رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محطات في تاريخ العلاقة بين الأزهر وتايلاند.. مسيرة علمية ودعوية وتعليمية مشرقة

محطات في تاريخ العلاقة
محطات في تاريخ العلاقة بين الأزهر وتايلاند

ولي الأزهر الشريف اهتمامًا كبيرًا بالطلاب الوافدين، ويعمل جاهدا على تذليل ‏شتى العوائق ‏التي تواجههم حتى ينهلوا من المنهج الوسطي المعتدل، لنشر السلام ‏في بلادهم والفكر الوسطي، خاصة طلاب تايلاند ومسلميها؛ "فهم حقًا أنموذجًا مثاليًا وتطبيقًا عمليًا لطلاب العلم"، آملًا أن يعودوا إلى بلادهم لتطبيق ما تعلموه من الأزهر الشريف.

أوضح الأزهر، في تقرير الجمعة، تزامنا مع زيارة شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إلى تايلاند - أن عدد مسلمي تايلاند بلغ نحو خمسة ملايين مسلم، ترجع أصولهم إلى منطقة "فطاني"، ويقع في بانكوك المركز الإسلامي الوحيد في البلاد، إلى جانب العديد من الجمعيات والهيئات الخيرية والمعاهد الابتدائية الإسلامية، وبعض المعاهد الملحقة بالمساجد، والمدارس الإسلامية الصيفية، ويبلغ عدد المعاهد المعادلة لشهادات الأزهر الشريف في تايلاند 172.

وأضاف أن عدد الطلاب الدارسين في الأزهر من تايلاند 2970 طالبًا وطالبة، في مختلف المراحل التعليمية، ويحصل طلاب تايلاند على 642 منحة دراسية من الأزهر الشريف بواقع 402 داخل المدينة و240 منحة خارجها، بينما يدرس 2328 طالبًا على حسابهم الخاص أو على منح من جهات أخرى غير الأزهر.

أشار إلى أن عدد مبعوثي الأزهر في تايلاند 21 مبعوثا، يمارسون المهام الدعوية ونشر ‏تعاليم الإسلام في أنحائها، إضافة ‏إلى ما يقدمونه من دور فعال في تعليم الطلاب‏ والطالبات العلوم الشرعية واللغة ‏العربية، حتى إنهم يطلقون على المبعوث الأزهري ‏‏بـ «صاحب اللغة» ويستفيد منها جميع ‏من طلاب وطالبات ومعلمين، بل والمجتمع من ‏حوله من خلال المحاضرات والدروس ‏بالمساجد والفعاليات الدينية. 

وأكد الأزهر أن الشعب التايلاندي، محب للأزهر الشريف، ويحرص على إرسال أبنائه إلى مصر؛ كي يتعلموا في الأزهر ثم يعودون بعد ذلك بما حملوه من علم وأخلاق، وهي أمور من شأنها أن ترتقي بمكانة المجتمع التايلاندي، ويتجلى ذلك في تقبلهم للآخر وحسن معاملتهم مع غيرهم من أبناء الشعوب الأخرى؛ ما يجعل من التايلانديين خیر أداة لنشر الفكر الديني الأزهري الوسطي المعتدل ليس في مجال التعليم فقط بل في أي مكان يذهبون إليه، سواء أكان ذلك الأزهري التايلاندي طبيبًا أو معلمًا أو عاملًا أو في أي مكان يكون داعيًا ناشرًا للفكر الأزهري الوسطي بحسن تعامله.

ويستضيف الأزهر، أئمة تايلاند لتدريبهم في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وتقديم الفهم الصحيح حول مختلف القضايا والمستجدات على يد كبار علماء الشريف تهدف لرفع الكفاءة العلمية للدعاة والوعاظ، وصقل مواهبهم الدعوية، وتزويدهم بمنهج الأزهر الوسطي الذي يدعو إلى نشر قيم التسامح والسلام، من خلال فهم النصوص الشرعية فهما صحيحا وحسن تنزيل آيات الكتاب والسنة، ومراعاة فهم الواقع وفقه الأولويات وفقه المآلات، لأن من يتقن هذه الأدوات يتقن المنهج الوسطى، كما يفهم آيات الأحكام وأحاديث الأحكام، فهما يليق بالواقع ومقتضيات العصر الذي نعيشه اليوم.