذه الجماعات، وكلنا أمل والأمل معقود على القوي الأمين أن تشهد وزارة الأوقاف ومنابرها صحوة وطنية جديدة تمثل نقلة نوعية في الخطاب الدعوي والفكر الديني الوطني، الذي تتلقاه الجماهير الغفيرة من منابر الأئمة الثقات، والذي يراقب نشاط الدكتور أسامة السيد الأزهري عن كثب يرى أنه يحمل رؤية عميقة للفكر الديني جمعت بين الأصالة والمعاصرة، فهو على علم تام وإحاطة كبيرة بجميع الأفكار الهدامة التي زعزعت ثقة المسلمين في ثوابت الإسلام، لا سيما تلك الحملات المغرضة التي حاولت النيل من السنة المطهرة وحاولت التشكيك في نزاهة أئمتها العظام، لا سيما الإمام البخاري وجامعه الصحيح، وكان الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري أحد أهم المتصدين لحملات التشكيك في ثوابت الإسلام وفي السنة المطهرة، وصولاته الباهرة وردوده المتقنة وأفكاره الجديدة في هذا الشأن قد لاقت استحسانا وقبولًا لدى الجماهير العريضة، وكذلك لدى المؤسسات الدينية والمشتغلين بالعلم والفكر الإسلامي في مشارق العالم الإسلامي ومغاربه، إن الطرح الجريء الذي يطرحه الدكتور أسامة الأزهري وخطابه التجديدي يتمثل في أن المشروع الذي يحمل أفكارًا هدامة تجاه ثوابت الإسلام والحملات التشكيكية في ثبوت السنة المطهرة لا يقل خطورة في جوهره وحقيقته عن الأفكار الإرهابية المتطرفة، وأن الاستجابة لهذه الأفكار الهدامة سوف يقودنا حتمًا إلى نموذج داعش وأخواته، فالتطرف كله ملة واحدة مهما تعددت ألوانه، كل هذه النشاطات العلمية والفكرية والوطنية مع الالتحام بآمال الجماهير وطموحات الشباب قد مثلت جزءًا من مسيرة الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري قبل توليه خطة وزارة الأوقاف، ولم يكن تكليف القيادة له ممثلة في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي- حفظه الله تعالى- بتحمل هذه المسئولية العظيمة إلا ثقة في علمه وعقله وأمانته وشجاعته وعمق فكره وحسن إدارته، وليس مكافأة ولا تشريفًا له، فالعمل الوطني هو شرف في ذاته لا يتغيا العامل لوطنه فوق ذلك غاية ولا مقصدًا، وجميعنا يعمل للوطن حبًا فيه وفداء له وجهادًا في سبيل بنائه واستقراره، إن الرؤية التجديدية لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي- حفظه الله تعالى- تمثل نبراسًا ونورًا لجميع القيادات الدينية العاملة في حقل الدعوة وتجديد الخطاب الديني، وما يحمله سعادة الدكتور أسامة السيد الأزهري يتسق اتساقًا كاملًا مع رؤية القيادة الوطنية، ممثلة في باعث النهضة المصرية الحديثة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي- حفظه الله تعالى- نسأله الله التوفيق والسداد لسعادة الوزير العالم الجليل فضيلة الدكتور أسامة السيد الأزهري.