رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسطورة "عروس النيل".. هل ألقى القدماء المصريين الفتيات في النهر؟

أسطورة عروس النيل
أسطورة عروس النيل

ظهرت كثير من الشائعات والأكاذيب التي طالت الحضارة المصرية والمصريين القدماء وربما اعتقد أهلها بأن هذه الشائعات كانت حقائق في الماضي وانطلقت هذه الأساطير بين المصريين وبعضهم والأجانب وغيرها، بدون أدلة تثبتها ومن أشهرها أسطورة "عروس النيل".

نستعرض في التقرير التالي حقيقة أسطورة "عروس النيل" وهل ألقى المصريين القدماء الفتيات في النهر؟

ما هي أسطورة "عروس النيل" عند المصريين القدماء؟

ما هى أسطورة "عروس النيل" عند المصريين القدماء؟

تقول أسطورة "عروس النيل" إن المصريين القدماء اعتادوا الاحتفال بوفاء النيل من خلال إلقاء عروس من أجمل الفتيات في النيل كقربان للإله حابي، إله النيل، حتى يأت الفيضان وتنجو مصر من الجفاف.

وتداول بعض الأجانب والمصريين هذه الأسطورة وكأنها حقيقة، رغم عدم وجود أي أدلة على هذه الأسطورة، وقد أشار إليها المؤرخ الإغريقي بلوتارخ، لافتًا إلى أن إيجبتوس ملك مصر أراد حماية البلاد من الكوارث، فأشار إليه الكهنة بإلقاء فتاة في النيل ففعل، ثم شعر بعدها بالندم الشديد فألقى بنفسه وراءها.

كما روجت لهذه الأسطور القصص والأفلام، مثلما جاء في فيلم "عروس النيل"، ولكن ما حقيقة هذه الأسطورة من عدمها؟

المصريون القدماء يقدسون الإله حابي إله النيل

هل ألقى المصريين القدماء الفتيات في نهر النيل؟

في كتابة "المسكوت عنه في التاريخ"، قال د.وسيم السيسي، عالم المصريات: “قرأت بردية أبيدوس من الدولة الوسطى التي تقول: لا تلقي بحجر في نهر الحياة المقدس، حتى لا تدنس مورد حياتك وتغضب الإله فيتوقف الفيضان، ويحل القحط وتتوقف الأرزاق”.

أشار وسيم إلى أن مصر كانت صناعتها منبثقة من زراعتها، بل كانت حضارتها المدونة على البرديات من زراعتها، فمن البرادي صنعوا الورق أعظم اختراع حفظ حضارات العالم القديم، ومن الغاب صنعوا الأقلام، ومن نباتات النيلة صنعوا الأحبار.

وأضاف السيسي: كان أوزيريس رب الفيضان، فكان الأجداد يستقبلون الفيضان بتقديم تمثال لإيزيس إلى أوزيريس (الفيضان)، لأنه أوفي بوعده وجاء في موعده، ومن هنا كانت أكذوبة إلقاء فتاة "عروس النيل" كل عام.

وأوضح السيسي في كتابه، كيف أن المصريين القدماء عرفوا الزمن من نهر النيل، فلاحظوا ظهور الشعرى اليمانية في بدء فصل الفيضان "شهر مسرى" والذي هو أصلا "مس رع" أي مولد الإله "رع" كما قسموا السنة الشمسية إلى ثلاثة فصول: فصل الزراعة "الشتاء"، ثم فصل الحصاد، فصل الفيضان.