رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متطلبات وتوقعات الشعب من برنامج الحكومة الجديدة

كنت قد كتبت عن أمل وتطلعات المواطنين من الحكومة الجديدة فى هذه المرحلة المهمة من تاريخ وطننا، واليوم تتجه الأنظار ونتطلع جميعًا إلى البرلمان المصرى، حيث يلقى رئيس الوزراء، د.مصطفى مدبولى، بيان وبرنامج الحكومة الجديدة بعد أداء اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، منذ أيام قليلة صباح الأربعاء ٣ يوليو ٢٠٢٤ الماضى..
واليوم صباحًا سيسمع المصريون بكل فئاتهم وتطلعاتهم وأحلامهم برنامج الحكومة، الذى سيلقيه رئيس الوزراء أمام أعضاء البرلمان المصرى، والذى ستلتزم بتنفيذه الحكومة المصرية فى المرحلة المقبلة.. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد وجّه بتشكيل حكومة جديدة بعد أن شعر بنبض الشعب المصرى ومعاناته، وحرص على عدة تكليفات وجه الحكومة الجديدة بتنفيذها، ومن شأنها تخفيف المعاناة عن المواطنين واجتياز المرحلة المقبلة بخطط وتكليفات تؤدى إلى الارتقاء بالمواطن وبالوطن إلى الأفضل، وطالب بتحسين الأداء الحكومى والتواصل مع الشعب من قبل المسئولين لتخفيف معاناتهم وبناء الإنسان المصرى، واتباع سياسات اقتصادية واجتماعية وسياسية من شأنها تحقيق التقدم والاستقرار والأمان لمصر، وسياسة خارجية من شأنها رفع مكانة مصر عاليًا بين الدول.. والاهتمام بالصحة والتعليم والمرأة والشباب.. وتشجيع الاستثمار والسياحة.
وفى تقديرى أننا نتجه لتحقيق ما نتمناه لبلدنا من تنمية وازدهار وتقدم ومستوى معيشة أفضل للمواطنين إذا ما تم تنفيذ توجيهات الرئيس بشكل سليم، وعلى خير وجه من قبل الحكومة الجديدة.. ومن الضرورى أن يتم تعاون وتنسيق كامل بين أجهزة الدولة المعنية حتى يصب فى مصلحة الوطن والمواطن.. وها نحن اليوم أمام مشهد جديد يجعلنى أشعر بالتفاؤل والأمل في غدٍ أفضل لوطننا الغالى.

وإننا إذ ننتظر ونتطلع جميعًا وتتعلق أنظارنا إلى برنامج الحكومة الجديدة، فإننا نتمنى لها التوفيق والنجاح إلا أننا في نفس الوقت نريد تنفيذ ملموس عاجل على أرض الواقع، إذ إن هناك متطلبات عاجلة لا تستطيع الانتظاروتطلعات عاجلة من المواطنين وهم على حق فيها، نطالب بتنفيذها وبشكل عاجل اليوم وليس غدًا.
وأولها فى تقديرى وفى يقينى تحسين مستوى معيشة المواطنين ووقف التضخم الاقتصادى والغلاء المطرد فى الأسعار، وتوفير رقابة قوية وجادة من الحكومة على الأسعار، وردع جشع التجار وفرض جزاءات على الفاسدين والجشعين والمغرضين منهم.. وتصحيح المسار الاقتصادي بحيث يزيد الإنتاج والدخل القومى من الصناعة والتجارة والسياحة.
ثانيها: بناء الإنسان المصرى على أسس تنويرية، وعلى أسس علمية وأدبية، والاهتمام بالقوة الناعمة المصرية من مفكرين وكتاب ومبدعين وعلماء وفنانين بتصحيح أحوالهم المعيشية وإعطائهم التقدير، لأنهم ثروة مصر الحقيقية وقادرون على تقديم الفكر التقدمى السليم للوطن.
ثالثًا: إصلاح التعليم بحيث يتناسب مع مكانة مصر المستحقة، ويكون هدفه بناء الإنسان المصرى على أسس الهوية المصرية، ووضع مناهج تسهم فى بناء العقل والسليم وإعادة حصص الرياضة والموسيقى والهوايات والرسم والفنون المختلفة، وإصلاح أحوال المدرسين وتدريبهم بشكل علمى وعلى مفاهيم التنوير.
رابعًا: الاهتمام بصحة المواطن البسيط والأقل احتياجًا والخدمة الصحية وإصلاح أحوال المستشفيات الحكومية المتهالكة وتوفير العلاج السليم والأدوية بأسعار مناسبة وزيادة شبكة التأمين الصحى.
خامسًا: الاهتمام باستكمال مسيرة تمكين المرأة للوصول للمساواة المنشودة فى كل المجالات، وتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية للأسر الأكثر احتياجًا وللمرأة المعيلة، وتنفيذ برامج عاجلة ترفع عنها المعاناة، وتوفير الحماية لها فى الشارع وأماكن العمل، والقضاء على العنف الأسرى، وتغليظ بعض العقوبات لمواجهة العنف والتطرف وتحقيق الردع الضرورى لكل من تسول له نفسه الإقدام على العنف مع المرأة أو التحرش أو الاغتصاب  أو الضرب للفتيات والنساء، وتغليظ العقوبات على جريمة ختان الإناث.. وتقديم قانون جديد للأحوال الشخصية يتلافى الثغرات فى القانون القديم ويحقق المصلحة الفضلى للطفل، ويرفع المعاناة عن المرأة فى المحاكم، نظرًا للبطء الشديد فى إجراءات التقاضى.
سادسًا: إيجاد بيئة جاذبة للاستثمار بشكل يزيد الدخل القومى والاستمرار فى مسارات الإصلاح الاقتصادى، والقضاء على البيروقراطية والروتين الحكومى لدى إنشاء الشركات الاستثمارية لجذب المزيد من الاستثمارات.. والقضاء على الفساد وبطء الإجراءات الحكومية عند التعامل مع المواطنين أو المستثمرين.
سابعًا: رفع مستوى الأداء الحكومى والقضاء على الانحراف وإساءة معاملة المواطن فى مشكلة المعاشات، وعند التعامل مع الجهات الحكومية.
سابعًا: تعزيز العلاقات الخارجية لمصر والأمن القومى والاستمرار فى سيادة مصر على أراضيها، تحقيقًا للاستقرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى.
ثامنًا: الاهتمام بجذب السياحة الخارجية والعربية لزيادة الدخل القومى، والاهتمام بحسن معاملة السائحين القادمين إلى وطننا فى مناطق الآثار المصرية. 
تاسعًا: تجديد الخطاب الدينى والحرص على الوسطية فى الدين وتدريب الأئمة على إلقاء خطب فى المساجد تدعو لاحترام المرأة والتسامح وحسن معاملة الآخر والأخلاق الحميدة والسلوكيات الاجتماعية السليمة.
عاشرًا: الإصلاح المؤسسى فى مؤسسات ودواوين الحكومة كلها وتنفيذ تكليفات الرئيس بشكل سليم وفعال وعاجل.. وتوفير الموارد المائية والطاقة واستحداث صناعات تسهم فى زيادة الدخل القومى، والاتجاه إلى تحقيق رفاهية المواطن، وتحسين الخدمات الاجتماعية والصحية والاقتصادية، والاهتمام بشكل عاجل بالأقل احتياجًا.