رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى البار داود التسالونيكي

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى البار داود التسالونيكي، وهو راهب وناسك، من بين النهرين، عاش في تسالونيكي وانتقل إلى الله حول سنة 530.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: إذا عجن أحدهم الطحين بدون أن يضيف إليه الخمير، فمهما اجتهد في خلطه وعَجنِه، فالعجين لن يختمر ولا يمكن أن يصبح طعامًا. ولكن عندما نخلط فيه الخمير، فهذا الأخير يجذب نحوه العجين كلّه ويخمّره بكامله مثل التشبيه الّذي طبّقه الربّ على الملكوت... كذلك هو الأمر بالنسبة للّحم: مهما اهتممنا به، فإذا أهملنا أن نضع الملح فيه لنحفظه...، فسيبعث رائحة كريهة ويصبح غير ملائم للاستهلاك. بطريقة مشابهة، تصوَّر البشريّة بكاملها كما لو أنّها لحم أو عجين، وفكّر أنّ طبيعة الرُّوح القدس الإلهيّة هي الملح والخمير الآتيان من عالم آخر. لو أنّ خمير الرُّوح السماويّ وملح الطبيعة الإلهيّة الجيّد... لم يدخلا إلى الطبيعة البشريّة المذلّلة ولم يمتزجا بها، لما فقدت النفس أبدًا رائحة الخطيئة الكريهة ولَما ارتفعت بعد فقدان ثقل وعيب "خمير الخبث والفساد".

إذا اتّكلت النفس فقط على قوّتها الشخصيّة وظنّت أنّ باستطاعتها أن تنال بذاتها الانتصار الكامل بدون مساعدة الرُّوح، فهي مُخطِئة جدًّا؛ ولا تكون مُعَدَّة لِلمساكن السماويّة، ولا مُعَدّة للملكوت... إذا لم يقترب الإنسان الخاطئ من الله، ولم يتخلَّ عن العالم، ولم ينتظر برجاء وصبر خيرًا خارجًا عن طبيعته الخاصّة، أي قوّة الروُّح القدس، إذا لم يقطّر الربّ من العلى حياته الإلهيّة الخاصّة في هذه النفس، فهذا الإنسان لن يذوق أبدًا الحياة الحقيقيّة... وبالعكس، فإن تلقّى نعمة الرُّوح، وإن لم ينصرف عنها، ولم يحتقرها بإهماله وأفعاله السيّئة، وثابر طويلاً في هذا الصراع، فهو لا "يُحزن الروح"، وسيفرح بِنَيل الحياة الأبديّة.