بوتين في كوريا الشمالية.. دلالات زيارة لم تحدث منذ 24 عامًا
أظهرت صور الأقمار الصناعية التجارية، أن كوريا الشمالية تستعد لعرض عسكري محتمل في وسط بيونج يانج قبل زيارة فلاديمير بوتين، وتم تعليق صور الرئيسي الروسي في جميع أنحاء المدينة، إلى جانب العلم الروسي وعرض عبارة "مرحبا بوتين"، حسبما أوردت شبكة NEXTA الأوروبية وموقع NK News.
ومن المقرر أن يزور بوتين كوريا الشمالية في زيارة تستغرق يومين هذا الأسبوع، حسبما أعلن البلدان أمس الاثنين بعد أشهر من التكهنات ووسط مخاوف دولية بشأن التعاون العسكري بينهما. وبعد كوريا الشمالية، سيزور بوتين فيتنام يومي 19 و20 يونيو.
وفي العام الماضي، سافر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون إلى منشأة نائية لإطلاق الصواريخ في سيبيريا للقاء بوتين. وبعد تلك القمة، دعا كيم الزعيم الروسي لزيارة بيونج يانج.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية في كوريا الشمالية أن بوتين سيقوم بزيارة دولة يومي الثلاثاء والأربعاء، ولم تقدم تفاصيل على الفور، وأكدت روسيا الزيارة في إعلان متزامن.
أول زيارة لبوتين لبيونج يانج منذ أكثر من 20 عاما
ستكون هذه أول زيارة يقوم بها بوتين إلى كوريا الشمالية منذ 24 عاما، وزار بيونج يانج للمرة الأولى في يوليو 2000، بعد أشهر من انتخابه للمرة الأولى، عندما التقى بوالد كيم، كيم جونج إيل، الذي حكم البلاد في ذلك الوقت.
وكانت هناك دلائل على أن كيم كان يستعد لإقامة احتفال فخم لبوتين وهو يحاول تعزيز رؤية علاقتهما لجمهوره المحلي.
وقال موقع “NK News” الذي يركز على كوريا الشمالية: "إن تحليله لصور الأقمار الصناعية التجارية يشير إلى أن كوريا الشمالية ربما تستعد لعرض ضخم في ساحة بالعاصمة بيونج يانج.
وفي الأشهر الأخيرة، جعل كيم روسيا محور اهتمامه الأساسي بينما يحاول تعزيز مكانته الإقليمية وتوسيع التعاون مع الدول التي تواجه الولايات المتحدة، وتبني فكرة ما يصورها على أنها "حرب باردة جديدة".
بوتين يتعهد بالتجارة والأمن لكوريا الشمالية بعيدا عن الضغوط الغربية
وقبل زيارته المقررة لكوريا الشمالية، تعهد بوتين، في رسالة نشرتها وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية اليوم الثلاثاء، ببناء أنظمة تجارية وأمنية مستقلة مع البلاد لا تخضع لسيطرة الغرب، وأعرب عن دعمه الثابت، مع التأكيد على أن العلاقة المستمرة منذ 70 عاما بين روسيا وكوريا الشمالية تقوم على المساواة والاحترام المتبادل والثقة.
ونشرت الرسالة بعد يوم من إعلان البلدين أن بوتين سيزور كوريا الشمالية لأول مرة منذ 24 عاما لمدة يومين ابتداء من اليوم الثلاثاء.
وكتب بوتين: "سنطور آليات بديلة للتجارة والتسويات المتبادلة التي لن يسيطر عليها الغرب وسنعارض بشكل مشترك القيود الأحادية غير القانونية، وفي الوقت نفسه، سوف نبني بنية للأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة في أوراسيا"، حسب NEXTA.
وشكر بوتين كوريا الشمالية على دعمها للأعمال العدائية في أوكرانيا وتعهد بدعم جهود بيونج يانج للدفاع عن مصالحها رغم ما أسماه "الضغوط والابتزاز والتهديدات العسكرية الأمريكية".
الزعيمان سيوقعان اتفاقية شراكة استراتيجية خلال الزيارة
في غضون ذلك، قال مستشار بوتين، يوري أوشاكوف، إن روسيا وكوريا الشمالية يمكن أن توقعا اتفاقية شراكة استراتيجية خلال زيارة بوتين، تركز على الأمن ومزيد من التعاون في السياسة والاقتصاد الدوليين، مع توضيح أنها لن تكون موجهة ضد أي دولة أخرى.
ومن المتوقع أن يضم الوفد وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، ووزير الخارجية سيرجي لافروف، ووزراء الموارد الطبيعية والصحة والنقل، ورئيسي وكالة الفضاء الروسية والسكك الحديدية، بالإضافة إلى المتحدث باسم بوتين لشؤون الطاقة نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك.
وقال أوشاكوف للصحفيين: "إنه خلال الزيارة، من المقرر أن يجري الزعيمان محادثات فردية، بالإضافة إلى حفل موسيقي متوقع وحفل استقبال رسمي وحرس الشرف وتوقيع الوثائق وبيان لوسائل الإعلام".
أمريكا تنظر إلى بوتين وكيم على أنهم أكبر تهديد للأمن القومي الأمريكي
وهناك مخاوف متزايدة بشأن ترتيبات الأسلحة التي تزود بيونج يانج بموجبها موسكو بالذخائر التي تشتد الحاجة إليها لتغذية حرب بوتين في أوكرانيا مقابل المساعدة الاقتصادية ونقل التكنولوجيا التي من شأنها أن تعزز التهديد الذي يشكله برنامج كيم للأسلحة النووية والصاروخية.
وكرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر يوم الإثنين، اتهامات لكوريا الشمالية بتزويد روسيا بصواريخ باليستية وذخيرة لحرب أوكرانيا، واصفا بوتين بأنه "يائس بشكل لا يصدق" ويعتمد على الدعم العسكري من إيران وكوريا الشمالية، وقد نفت موسكو وبيونج يانج هذه الاتهامات.
كما أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحفيين أمس الإثنين، أن البيت الأبيض "قلق" بشأن العلاقات الوثيقة بين موسكو وبيونج يانج، وقال: "لسنا قلقين بشأن الرحلة، ما يقلقنا هو تعميق العلاقات بين هذين البلدين".
وقال: "ولم يكن هذا القلق "بسبب التأثير الذي ستحدثه على الشعب الأوكراني فحسب، لأننا نعرف أن الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية لا تزال تستخدم لضرب أهداف أوكرانية، ولكن لأنه قد يكون هناك بعض المعاملة بالمثل هنا التي يمكن أن تؤثر على الأمن في كوريا الشمالية"، على حد تعبيره.
وزاد التعاون العسكري والاقتصادي وغيره من أشكال التعاون بين كوريا الشمالية وروسيا بشكل حاد منذ زار كيم الشرق الأقصى الروسي في سبتمبر لعقد اجتماع مع بوتين، وهو الأول لهما منذ عام 2019.
وأي تجارة أسلحة مع كوريا الشمالية ستكون انتهاكًا للعديد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والتي أيدتها روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من قبل.