داليا مجدي عبد الغني: 30 يونيو نجحت في لملمة شتات المواطنين
تحتفل مصر هذه الأيام بالذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو، وهي الثورة التي أنقذت مصر من سيطرة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، كانت هذه الثورة هدفها إنقاذ الهوية المصرية من التشويش والتلاعب الذي كانت تقوم به الجماعة، وقد أظهر المصريون وحدتهم وتضامنهم من خلال النزول بملايين إلى شوارع وميادين مصر من الإسكندرية إلى أسوان، مطالبين بالتخلص من حكم الإخوان والمطالبة برحيل مندوبهم في الحكومة.
وفي هذا الصدد تقول الدكتورة داليا مجدي عبد الغني: “ثورة 30 يونيو تُعتبر نقطة تحول في حياة مصر والمصريين، فهي ملحمة وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلقد كانت درسًا وثيقًا في تاريخ الحضارة المصرية، وخير موعظة لكل مَنْ تُسول له نفسه مجرد التفكير في استعداء مصر أو النيل منها أو التنكيل بها”.
وتضيف الدكتورة داليا مجدي عبد الغني في تصريح خاص لـ"الدستور": "هذه الثورة المجيدة التي نحتفل بها اليوم غيرت مجرى أحداث التاريخ سواء الحديث أو المعاصر، فلقد كتبت تاريخ ميلاد جديد لكل المصريين، بل إنها ساهمت في إخراج أفضل ما في كل مواطن مصري، وذلك من خلال إبراز الجانب الوطني بداخله، وغرست أفضل القيم والمُثل في الأجيال القادمة، لأنها كانت خير مثال على الوطنية والنبل، وأعظم عنوان للتضحية والشجاعة والبسالة، فلولا هذه الثورة كانت مصر ستعيش في غياهب ظلام حُكم جماعة الإخوان الإرهابية، وكانت ستشهد أكبر انقسام داخلي بين مواطنيها، علاوة على الحُروب الأهلية التي كانت ستُطيح بالدولة وتتسبب في حالة الشقاق النفسي والمادي، ولكن أتت الثورة لتجعل كل المواطنين يتحركون على قلب رجل واحد، ويحتجون على الحُكم الإرهابي الفاسد بصوت واحد، وبكلمة واحدة، ويد واحدة.
فكانت هذه الثورة عُنوان للوحدة الوطنية، فهي لم تُفرق بين الأجناس أو الأديان أو الطبقات الاجتماعية، لأنها كانت تحت راية واحدة وهي إعلاء اسم مصر، والحفاظ عليها وعلى هويتها التي كانت على وشك الطمس، بعد محاولات جماعة الإخوان في أخونتها، ونزعها من جذورها وتشويه كل جميل على أرضها.
ثورة 30 يونيو
وتواصل: “لقد نجحت ثورة 30 يونيوفي الإلمام بأفكار المواطنين بعد أن تغلغل الشتات في عُقولهم، وصححت المسار، بعد أن أصبحت العثرات والاعوجاجات تحف به من كل اتجاه، وأنارت العقول، بعد أن كاد الجهل والظلام يُعششان بين طياتهم، فهي التي أنقذت الدولة المصرية من براثن الإخوان، فلقد كانت طوق النجاة، والأمل، والبوصلة التي سار عليها كل المصريين للعودة إلى الطريق الصحيح”.
وتتابع: “ولا نُنكر فضلها في الإنجازات العظيمة التي شهدتها مصر، فلقد كانت الأساس الذي بُنيت عليه الجُمهورية الجديدة، وكانت بداية الانطلاق الحقيقية للتقدم والازدهار التنموي والفكري والتكنولوجي، فلقد غيرت مسار الدولة إلى الأفضل في كافة المجالات والقطاعات، وحفظت الوطن من الفوضى والتفكك والعشوائية والفُرقة”.
تكمل: "علاوة على المشروعات العملاقة التي شهدتها الدولة، والتي وضعتها على مصاف الدول المتقدمة، كما أنه تم إطلاق العديد من المُبادرات التي ساهمت في نقل حياة المُواطن المصري للأفضل، مثل مُبادرة "حياة كريمة"، و"100 مليون صحة" وتم إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وإعادة بناء البنية التحتية، كما جاء بناء الإنسان المصري ليكون أول إنجازاتها، فلقد أصبح هناك حالة من رفض كل السلبيات بداخل المجتمع، وتحولت الدولة إلى عصر التحول الرقمي للقضاء على سبل الفساد، ومظاهر البيروقراطية، لاسيما وأنه يتم بالفعل تنفيذ استراتيجية الإصلاح الإداري لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، ومن ثم تطوير المناطق العشوائية وغير الآمنة، وبناء مدن عمرانية جديدة متكاملة، وغيرها من الإنجازات التي تم تحقيقها بفضل القيادة الحكيمة للرئيس السيسي،، ورغبته في الخروج بالوطن إلى بر الأمان".
ولذا فقد جعل من هذه الثورة بداية لسلسلة من الإنجازات، ولم يجعل منها مجرد رمز للقضاء على حكم الإخوان فحسب، بل إنها أصبحت شهادة ميلاد جديدة لمصر، وانطلاقة حقيقية للدولة.
إنجازات مصر
وتستطرد: “لو سجلنا عدد الإنجازات التي شهدتها مصر منذ تلك الثورة المجيدة، سنكتشف أنها كانت تحتاج إلى عشرات السنين، في حين أنه في واقع الأمر تم تحقيقها في وقت قياسي للغاية، مما يدل على أن هناك عقل حكيم مُفكر، لديه القدرة على التخطيط لمُستقبل الوطن بمُنتهى الحُب والحكمة والإصرار، فنحن نعيش في عصر أصبحت مبادئ الشفافية والنزاهة هي التي تحكمه، وأصبحت الإرادة المصرية القوية هي التي تقوده”.
ويكفينا شرفًا أن العالم بأسره سيظل يُردد بسالة مصر وشجاعتها في تطهير نفسها بنفسها، وتطوير وطنها بالمجهودات الذاتية، فلقد أضافت مصر بهذه الثورة رمزًا جديدًا لحضارتها الخالدة، سيظل العالم يُردده جيلًا بعد جيل، وسيُصبح درسًا عمليًا في البسالة الوطنية، والتضحية الحقيقية.
وتختتم: “أخيرً، فعلينا أن نُقر بأن هذه الثورة بمثابة ميثاق شرف لكل مصري ومصرية، ودليل قطعي على الوحدة الوطنية، وبداية انطلاقة جديدة وحقيقية في بُنيان كيان الدولة المصرية، ودرس يُحتذى به لكل الأجيال القادمة، ورمز للحضارة المصرية، وعنوان للإرادة المصرية، وشهادة مُوثقة على حكمة القيادة السياسية”.
اقرأ أيضًا..