شروط الأضحية وعيوبها الشرعية ووقت ذبحها.. الأحكام بالتفاصيل
يوافق أول أيام عيد الأضحى المبارك 2024، يوم الأحد المقبل الموافق 16 يونيو الجاري، وهو ثاني أكبر أعياد المسلمين العظيمة، والآخر بعد عيد الفطر، يبدأ في العاشر من ذي الحجة، الشهر الأخير من التقويم الإسلامي، ويستمر لمدة ثلاثة أيام إضافية، ويجتمع مليارات المسلمين في جميع أنحاء العالم معًا للاحتفال باليوم الأول منه.
هذا الاحتفال الديني الكبير يحيي ذكرى طاعة النبي إبراهيم- عليه السلام- لله، حيث كان على استعداد للتضحية بابنه؛ لذلك يقوم المسلمين بالذبح للتضحية.
وقبل أداء الأضحية في عيد الأضحى، من المهم معرفة جميع قواعد وشروط الأضحية، وكيفية اختيار الأضحية، وهو ما تستعرضه "الدستور" في هذا التقرير.
شروط الأضحية
1. أن يكون من رتبة الأنعام من الحيوانات، وهي: الإبل، والبقر، والغنم، والماعز، لقوله تعالى: "ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام" [الحج 22:34]
بهيمات الأنعام (تُترجم هنا باسم "بهيمة الماشية") تشمل الإبل والبقر والأغنام، وهذا هو المشهور عند العرب، وهو قول الحسن وقتادة وغيرهما.
سن الأضحية الشرعي
2. أن يكون قد بلغ السن المنصوص عليه شرعا، وهو 6 أشهر للشاة، وهو السن الذي يعتبر فيه الحيوان بالغًا بالنسبة لأي حيوان آخر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: قال: «لا تذبحوا إلا كبيرا، إلا أن يشق عليكم، فتذبحون جذعة ستة أشهر». رواه مسلم.
- الحيوان الناضج يعني الحيوان الذي يعتبر بالغًا.
- وأما الإبل فمعناها ما بلغ خمس سنين.
- أما بالنسبة للماشية فمعناها التي عمرها سنتين.
- أما بالنسبة للغنم فهو يعني ما هو عمره سنة.
- والجذعة هي ما كان له نصف سنة، فلا يصح الذبح من الإبل أو البقر أو الماعز التي لم تبلغ بعد، أو من الشاة التي لم يتم عمرها ستة أشهر.
عيوب الأضحية
3. أن يكون خاليًا من العيوب التي تجعله غير صالح للأضحية، وهي أربعة:
- عيب ظاهر في عين واحدة، كأن تكون العين غائرة في محجرها، أو بارزة كالزر، أو تكون بيضاء واضحة العيوب.
- المرض البين، الذي تظهر أعراضه في الحيوان بشكل واضح، كالحمى التي تمنعه من الرعي، وتؤدي إلى فقدان الشهية؛ والجرب الذي يؤثر بشكل واضح على لحمه أو صحته؛ والجروح العميقة التي تؤثر على صحته، ونحو ذلك.
- العرج الواضح الذي يمنع الحيوان من المشي بشكل طبيعي.
- الهزال الذي لا يترك نخاعا في العظام، لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عما يجب أن يجتنب في الأضحية، فأشار بيده، وقال: "الرابعة: العرجاء البين عرجها". والعوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والهزيلة التي لا يخيرها أحد». رواه مالك في الموطأ من حديث البراء بن عازب. وفي الحديث الذي رواه في السنن قال: «قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أربعة لا تحل الأضحية»». وذكر شيئا مماثلا. وصححه الألباني في إرواء الغليل (1148).
وهذه العيوب الأربعة تجعل الحيوان غير صالح للأضحية، وفيها عيوب مماثلة أو عيوب أشد، وبالتالي فإن الحيوانات التالية أيضًا غير صالحة للأضحية:
- وهو أعمى في كلتا العينين.
- ومن أكل أكثر من طاقته حتى زال الخطر.
- التي واجهت صعوبة في الولادة، حتى زوال كل خطر.
- من أصيب بما يمكن أن يقتله، كالخنق أو السقوط من مكان مرتفع، حتى زوال الخطر.
- من لا يستطيع المشي بسبب عيب.
- من قطعت إحدى قوائمه الأمامية أو الخلفية.
وإذا ضمت هذه إلى العيوب الأربعة المذكورة في النص، بلغ عدد ما لا يجوز الأضحية به عشرة، هذه الستة والأربعة المذكورة.
4. أن يكون الحيوان ملكًا للمضحي، أو أن يكون مرخصًا في ذلك إما شرعًا أو من المالك، ولا تصح الأضحية إذا كانت الذبيحة ليست ملكًا لمن يذبحها، كالمغصوبة، أو المسروقة، أو المأخوذة بدعوى كاذبة ونحو ذلك، لأنه لا يجوز التقرب إلى الله بالذنب. تصح أضحية ولي اليتيم من مال اليتيم إذا كان ذلك معتادًا، وإذا حزن على عدم الأضحية.
تصح أضحية الولي من مال من تحت يده إذا كانت بإذنه.
5. ألا يكون لأحد حق في الأضحية؛ فلا تصح الأضحية المرهونة.
وقت ذبح الأضحية
6. يجب أن تذبح في الوقت المحدد شرعا، وهو من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب شمس آخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، فالأيام التي يذبح فيها الأضحية هي أربعة: يوم العيد بعد الصلاة، والأيام الثلاثة التي بعد ذلك، ومن ذبحها قبل انتهاء صلاة العيد، أو بعد غروب شمس يوم الثالث عشر من ذي الحجة، لم تصح ذبيحته، للحديث الذي رواه البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «من ذبح قبل الصلاة، فهو لحم قد أتى به إلى أهله، وليس ذلك التضحية." وروى عن جندب بن سفيان البجلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ذبح أضحية قبل أن يصلي فليصل. استبدله بآخر» وعن نبيشة الهذلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيام التشريق» "هي أيام أكل وشرب وذكر الله" رواه مسلم.
أما إذا كان له عذر في تأخيره عن أيام التشريق، كما لو هربت البهيمة من غير تفريط منه، ولم يجدها إلا بعد انقضاء الوقت، أو استخلف غيره، ليذبحها ونسي ذلك الشخص حتى خرج الوقت، فلا حرج في ذبحها بعد الوقت المحدد، وذلك قياسًا على من نام عن صلاة، أو نسيها، فإنه يصليها فور استيقاظه أو ذكرها.
ويجوز ذبح الأضحية في أي وقت من الليل أو النهار، لكن الأفضل أن تذبح في النهار، والأفضل أن تذبح يوم العيد بعد الخطبتين، وكل يوم خير من اليوم الذي يليه، لأن ذلك يدل على المسارعة إلى الخير.