رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من النحر إلى تحضير أطباق الفتة.. بهجة عيد الأضحى في عصر الفاطميين

عيد الأضحى في عهد
عيد الأضحى في عهد الفاطميين

أضفى الفاطميون على الأعياد المصرية، نوعًا من البهجة ومظاهر الاحتفال الخاصة، حتى وصف بعض المؤرخين أن ما فعله الفاطميين في مصر في الأعياد وصل إلى حد البذخ، ونستعرض في السطور التالية، كيف احتفل المصريون بـ عيد الأضحى منذ أكثر من ألف سنة في عهد الدولة الفاطمية.

“عيد النحر” عند الفاطميين

أطلق الفاطميون على عيد الأضحى اسم "عيد النحر"، وبعضهم أطلقوا عليه "عيد الهناء"، وقد شهدت هذه الأيام احتفالات خاصة، منها الاحتفال الرسمي والاحتفال الشعبي.

فيشهد عيد الأضحى زيارة الجماهير للوزير الفاطمي لتهنئته بالعيد، ثم يخرج الوزير الفاطمي، ومعه كبار رجال الدولة إلى قصر الأمير الفاطمي، ويدخل هذا الجمع من المسؤولين وكبار الرجال بالدولة،  من الباب الرئيسي للقصر ويسمى باب الذهب، ثم يقرأ القراء آيات من القرآن الكريم، تمهيدًا لاستقبال الإمام للعيد.

طقوس الفاطميين في عيد الأضحى

ويخرج الإمام، في موكب مهيب، من باب اسمه "باب العيد" وهو الباب المخصص لخروج الإمام منه في الأعياد فقط، ثم يؤدي صلاة العيد في مكان فسيح أمام باب النصر.

ومن طقوس الفاطميين وقتها أن يضعوا للإمام على المحراب الآيات التي يقرأ بها صلاة العيد حتى لا يخطئ فيها.

ثم تبدأ خطبة العيد التي يؤديها قاضي القضاة، ثم يذهب الإمام لباب الريح وهو باب في المنطقة الشمالية من القصر الفاطمي، في منطقة الطمبوكشية الحالية والدرب الأصفر، وهناك المنحر، وهنا يقف القصابون استعدادًا لمناولة الإمام الذبائح ليقوم بنحرها، وقد جرت عادة الخليفة الفاطمى على نحر 31 أضحية أول ايام العيد.

في اليوم الثاني ينظم نفس الموكب الخلافي إلى المنحر وينحر الخليفة 27 أضحية، وفي اليوم الثالث أيضا يخرج بنفس موكبه المهيب وينحر 23 أضحية، ويجرى توزيع لحم الأضحية خلال هذه الأيام الثلاثة على أرباب الرسوم "القراء بالحضرة والخطباء، والمتصدرون بالجوامع وعامة الشعب الحاضرون".

الاحتفالات الشعبية بـ عيد الأضحى في عصر الفاطميين

أما عن الاحتفالات الشعبية التي تعم أرجاء البلاد، فاعتاد المصريون على تحضير وصفات العيد، الدسمة، التي بها مختلف أنواع اللحوم، طوال أيام العيد، خاصة طبق "الفتة" الشهير، الذي ما زال المصريين يحرصون على تحضيره حتى اليوم.

وتبدأ احتفالات الفاطميين منذ يوم الوقفة، حيث يكون كل المسلمين صائمين في هذا اليوم، وعقب آذان المغرب، تعلن الشوارع عن بهجة العيد، من خلال تزيين الطرقات، وتهنئة الناس بعضهم البعض.

ويتم وضع الأضاحي أمام المنازل، مع تجهيز المناحر، ويبتهل المبتهلون بتكبيرات العيد وحتي صلاة العيد في الصباح.