أحمد فضل شبلول: لو استمر حكم الإخوان لأصبحت مصر مثل أفغانستان
ثورة 30 يونيو، التي خرج فيها الشعب المصري بالملايين، لإزاحة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، واستعادة مصر من جديد كما نعرفها وتعرفها الدنيا.
وفي هذا اللقاء يتحدث الشاعر الكاتب أحمد فضل شبلول لـ"الدستور" عن رؤيته للحكم الديني، وهل يفرز العيش تحت ظله إبداع حقيقي وغيرها.
أين كنت يوم ثورة 30 يونيو 2013؟
لم أكن في مصر منذ ما قبل اندلاع ثورة يناير 2011 وحتى عام 2016، كنت أعمل خارجها، وبالتالي لم أشترك في الأحداث، ولكنني كنت أتابع عن كثب – مثلي مثل معظم المصريين في العالم – ما يحدث في بلادي ساعة بعد ساعة، بل دقيقة بعد دقيقة، من خلال الاتصالات المستمرة مع أفراد أسرتي، ومع بعض الأصدقاء، ومن خلال التغطيات الإعلامية السريعة والمتلاحقة على شاشات التلفزيونات المصرية والعربية والعالمية. ومن خلال مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وكل ما من شأنه أن يعرض ما يحدث بطريقة موضوعية ومحايدة.
هل شاركت في مسيرات ومظاهرات سابقة على ثورة 30 يونيو 2013 أو اعتصام المثقفين؟
شاركت من قبل في انتفاضة 18 و19 يناير عام 1977 أيام حكم الرئيس أنور السادات وكنت وقتها طالبًا في كلية التجارة، وكتبت عن هذه المشاركة في روايتي الأولى "رئيس التحرير – أهواء السيرة الذاتية"، وفي هذه المظاهرة أو الانتفاضة تلقيت ضربة بالشومة على ظهري. وقلت في الرواية: "ظهري لا يزال يؤلمني من ضربة الشومة عليه، أثناء المشاركة في انتفاضة 18 و19 يناير 1977، التي أطلق عليها الرئيس السادات "انتفاضة الحرامية".
حدثنا عن شعورك عقب سماع نبأ وصول محمد مرسي لحكم مصر؟
اندهشت كثيرا من وصول محمد مرسي لحكم مصر، فلم أكن أعرفه، وإن كنت أعرف أن جماعة الأخوان يسعون لذلك منذ عشرات السنوات. وسبب اندهاشي أن المؤشرات كلها كانت تشير إلى فوز الفريق أحمد شفيق. وأنا شخصيا من الذين انتخبوه في الجولة الثانية بالدوائر الانتخابية خارج مصر. في الجولة الأولى انتخبت حمدين صباحي، وفي الجولة الثانية انتخبت أحمد شفيق، وكذلك معظم من كانوا معي في السفارة المصرية بالبلد الذي كنت أعمل به. ولكن بدأت أشك في النتيجة عندما أعلن الإخوان قبل اكتمال الفرز فوز مرشحهم، وأحسست أن هناك شيئا مدبرا، وأن عصرا قادما بالحديد والنار هو الذي ستراه مصر بعد ذلك، وتوقعت أن لا يستمر الحكم بهذه الطريقة.
كمبدع، ما السيناريو الذي تتخيله لو كان الإخوان استمروا في حكم مصر؟
كنا أصبحنا مثل أفغانستان، ومثل السودان الآن.
ما رؤيتك للحكم الديني الثيوقراطي لأي بلد مقارنة بأي شكل من أشكال الحكم الأخرى؟
على الرغم من أننا نقول إن الإنسان المصري متدين بطبعه، فإنه لا يرضى حكم الحديد والنار باسم الدين والقرآن. فالدين سمح بطبعه، وخاصة الدين الإسلامي. والإنسان بطبعه لا يرضى بالقيود الدينية التي تضيق عليه الدنيا بما رحبت، وتفرض عليها فرضا لصالح مجموعة أخرى من الناس. وقد لمسنا هذا في أوروبا وقت محاكم التفتيش التي جعلت من الدنيا زنزانة كبيرة لصالح بعض الفرق التي تحكم باسم الدين. وقد ثبت جليا أن هذه الأشكال من الحكم لا تصلح للإنسان الذي يتوق دائما للحرية والعدالة الاجتماعية والأمن والأمان.
هل يفرز العيش تحت حكم ديني إبداعا حقيقيا؟
الإبداع الحقيقي لا يتحقق إلا في مناخ من الحرية الفكرية، والكتابة تحت الحكم الديني ستكون كتابة موجَّهة، وكتابة من نوع "لزوم ما لا يلزم"، لأن المبدع الحقيقي لا ينظر إلى الأمور من خلال المنظور الديني فحسب، فهناك رؤى أخرى، وعلى سبيل المثال، هناك الرؤى الباطنية التي يحاربها أهل الظاهر وينكرونها، مع أن الرؤى الباطنية قد تكشف عن حقائق وواردات إلهية غير موجودة في الشرائع وفي النصوص الدينية المباشرة. ودائما نصرب المثل بقصة النبي موسى مع الخضر. فالنبي موسى لم يستطع صبرا مع رؤى الخضر. ورؤى الخضر كانت أعمق من رؤى النبي موسى صاحب الشرائع والألواح.
وأيضا نتذكر سؤال الحباب بن المنذر للرسول عليه الصلاة والسلام، في إحدى المعارك: أهو الوحي أم الرأي والحرب والمكيدة؟ ولما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “إنه الرأي والحرب والمكيدة، أخذ هذا الصحابي يقترح ويستمع إليه الرسول وينجح الحباب في الإقناع ويُعمل برأيه”.