الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى القدّيسة أكويلينا الجبيّليّة الشهيدة
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى القدّيسة أكويلينا الجبيّليّة الشهيدة، ووُلدت أكويلينا في مدينة جبيل سنة 281. تلقّت العلوم المسيحيّة على يد أسقف المدينة أوتاليوس. وفي الثانية عشرة من عمرها راحت تنشر عبادة المسيح بين مواطنيها فآمن منهم الكثير. سمع بها الحاكم فولوسيانس، فاستحضرها وأعلنت أمامه عن إيمانها بكلّ جرأة وثبات. جُلدت جلدًا قاسيًا. وإذ رآها الحاكم ثابتة في إيمانها، أَدخل في جسمها النحيل سياخًا حديديّة محميّة فأُغمي عليها. ثمّ أَمر بقطع رأسها فنالت إكليل الشهادة سنة 293.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "لِتَكُنْ أَوساطُنا مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُنا مُوقَدَة"، " ولنكن "مِثلَ رِجالٍ يَنتَظِرونَ رُجوعَ سَيِّدِهم مِنَ العُرس" . ولا نكوننَّ مثل الملحدين الذين يقولون: "فلْنَأكُلْ ولْنَشرَبْ فإِنَّنا غَدًا نَموت". فكلّما كان يوم مماتنا غير أكيد، كلّما ازدادت معاناتنا من تجارب هذه الحياة، وكلّما توجّب علينا أن نصوم ونصلّي لأنّنا غدًا قد نموت بالفعل. قال الربّ لتلاميذه: "بَعدَ قَليلٍ لا تَرَونَني ثُمَّ بَعدَ قَليلٍ تُشاهِدونَني". ولقد قال عن تلك الساعة: "ستَبكون وتَنتَحِبون، وأَمَّا العاَلمُ فَيَفَرح"، هذا هو زمن هذه الحياة المليئة بالتجارب والتي نعبر فيها بعيدًا عنه. ولكنّه أضاف: "ولكِنِّي سأَعودُ فأَراكُم فتَفَرحُ قُلوبُكم وما مِن أَحَدٍ يسلُبُكم هذا الفَرَح".
وبفضل الرجاء الذي يمنحنا إيّاه الربّ الأمين في وعوده، لا يغادرنا الشعور بالفرح إلى أن يكتمل فينا الفرح العظيم يومَ "نُصبِحُ عِندَ ظُهورِه أَشباهَه لأَنَّنا سَنَراه كما هو"، عندها "ما مِن أَحَدٍ يسلُبُنا هذا الفَرَح"... قال ربُّنا: "إِنَّ المرأَةَ تَحزَنُ عِندما تَلِد لأَنَّ ساعتَها حانَت. فإِذا وَضَعتِ الطَّفْلَ لا تَذكُرُ شِدَّتَها بَعدَ ذلك لِفَرَحِها بِأَن قد وُلِدَ إِنسانٌ في العالَم". هذا هو الفرح الذي لن يسلبنا إيّاه أحد والذي سيملأ قلوبنا عندما ننتقل من مفهومنا الحالي للإيمان إلى النور الأبديّ. فلنلجأ الآن إذًا إلى الصوم والصلاة لأننا نعيش في فترة المخاض.