الناقد مالك خوري ناعيا خميس خياطي: "الفراغ الذي تركته كبيرا"
أثار نبأ رحيل الناقد والكاتب السينمائي التونسي خميس خياطي، موجة من الحزن في الوسط السينمائي المصري، نظرا لعلاقات الصداقة المتينة والعميقة التي ربطت بين خياطي والسينمائيين المصريين.
الناقد مالك خوري ينعى خميس خياطي
نعى الناقد الفني، الدكتور مالك خوري، مدير قسم الثقافات البصرية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، الناقد التونسي خميس خياطي، والذي غادر عالمنا قبل ساعات عن عمر ناهز السابعة والسبعين، بعد رحلة حافلة بالعطاء والإبداع النقدي والفني.
وقال “خوري”عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “ما يمثله خميس خياطي، العربي التونسي الأصيل، والباحث والناقد والمثقف السينمائي العضوي بكل ما في الكلمة من معنى، هو أكبر بكثير مما يمكن تلخيصه بنبذة تودع هذا الصرح السينمائي العربي الكبير”.
وأضاف: “يكفي القول إنه من أوائل العرب، إذا لم يكن الأول، ممن اختاروا طريق دراسة أبحاث ونظريات النقد السينمائي المتخصص على مستوى الدكتوراه وفي عرين البيئة الأهم في العالم في هذا المجال خلال تلك الفترة، (باريس)، والتي ساهمت بوضع البذور التأسيسية الأكثر صلابة وعمقا للتنظير السينمائي المعمق. هناك دافع خياطي عن أطروحته التي كانت الأولى في العالم عن المخرج المصري صلاح أبو سيف”.
وتابع “خوري” عن خميس خياطي: “ساهم بنشر مقابلات وتحاليل نقدية موسعة مع أهم مبدعي السينما في القرن العشرين في العالم، من جودار إلى بونويل إلى جيتينو إلى فلليني إلى بازوليني، إلى تقريبا كل مبدعي السينما الطليعيين في عالمنا العربي”.
واختتم: “وهو كان من الرعيل الأول (مع الرائد الراحل طاهر الشريعة) الذي حرص على دعم الجهود لتأسيس ثم تطوير مهرجان قرطاج السينمائي إلى ربما أهم مهرجان سينمائي في العالم العربي، خصوصا لناحية الحرص على جعله مهرجانا للسينما الطليعية وسينما التعبير عن الأصوات المهمشة في السينما والعربية منها على وجه الخصوص”.
واستطرد: "كان محبا حقيقيا للسينما، ولكنه كان أيضا فنانا محبا للإنسان. ولذلك لم ينمق خميسي أفكاره ومواقفه وكتاباته تجاه العالم الذي يعيش فيه. فجاءت مساهماته، سينمائية كانت أم عامة، غير ملتبسة في عمقها ووطنيتها وتقدميتها وتضامنها مع قضايا شعبه والشعوب العربية وكل شعوب العالم المكافحة من أجل التحرر".
وواصل: “نعم، لم يكن يطيق الإخوان ولا انتهازيتهم ولا رجعيتهم وعدائهم للمرأة وللفنون وللحياة. وهو لم يكن يميل مع الرياح الأقوى في اللحظات المناسبة طمعا بدعوة إلى نشاط أو إلى فنادق السبع نجوم في دول سينما النوفو ريش في الخليج وغيره”.
واختتم: “هو كان أيضا حليف فلسطين الدائم في إخلاصه ودعمه وعمله. واكتفي في نهاية هذا البوست بصورة لآخر ما شاركه خميس في حياته فقط منذ أيام وعلى صفحته في فيسبوك. وكان، وكما عهدنا من هذا الإنسان الكبير، دعوة للمثقفين ليمارسوا دورهم دعما لفلسطين ورأفة بإنسانيّتهم. رحمك الله عليك يا خميس. الفراغ الذي تركته كبير جدا”.