رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"دنيا جديدة".. حلم الفستان الأبيض يتحول لكابوس فى حياة المطلقات

جريدة الدستور

"لما حلمت بدنيا جديدة وخدني الحلم لسكة بعيدة معرفتش أحسب على مهلي لما لقيت حلمي بيندهلي وفكرت إن أنا هبقى سعيدة ولقيت نفسي فجأة وحيدة".. مجرد كلمات لأغنية في مسلسل أدتها الفنانة بوسي كانت كفيلة بأن تفتح جراح مئات من الفتيات عِشن سنوات يحاولن التخلص من ذكراها، بعد أن تحولت أحلامهن بالفستان الأبيض والطرحة إلى كابوس يُبكيهن ليلًا ونهارًا، وخانة في بطاقة الرقم القومي تحولت من "آنسة" إلى "مُطلقة" وسط مجتمع لا يُدان فيه سوى الضعيف.

"جيالكم ياللي نصحتوني وسيبتكوا والأوهام شدوني رجعالكم علشان تشوفوني وأنا بدفع للدنيا ديوني".. كلمات أغنية "بوسي" كانت ملح على الجرح لكل الفتيات اللاتي دخلن تجربة الزواج بحلم وفستان أبيض وحياة مليئة بالرضا والونس، وخرجن منها بوجع وصور لذكريات كانت تخفي وراءها الحزن والندم، فكان "التيك توك" سبيلهُن للتعبير عما بداخلهن من ندبات لا تُشفى، وخلال أيام قليلة صعدت قصص تلك الفتيات بأغنية الفنانة بوسي التي تصدرت ترند جوجل ومحركات البحث حاملة في طياتها حكايات حزينة وآمال هدمتها الأمواج، فتقول إحدى الفتيات: "حقيقي الترند على أغنية بوسي، يغور كل ده لو الثمن قلة رضا"، من أصعب الترندات اللي شوفتها في حياتي بجد، ربنا ينتقم من أي راجل مبيتقيش ربنا في بنات الناس".

"حلمي اللي كان بيشدني".. فستان أبيض وطرحة وحياة تكون هي الملكة الوحيدة فيها.. أمنية تسكن قلب كل فتاة ارتدت المريلة الكُحلى ذات يوم وانسدل شعرها خلف ظهرها، وخطت قدماها عتبات "سن الطفولة"، جهاز العروسة وقائمة المشتريات التي تعكف الأمهات على تدبير ثمنها على مدار سنوات انتظارًا لليوم الموعود الذي ستودع فيه ابنتها "حياة السنجل"، تفاصيل صغيرة لمن يراها لكثرة اعتيادها، وكبيرة لتلك التي سكنت في وجدانها وصارت تُهيئ نفسها يومًا بعد يوم لتحقيق أمنيتها بأن تصبح عروسا ترتدي الأبيض وتعبر به نحو حياة سعيدة، لكن أحيًانا يحدث أن تكون توقعاتنا مُبالغا فيها، وبدلًا من أن يأخذنا الحلم إلى ونس الحياة ينتهي بالوحدة وألقاب لا نُحسد عليها.

"يغور كل ده لو الثمن قلة رضا يا بويا كنت منعتني".. قصص المُطلقات التي صاحبت ترند أغنية بوسي لم تكن فقط مختصة بمن سبق لهن الزواج وخرجن من التجربة بقصص مأساوية، لكن امتد الأمر للفتيات المُقبلات على تلك الخطوة، حتى كان لهن هاجس وخوف من أن تتكرر المأساة ويأتيها الدور بعد أن تتبدل فرحتها وتأتي لتروي قصتها مع "حلم الفستان الأبيض" الذي تحول إلى كابوس، كما حدث مع قريناتها من الفتيات، فتقول إحداهن: "محتاجين نتعالج بجد من الترند بتاع بوسي، يغور كل ده، إزاي كل البنات الجميلة ديه اتطلقت؟"، وتقول أخرى: "بالنسبة لواحدة زيي عندها تروما وخوف غير مبرر أو مبرر من اللي بنشوفه من الجواز.. اللهم لا تفجعنا ف مستقبلنا يارب، اللهم اختر لي ولا تخيرني، اللهم قدر لي الخير ولا تبتليني فيما لا أُطيق عليه صبرًا".