رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من أضواء القصور لظلام الشوارع.. تعرف على أسباب انقطاع الكهرباء في دول العالم

أرشيفية
أرشيفية

في قلب القاهرة، حيث تتعانق أشعة الشمس الحارقة مع أسوار القصور العتيقة، تروي الشوارع الصامتة قصة صراع الإنسان مع الظلام، منذ أكثر من قرن، عندما أضاءت شركة ليبون الفرنسية شموع الحداثة في عام 1893، بدأت مصر رحلتها مع الكهرباء، وكانت تلك الأضواء الخافتة تقتصر على قصور الأثرياء والنبلاء، بمثابة بذرة الأمل لمستقبل مشرق.

لكن اليوم، وبينما يلتهب كوكبنا بحمى التغير المناخي، تجد مصر نفسها في مواجهة تحدٍ جديد، فالحرارة القاسية تضغط على شبكات الكهرباء المتعبة، مجبرة الحكومة على اتخاذ إجراءات صارمة لتخفيف الأحمال، وفي هذا السياق المتوتر، يقف رئيس الوزراء ليؤكد عزم الدولة على تجاوز هذه الأزمة.

“السوشيال ميديا” تشتعل.. والحكومة تواجه بقرارات حاسمة

ورغم اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي بالشكوى ضد منظومة الكهرباء في مصر، وأن تكرار انقطاع الكهرباء على فترات غير محددة المدة يؤدي إلى كوارث كاحتراق الأجهزة الكهربائية وتأثر العمل الأونلاين بسبب انقطاع الإنترنت تباعًا وغيرها، إلا أن الحكومة المصرية تحاول قدر الاستطاعة حل تلك الأزمة من خلال سياسة تخفيف الأحمال، وعدد أخرى من القرارات.

وفي هذا الإطار، أوضح المهندس مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أن حقل غاز في إحدى الدول المجاورة لنا أوقف الإنتاج لمدة 12 ساعة ما أثر على إمدادات الطاقة لدينا، بالتالي تم اتخاذ عدد من الإجراءات لمحاولة تخطي تلك الأزمة، منها: إغلاق المحلات في الساعة العاشرة مساءً والمطاعم والصيدليات حتى الواحدة صباحًا، وذلك اعتبارًا من بداية شهر يوليو القادم، في سبيل الوصول إلى صفر انقطاع للكهرباء.

واتباعًا لسياسة مواجهة الشعب، أكد "مدبولي"، في اجتماعه، أنه تم تحديد الاحتياجات بمليار دولار أميركي خلال الصيف الحالي، إضافة إلى 180 مليون دولار للمازوت لوقف انقطاع الكهرباء، مع توجيه وزارة البترول بالتعاقد على شحنات الغاز والمازوت بقيمة 1.180 مليار دولار وقيام المركزي والمالية بتدبير التمويل.

وزارة الكهرباء: استخدام التكييفات المكثف من أسباب انقطاع التيار

وفي تصريحات سابقة، كشفت وزارة الكهرباء عن الأسباب الرئيسية وراء تزايد ساعات انقطاع التيار الكهربائي في البلاد، وتتصدر قائمة الأسباب الارتفاع الحاد في الاستهلاك نتيجة موجة الحر الشديدة، مما دفع المواطنين لاستخدام مكثف للتكييفات. 

وأشارت الوزارة إلى معاناة محطات توليد الكهرباء من نقص في إمدادات الوقود، الأمر الذي يعيق عملها بكامل طاقتها، إضافة إلى سرقات التيار الكهربائي التي تساهم في زيادة الضغط على الشبكة دون مقابل، مؤكدة أن ثبات أسعار الكهرباء يعد عاملًا إضافيًا يسهم في تفاقم الأزمة.

تاريخ الكهرباء في مصر

ويعود تاريخ الكهرباء في مصر إلى عام 1893، وذلك عن طريق شركة ليبون الفرنسية لتوليد الطاقة، إذ حصلت على أول امتياز من الحكومة المصرية لإدخال الإضاءة بالكهرباء في العاصمة والإسكندرية عام 1893م.

وكانت شركة ليبون بمدينة الإسكندرية صاحبة الامتياز في إنتاج غاز الاستصباح المستخرج من الفحم الحجري والمستخدم في إضاءة الشوارع وبعض القصور، حيث أنه حتى أواخر القرن التاسع عشر كانت البدايات الأولى لاستخدام الكهرباء قاصرة على إضاءة قصور الأمراء والنبلاء والأثرياء، كما أن مولدات الكهرباء في ذلك الوقت كانت محدودة القدرة.

دول انقطعت فيها الكهرباء

وبالبحث، تجد أن مصر ليست الدولة الوحيدة التي تواجه ظلام التيار الكهربي، إنما هي أزمة موجودة في عدد من دول العالم، وذلك نوضحه من خلال الانفوجراف التالي: