الثامن من ذي الحجة.. ماذا يفعل الحجاج في يوم التروية؟
يقضي حجاج بيت الله الحرام الذين يرتدون ملابس الإحرام البيضاء، اليوم الجمعة 8 ذي الحجة وهو "يوم التروية" في مدينة الخيام المترامية الأطراف في مكة المكرمة، إيذانا ببدء حج هذا العام. وسيقضون يوم التروية في الصلاة والتأمل في خيامهم استعدادا للوقوف بعرفات يوم السبت ذروة الحج السنوي.
وبدأ موسم الحج السنوي رسميًا يوم الجمعة حيث شق الحجاج في المملكة العربية السعودية طريقهم سيرًا على الأقدام وبالحافلة إلى وادى منى، حيث سيخيمون في واحدة من أكبر مدن الخيام في العالم.
ووادي منى الواقع على بعد حوالي 5 كيلومترات شرق المسجد الحرام بمكة المكرمة، عبارة عن مساحة مفتوحة تبلغ 250 هكتارًا تغطيها أكثر من 100 ألف خيمة مكيفة تتسع لأكثر من 2.6 مليون شخص.
ويقع مشعر منى داخل حدود الحرم، على بعد 7 كم شمال شرق المسجد الحرام، وهو واد محاط بالجبال من الجانبين الشمالي والجنوبي، ولا يسكن إلا في فترة الحج. ويحده جمرة العقبة من جهة مكة، ووادي محسر من جهة مزدلفة.
وقال مسؤولون سعوديون إن أكثر من 1.5 مليون حاج أجنبي وصلوا إلى البلاد بحلول يوم الثلاثاء، غالبيتهم العظمى بالطائرة، ومن المتوقع وصول المزيد.
ومن المقرر أن ينضم إليهم مئات الآلاف من السعوديين وغيرهم من الحجاج المقيمين في المملكة يوم الجمعة.
مشاعر "يوم التروية" أول محطات مناسك الحج
يسمى اليوم الثامن من ذي الحجة يوم الجمعة، عندما يبدأ الحجاج بالوصول إلى منى، بيوم التروية، وهو أول محطات مناسك الحج، التي تتواصل على مدار 5-6 أيام، اقتداء بسنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، الذي ارتوى بالمياه قبل أداء الحج.
ويسمى يوم التروية أيضًا بيوم الري، بسبب التقليد الذي يحمل فيه الناس الماء معهم إلى الموقع استعدادًا لهذا اليوم، الذي يقضي فيه الحجاج وقتهم في الدعاء والذكر والتأمل، وترديد تلبية الحج: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
وفي فترة ما بعد الظهر، سيتوجهون إلى تلال الصفا والمروة بالقرب من الكعبة، حيث يركضون أو يسيرون سبع مرات بين التلال، لتقليد رمزي جري والدة النبي إسماعيل، بحثًا عن الماء لابنها.
ثم يقضي الحجاج يوم الجمعة بأكمله حتى الفجر في منى، حيث يستعدون ليوم عرفة، أهم أيام الحج.
وسيصلي الحجاج في منى صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. ويقصرون صلاة الظهر والعصر والعشاء إلى ركعتين اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ويوم الثلاثاء، احتشد الحجاج في المسجد الحرام في مكة المكرمة أقدس موقع في الإسلام، وأدوا طقوسًا أثناء سيرهم سبع مرات حول الكعبة المشرفة.
ويتوجه الحجاج إلى جبل عرفات يوم السبت للوقوف لمدة يوم كامل. ثم ينطلقون بعد ذلك إلى مزدلفة، وهي منطقة سهلة صخرية على بعد بضع كيلومترات، حيث سيقضون الليل ويجمعون الحصى لاستخدامه في رجم الأعمدة الرمزية التي تمثل الشيطان عند عودتهم إلى منى في اليوم التالي.
يعد الحج أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة. ويجب على جميع المسلمين القيام بذلك مرة واحدة على الأقل في حياتهم إذا كانوا قادرين جسديًا وماديًا على القيام بذلك. ويرى أولئك الذين يقومون بالحج فرصة لتقوية إيمانهم ومحو الذنوب القديمة وبدء جديد.
