رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليلة فوضوية.. كواليس اللحظات الأخيرة للحكومة البريطانية قبل الهزيمة

ريشي سوناك
ريشي سوناك

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن كواليس الليلة الفوضوية التي عاشها حزب المحافظين، والتي شهدت هزيمة الحكومة البريطانية ورحيل الحزب من الحكومة للمرة الأولى منذ 14 عامًا، بعد استحواذ حزب العمال على الأغلبية في الانتخابات العامة التي عقدت الخميس الماضي، بعد قرار ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني، بالدعوة لإجراء انتخابات مبكرة.

فشل المحافظين وقرار كارثي من سوناك.. كواليس انهيار الحكومة البريطانية

وقالت الصحيفة إن الدعوة لإجراء الانتخابات العامة كانت بمثابة مفاجئة غير سارة من ريشي سوناك، إلى حكومته في داونينج ستريت، حيث ظل مجلس الوزراء- ومعظم المسئولين في مقر حزب المحافظين، الذي كان غير مستعد إلى حد كارثي- في الظلام حتى اللحظة الأخيرة تقريبًا. 

وعندما أعلن سوناك الانتخابات في داونينج ستريت تحت المطر الغزير، كان القرار بمثابة الطلقة التي من شأنها القضاء على الحزب والحكومة.

وأضافت أن بعد قرار سوناك صاح أحد كبار وزراء حزب المحافظين أمام أحد أعضاء البرلمان من حزب العمال في لحظة صدمة غير متوقعة: "ستكون هذه كارثة"، وبالفعل خسر هذا الوزير مقعده الآمن في انتخابات، الخميس.

وقبل أيام قليلة من إعلان الانتخابات في مايو الماضي، رأى إسحاق ليفيدو، رئيس حملة حزب المحافظين، والخبير الإستراتيجي، أن الذهاب لإجراء انتخابات صيفية سيكون خطوة خاطئة.

وأضافت الصحيفة أن "سوناك" لم يستمع وأصر على إجراء الانتخابات المبكرة، وكانت النظرية التي استند إليها هو ومستشاروه أن الشعب بدأ يتجاهل الحكومة، وكان عليهم الدعوة لإجراء انتخابات لجعل الجمهور يبدأ في الاهتمام، وقال أحد المقربين من الحكومة وقتها: "نحن بحاجة إلى جعل الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم يلاحظوننا".

وكانت إحدى الاستراتيجيات هي التخلص من السياسات الجذابة، مثل عودة الخدمة الوطنية، على أمل أن يمنحهم الناخبون فرصة ثانية ويتطلعون إلى مستقبل يقوده سوناك بدلًا من ليز تروس وبوريس جونسون ذى الماضي الملوث.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لسوء الحظ انقلبت الأمور رأسًا على عقب، فمقاطعة الحكومة من الشعب تمت ترجمتها في الانتخابات بالتصويت لحزب العمال.

وأضافت أن التجهيز للانتخابات تخللها الكثير من الفوضى في حزب المحافظين، حيث ساد الشعور باللوم داخل مقر حزب المحافظين تجاه مساعدي ومستشاري سوناك بسبب توقيت الانتخابات.

وقالت مصادر مطلعة إن الحملة كانت تفتقر لوجود كبار السياسيين خصوصًا في غرفة الطوارئ وقت الانتخابات، كانت تدار بواسطة المستشارين فقط، اختار الجميع العمل منفردًا لإنقاذ نفسه بدلًا من العمل في حملة محكوم عليها بالفشل.

وتابعت المصادر أن وقت الانتخابات كان القليل من المسئولين الذين استطاعوا الاندماج مع الفريق، ولكن الجميع كان يعلم بالخسارة المؤلمة، وكان الأمر فوضويًا للغاية، حتى أن "سوناك" كان وحيدًا يوم الانتخابات عمل بمفرده بدون الحكومة، في الوقت الذي استعد فيه كير ستارمر زعيم حزب العمال للانتخابات بشكل مثالي وكوّن فريق عمل رفيع المستوى.

وأضافت المصادر أن "ستارمر" كان على تواصل مع غرفة عمليات حزب العمال والحملة الانتخابية طيلة فترة الانتخابات بالكامل.

وقال مصدر آخر إن ما حدث في غرفة عمليات حزب المحافظين يوم الانتخابات لا يغتفر، والدعوة للانتخابات المبكرة أمر كارثي، ما دفع كبار أعضاء الحزب لمطالبة سوناك سرًا بالتقارب مع زعيم الإصلاح والتوصل إلى نوع من التفاهم- مثلما فعل جونسون في عام 2019، ولكن سوناك رفض الأمر بشكل قاطع.