الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول السبت الثاني عشر من زمن السنة
تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول السبت الثاني عشر من زمن السنة، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: "تَنْهاُر الأَرضُ وجميعَ سُكَّانِها وأَنا الَّذي أُثبّتُ أَعمِدَتَها". إنّ جميع الرسل هم، أعمدة الأرض، لكن يوجد في مقدّمهم الرّسولان اللذان نحتفل بعيدهما. إنّهما العمودان اللذان يحملان الكنيسة بتعاليمهما، وصلاتهما ومثالهما بالثّبات. إنّ الربّ بنفسه هو مَن ثبّت هذين العمودين. في البدء، كانا ضعيفين ولم يكن بإمكانهما الوقوف كما كانت حال باقي الرسل.
وهنا، ظهر مشروع الربّ العظيم: لو كانا في الأصل قويّين، لاعتقَدنا أنّ قوّتهما نابعة منهما. لذلك، أراد الربّ، قبل تثبيتهما، أن يُظهرَ إمكانيّاتهما لكي يعرف الجميع أنّ قوّتهما آتية من الله. لقد سقط بطرس حين سألته جاريةٍ بسيطة " أَلَستَ أَنتَ أَيضاً مِن تَلاميذِ هذا الرَّجُل؟ قال: لَستُ مِنهُم" ..؛ وهكذا كان حال العمود الثّاني: “أَنا الَّذي كانَ فيما مَضى مُجَدِّفًا مُضطَهِدًا عنيفًا”.
لذلك، علينا من كلّ قلبنا إكرامُ هذين القدّيسين اللذين تحمّلا كلّ العذاب من أجل الربّ، وثابرا بكلّ قوّة. إنّ المثابرة في الفرح، وفي الازدهار وفي الصبر هو أمر بسيط. لكن، كبيرٌ هو مَن يُرجَم، ويُجلَد ويُضرَب من أجل الرّب يسوع المسيح، ورغم كلّ ذلك يثابر مع الرّب يسوع المسيح . كبيرٌ هو بولس عندما يُلعَن وهو يُبارِك، وأن يتحمّل وهو يُضطَّهد، وأن يُعزّي في وقتٍ يتعرّض فيه للشتم، وأن يكون كمنبوذٍ من العالم وأن يستخلص من ذلك المجد ... وماذا يمكننا أن نقول عن بطرس؟ حتّى ولو لم يتحمّل شيئًا من أجل الرّب يسوع المسيح، يكفي أنّه قد صُلِب من أجله لكي نحتفل بعيده اليوم. فالصليب كان طريقه نحو السّماء.