الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى تذكار القدّيس أنطونيوس البادوانيّ
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى تذكار القدّيس أنطونيوس البادوانيّ، الكاهن ومعلِّم الكنيسة الذي ولد في ليشبونا في البرتغال في نهاية القرن الثاني عشر. التحق أولاً برهبنة قانونيي القديس أغسطينس. وبعد أن رُسِم كاهناً التحق برهبنة الفرنسيسكان، ليتفرغ لنشر الايمان بين شعوب إفريقيا. ولكنه شرع في الوعظ والتعليم في فرنسا وايطاليا، فاتى بثمر كثير وأعاد هراطقة كثيرين الى الايمان القويم. هو أول مَن علّمَ اللاهوت للرهبان في رهبنته. كتب مواعظ مليئة بالحكمة والعذوبة. توفي في بادوفا في إيطاليا، عام 1231.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "لِتَصيروا بني أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَوات، لأَنَّه يُطلِعُ شَمْسَه على الأَشرارِ والأَخيار، ويُنزِلُ المَطَرَ على الأَبرارِ والفُجَّار". إن الله يظهر أناتِه؛ فهو لم يعرض بعد كلّ قدرته الربّانيّة. أنتَ أيضًا... أعْدل عن التحدّي. لا تزد انزعاج الذين يزرعون القلاقل. هل أنت صديق السلام؟ اِبقَ هادئًا في عمق نفسك... دَع الخصام جانبًا، والتفت الى الصلاة. لا تُجِب على الإهانة بالإهانة، لكّن صَلِّ من أجل المُهين.
أنت ترغب أن تكلِّمه ضد نفسه لكن بالحريّ صلِّ الى الله من أجله. لا أقول لك أن تصمت، إنّما اختر المكان المناسب وشاهد مَن تُكلِّم (أي الربّ)، بصمت وبصراخ القلب. هناك، حيث لا يراك خصمُك، كُن مسامحًا له. أنتَ، من هو صديقٌ للسلام، جاوب عدوّ السلام هذا، صديق المخاصمة هذا، أجبه هكذا: "قُل كلّ ما تريد، ومهما كانت عَداوَتُك لي، أنتَ أخي"...
"على الرغم من كرهك لي ورغم طّرْدك لي: أنت أخي! اعترِف أنّ في داخلك دلالة عن أبي. ها هي كلمة أبي: أنتَ أخ مشاغب، لكنّك أخي، لأنك أنت أيضًا تقول مثلي: أبانا الذي في السماوات. نحن نبتهل الى أب واحد، فلماذا لا نكون واحدًا؟ أرجوك، اعترف بما تقوله معي، واشجُب ما تفعله ضدِّي... ليس عندنا إلّا صوت واحد أمام الآب، لماذا لا يكون عندنا كافةً سلام واحد؟".