الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى مثوذيوس اسقف باتاره
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة مثوذيوس اسقف باتاره الذي استشهد حول سنة 311-312، وهو أسقف لمدينة صور، وقد نقل إليها من الاولمب وباتاره، خلَّف مؤلفات كثيرة، أشهرها وأجملها "وليمة العذارى".
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: العذراء الطوباويّة التي أُعِدَّتْ منذُ الأزل، في تصميم تجسُّد الكلمة كي تكون أمّ الله، غَدَتْ على الأرض، بتدبيرِ العناية الإلهيّة، أُمًّا حبيبةً للمُخلِّص الإلهي، وشريكةً سخيّة في عمله بصفةٍ فريدةٍ أبدًا، وأَمَةً للربّ وديعة. بِحَبَلِها بالرّب يسوع المسيح، وبوضعها إيّاه في العالم، وبتغذيتها له، وبتقدمته في الهيكل إلى أبيه، وبتألّمها مع ابنها الذي مات على الصليب، ساهمت في عَمَل المُخلِّص مساهمةً لا مثيل لها بخضوعها وإيمانها، برجائها ومحبّتها الحارّة كي تعود الحياة الفائقة الطبيعة إلى النفوس. لهذا كانت لنا أُمًّا في نطاقِ نظامِ النعمة.
تستمرّ أمومة مريم في تدبير النعمة دون ما انقطاع حتّى يبلغ المختارون الكمال الأبدي. وفعلاً إنّ دورها في الخلاص لم يتوقّف بعد انتقالها إلى السماء: إنّها لا تزال تحصل لنا بشفاعتها على النِّعَمِ التي تُؤكِّد خلاصَنا الأبدي. إنّ حبَّها الأمومي يجعلها تصغي إلى أخوةِ ابنها الذين لم يُكملوا غربتهم، أو إنّهم لا يزالون عرضةً للمخاطر والضيقات حتّى يصلوا إلى الوطن السعيد. لهذا تُدعى الطوباويّة العذراء في الكنيسة بألقابٍ عدّة منها الحامية، والمُعينة، والمساعدة والشّفيعة...
بالحقيقة، لا يمكن لخليقةٍ أبدًا، أن تُوضع على قدم المساواة مع الكلمة المتأنِّس والمُخلِّص. ولكن كما أنّه في كهنوتِ المسيح يشتركُ تحت أشكالٍ شتّى الخَدَمَةُ والشعبُ المؤمن، وكما أنّ صلاحَ الله الواحد يفيض فعلاً على الخلائق بأنواعٍ مختلفة، كذلك وساطة المُخلِّص الفريدة لا تمنع، بل بالأحرى تَحثُّ الخلائق على التعاون المتنوِّع المشترَك، النابع من مصدرٍ واحد.