في اليوم الدولي للبحارة.. نظرة إلى رحلة "حتشبسوت" والملاحة البحرية بمصر القديمة
يحتفل العالم اليوم 25 يونيو 2024 بـ اليوم الدولي للبحارة، وهو اليوم الذي حددته الأمم المتحدة من كل عام، تقديرًا لجهود البحارة المبذولة في دفع عجلة التجارة العالمية والكشف عن التحديات التى تواجه البحارة خلال رحلاتهم البحرية، وأيضًا تكريمًا لمجهوداتهم وتضحياتهم في هذا المجال، لنقل احتياجات العالم من البضائع والطاقة والمواد الغذائية وغيرها، وقد شهد التاريخ على الكثير من رحلات البحارة من مصر القديمة حتى اليوم.
وفي هذا الصدد، نستعرض في التقرير التالي، رسائل الحضارة المصرية للبحارة، وفقًا لـ قطاع المتاحف المصرية.
رسائل الحضارة المصرية للبحارة
منذ فجر التاريخ، ارتبط الإنسان بالبحرارتباطًا وثيقًا، ومن خلال البحارة استكشف آفاقه وكنوزه، عبر رحلاتهم البحرية المختلفة، والتي تكشف عن حضارات عريقة، أبرزها الحضارة في مصر القديمة.
الملاحة في مصر القديمة
ويلفت قطاع المتاحف، التابع لوزارة الآثار المصرية، إلى أنه لم تكن مصر القديمة استثناءً من تلك الرابطة الوثيقة بين الإنسان والبحر، فقد برزت فيها حضارة عريقة اعتمدت على النيل والبحرين المتوسط والأحمر كطرق رئيسية للتجارة والتواصل مع العالم الخارجي حيث استخدم المصري القديم المسطحات المائية من حوله كجسور للتواصل سواء داخليًا في ربوع مصر أو خارجيًا للاستكشاف والتواصل مع البلدان والحضارات المجاورة.
رحلة حتشبسوت البحرية
كما برع المصري القديم في صناعة السفن النهرية والبحرية بدرجة لم يبلغها أي شعب من شعوب العالم القديم.
من أشهر الرحلات البحرية، في مصر القديمة، كانت رحلة قامت بها الملكة حتشبسوت، وهي واحدة من أقوى حكام مصر، التي عُرفت بذكائها وقوتها واشتهرت بمشاريع البناء الضخمة التي أمرت ببنائها، واهتمامها بالتجارة، وتوسيع نطاق نفوذ مصر.
فأرسلت الملكة حتشبسوت بعثة بحرية ضخمة إلى بلاد بونت، بهدف جلب البحارة للبضائع الثمينة مثل الذهب والبخور والخشب النادر مما أدى إلى تعزيز التجارة والاقتصاد في مصر القديمة، وجلبت ثروة هائلة لمصر مما زاد من نفوذ مصر وعززت العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى وتم تسجيل الرحلة بدقة على جدران معبدها الجنائزي في الدير البحري.
ووجه قطاع المتاحف الامتنان لـ البحارة، لتضحياتهم وإبداعاتهم عبر العصور فمنذ رحلات اجدادنا العظماء في مصر القديمة عبر الأنهار والبحار إلى سفن الحاويات الضخمة اليوم، فيبقى البحارة هم حُماة التجارة، وجسر التواصل بين الحضارات، وصانعي أمواج التقدم.