رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتخابات مختلفة.. الإيرانيون يتوجهون غدًا لصناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يتوجه الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع غدًا الجمعة الموافق 28 يونيو، لاختيار خليفة للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، الذي توفي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو الماضي. 

والتصويت مفتوح لحوالي 61 مليون إيراني يبلغون من العمر ثمانية عشر عامًا فما فوق، ويتم تحديد الفائز في الانتخابات الإيرانية إما عن طريق الحصول على الأغلبية، أو، باستثناء ذلك، في جولة ثانية بين المتأهلين الأول والثاني تعقد في 5 يوليو. 

ومع اقتراب المنافسة وعدم وجود أي مرشح واضح، فإن النتيجة ليست مؤكدة على الإطلاق؛ وهو تغيير واضح، كما يقول المحللون، عن الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها الراحل رئيسي.

وسيبدأ الفائز فترة ولاية مدتها أربع سنوات كرئيس للسلطة التنفيذية الإيرانية في وقت يتسم بالاستياء الاجتماعي والسياسي العميق والمشاكل الاقتصادية في الداخل، وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط والعلاقات المتوترة مع الغرب بسبب برنامج طهران النووي، الذي يتقدم بشكل مطرد مع انحراف الدبلوماسية الدولية التي تهدف إلى الحد من تقدمه.

من هم المتنافسون الأربعة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية 2024؟

وافق مجلس صيانة الدستور، وهو هيئة غير منتخبة تتولى فحص المرشحين للمناصب في الجمهورية الإسلامية، على ستة من أصل 80 شخصًا سجلوا أسماءهم للترشح. لكن ليل الأربعاء/ الخميس انسحب مرشحان فجأة من السباق الانتخابي، في خطوة اعتبرها المراقبون محاولة من قبل المتشددين للالتفاف حول مرشح وحدة في صناديق الاقتراع.

والمرشحان اللذان أسقطا ترشيحهما هما أمير حسين غازي زاده هاشمي الذي شغل منصب أحد نواب رئيس رئيسي ورئيسًا لمؤسسة شئون الشهداء والمحاربين القدامى. والآخر هو عمدة طهران علي رضا زاكاني الذي انسحب سابقًا في انتخابات 2021 التي تم فيها انتخاب رئيسي لمنصبه، حسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا).

وبذلك أصبحت المنافسة بين أربعة مرشحين ينحدرون من الطرف المحافظ إلى المتشدد من الطيف السياسي الإيراني، والذي يمثله رئيسي أيضًا. 

المرشح الأول: محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون. وقاليباف من قدامى المحاربين في الحرس الثوري الإسلامي وكان عمدة طهران السابق.

المرشح الثاني: سعيد جليلي ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي. وهو من المطلعين المتشددين على اليمين الأيديولوجي لقاليباف. وتشير التقارير إلى أن جليلي على الرغم من أن خبرته وآراءه العقائدية قد أدخلته في دوائر السلطة، إلا أن جهوده السابقة لتأمين منصب منتخب قد أسفرت عن نتائج باهتة، بما في ذلك ترشحه الفاشل للبرلمان، واحتلال المركز الثالث في السباق الرئاسي لعام 2013 والانسحاب من انتخابات 2021.

المرشح الثالث: مصطفى بور محمدي، الذي شغل منصب وزير خلال الرئاستين المحافظة والبراجماتية، وهو رجل الدين الوحيد محل الخلاف. وخلال سلسلة من المناظرات المتلفزة، كان من أشد المنتقدين للوضع الراهن بين المرشحين.

المرشح الرابع: الإصلاحي مسعود بيزشكيان، الذي كان وزيرًا للصحة في عهد إدارة محمد خاتمي (1997-2005) وكان عضوًا في البرلمان منذ عام 2008. وقد سجل بيزشكيان لخوض الانتخابات الرئاسية لعام 2021 ولكن تم استبعاده.  وفي السباق الحالي، يحظى بدعم عناصر إصلاحية وبراجماتية امتنعت عن شن حملات منظمة في الانتخابات الوطنية الثلاثة الأخيرة، ويرجع ذلك في الأساس إلى ما اعتبرته استبعاد مجلس صيانة الدستور لمرشحيها المفضلين. 

ومن بين أولئك الذين أيدوا بيزشكيان الجبهة الإصلاحية، التي تضم أكثر من 30 فصيلًا؛ والرئيسان السابقان خاتمي وحسن روحاني؛ وكبار أعضاء إدارة روحاني، مثل وزير الخارجية جواد ظريف.

 ماذا يقول الخبراء واستطلاعات الرأي عن المتنافسين في انتخابات الرئاسة الإيرانية؟

يعتقد الخبراء أنه من المرجح ألا يفوز أي من المتنافسين الأربعة بأغلبية بسيطة، وفي هذه الحالة سوف يتوجه الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى في يوليو لإجراء انتخابات الإعادة بين المتنافسين الأوفر حظًا، حسب صحيفة واشنطن بوست.

وأشارت استطلاعات مختلفة نشرت في الأسابيع الأخيرة إلى أن المرشحين الستة ينقسمون إلى مستويين من حيث الشعبية بين الناخبين. وفي المرتبة الأولى، يجتذب قاليباف وجليلي وبيزشكيان دعمًا متساويًا تقريبًا بين الناخبين المحتملين. أما الثلاثة الآخرون - زكاني وغازي زاده وبور محمدي - فقد حصل كل منهم على أرقام فردية منخفضة.

وقال أراش عزيزي، الكاتب والمؤرخ الذي يركز على إيران: "لقد تم انتخاب إبراهيم رئيسي في انتخابات غير تنافسية على الإطلاق في عام 2021 عندما كانت النتائج محددة مسبقًا". "النتائج ليست محتومة هذه المرة".

الانتخابات الإيرانية تُعقد في وقت يتصاعد العنف بالشرق الأوسط

تجدر الإشارة إلى أنه كان من المقرر أن تجري إيران انتخاباتها الرئاسية المقبلة في عام 2025، لكن الوفاة غير المتوقعة لرئيسي أدت إلى تقديم موعد الانتخابات لمدة عام. 

توفي رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في 19 مايو عن عمر يناهز 63 عامًا. ووفقًا لدستور الجمهورية الإسلامية، يجب إجراء انتخابات خاصة في غضون 50 يومًا.

وجاءت وفاة رئيسي في وقت يتزايد فيه عدم الاستقرار والعنف في الشرق الأوسط؛ حيث أثارت الحرب في غزة تصاعدًا في التوترات المتصاعدة باستمرار بين إيران وإسرائيل، مع تصاعد العنف على الحدود الجنوبية للبنان، وفي البحر الأحمر، وفي سوريا والعراق. 

وفي أبريل الماضي، أشرف رئيسي على أكبر هجوم إيراني على الإطلاق ضد إسرائيل ردًا على غارة إسرائيلية قاتلة على مجمع دبلوماسي إيراني في سوريا.

عاجل