رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معركة الشجاعية.. ماذا تريد إسرائيل من التصعيد الأخير وحقيقة تأهيل حماس لقواتها مجددًا؟

الشجاعية
الشجاعية

أكدت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الثلاثاء، مواصلة مدفعية إسرائيل في قصف حي الشجاعية شرقي مدينة غزة شمالي القطاع، منذ الأربعاء الماضي وحتى الساعات الحالية.

وأعلنت مصادر خاصة لـ"الدستور"، أن هناك توغلا مستمرا واجتياحا كاملا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي على حي الشجاعية شمال قطاع غزة.

يأتي ذلك عقب تقارير عبرية منها تقرير صحيفة يديعوت أحرونت العبرية، يفيد بأن حركة حماس تمكنت من إعادة تأهيل نفسها عسكريا وماليا خلال عمليته العسكرية الحالية في حي الشجاعية.

وقالت الصحيفة نقلا عن مصدر في جيش الاحتلال الإسرائيلي، "إن حماس أقامت في حي الشجاعية عشرات المواقع القتالية لاسيما في الأماكن التي كانت بها مناورات قوات الجيش الإسرائيلي قبل 6 أشهر".

أبو لحية: إسرائيل لا تريد أن توقف حرب الإبادة بحق شعبنا

وفي هذا السياق، قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، إسرائيل لا تريد أن توقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وها هي تعود هذه المرة في عمليات عسكرية إجرامية ضد مناطق قد نسفتها وحولتها إلى رماد وذلك بهدف منع المواطنين من العودة إلى هذه المناطق ولعدم الحياة بها.

وأضاف أبو لحية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن إسرائيل تحاول من خلال ممارسة الكذب والتضليل إظهار حجج واهية لتقديمها للمجتمع الدولي لتبرير إجرامها المستمر وغير المتناهي ولكن باعتقادي أن هذه الحجج لا قيمة لها  لدى أحد ولم يعد أحد يصدق هذا الكذب الإسرائيلي غير المتناهي والذي يستبيح كل ما هو محرم دوليًا.

وتابع أبو لحية "أكثر من 9 شهور وحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني مستمرة، وما زال المجتمع الدولي عاجزا عن اتخاذ إجراءات لوقف هذه الحرب وإنقاذ من تبقى من أبناء شعبنا الفلسطيني الذين أخذت الحرب منهم ممتلكاتهم وأحبابهم وحياتهم وكرامتهم وإنسانيتهم، متابعا "أما آن الأوان للمجتمع الدولي أن يستمع ولو لمرة واحدة لضمير الإنسانية ويتدخل ويوقف هذا الجنون والإجرام الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني؟.

أبوعطيوى: الاحتلال تحجج بحجج وأسباب واهية لاجتياج الشجاعية مرة أخرى ومنع الأهالى من العودة لديارهم

من جانبه، قال ثائر أبو عطيوي الكاتب الصحفي الفلسطيني، إن تواصل العملية العسكرية لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم السادس على التوالي في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، والتي أسفرت عن سقوط العشرات من الضحايا والإصابات ونزوح وفرار من القصف ما بين 60 ألفا و80 ألفا من شرقي وشمال مدينة غزة بعد أن أمرهم جيش الاحتلال بالإخلاء الفوري والنزوح العاجل إلى المناطق الغربية من مدينة غزة.

وأضاف أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن استمرار الاحتلال باجتياح ودخول حي الشجاعية مرة أخرى جاء وفق تقديرات استخباراتية للاحتلال وفق ما أعلنت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية ووجود مقاتلين من المقاومة في حي الشجاعية والسبب الآخر وفق ادعاءاتهم أن المقاومة استطاعت أن تستعيد ترتيب صفوفها وقدراتها من جديد في الشجاعية.

وأكد أبو عطيوي أن الأسباب السابقة الذكر لدخول حي الشجاعية مجددا كلها أسباب واهية وحجج باطلة وفارغة تسوقها الدعاية الاستخباراتية الإسرائيلية، من أجل خلق ذرائع وحجج للاجتياح مرة أخرى بهدف إحداث تدمير أكبر في الحجم ومن أجل القضاء على كافة أشكال الحياة الإنسانية والعمرانية من خلال الاستمرار بالقتل وتدمير وقصف المنازل والمباني السكنية،  حتى تعود تلك المناطق المدمرة إلى أطلال وذكريات من الماضي عند عودة أصحابها إليها.

وتابع أبو عطيوي: "نحن على أبواب الشهر العاشر من الإبادة الجماعية لقطاع غزة ولحي الشجاعية كذلك، يواصل الاحتلال الاسرائيلي العمل على تهجير وطرد المواطنين النازحين بالأساس إلى النزوح مرة أخرى بل مرات متتالية كما حدث اليوم في مدينة خان يونس ومطالبة النازحين في الخيام بالنزوح مرة أخرى لمناطق يحددها جيش الاحتلال على اعتبار أنها أماكن آمنة، والتي سرعان ما تتحول تلك المناطق الذي يدعي الاحتلال أنها آمنة، إلى ساحة قصف لطائرات ودبابات الاحتلال، الأمر الذي يجعل الآلاف من النازحين يفرون من الموت إلى جحيم الموت المحقق وليس إلى الحياة والأمان.

وشدد الكاتب السياسي الفلسطيني على أن استمرار العدوان وحرب الإبادة الجماعية ونحن على أبواب الشهر العاشر، والتي لا تفصلنا عنه سوى أيام معدودة، أسفرت الحرب حتى الآن عن ارتقاء نحو 38 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، الأمر الذي يحتاج تدخلا عاجلا وسريعا من كل دول العالم المناصرة للقضية الفلسطينية ومن هيئة الأمم المتحدة ومن جامعة الدول العربية، وأن يقوموا بتشكيل "لوبي ضاغط" ضمن فريق عمل واحد للضغط على دولة الاحتلال الاسرائيلي بوقف الحرب والعدوان على قطاع غزة بشكل نهائي وفوري وعاجل، والانتقال مباشرة للإعلان عن مؤتمر عالمي للسلام يضمن كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.