رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة سياسية بالشأن الإيرانى تكشف لـ"الدستور" مستجدات الانتخابات الإيرانية

إيران
إيران

قالت سمية عسلة، الباحثة في الشذون الإيرانية، إن مجلس صيانة الدستور الإيراني وافق على ستة مرشحين من أصل 80 مرشحا، بينهم مرشح يتبع الإصلاحيين وهو محمود بزشكيان، ولا يحظى بشعبيه كبيرة لضمان ألا يكون الرئيس القادم لـإيران من الإصلاحيين وقد سبقه إقصاء واضح لرموز إصلاحية تحظى بشعبية.

وأضافت عسلة، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن بزشكيان الإصلاحي الذي رفض مجلس صيانة الدستور أهليته لخوض الانتخابات التشريعية الأخيرة لعام 2024 وأيد أهليته لخوض الانتخابات الرئاسية بعد بضعة أشهر فقط، وذلك من أجل أن ينفي المرشد الإيراني على خامنئي ومجلس صيانة الدستور عن أنفسهم تهمه الانحياز التام للمحافظين على حساب الإصلاحيين وأن يضفوا نوعا من العدالة والديمقراطية لهذه الانتخابات الرئاسية وإن كان الواقع عكس ذلك.

إعطاء زخم وتأييد كبير من المرشحين

وتابعت عسلة أنه حتى أولئك الذين تم إقصاؤهم من تيار المحافظين المتشددين فقد كان سببه الرئيسى هو إعطاء زخم وتأييد كبير لمرشحين من أصحاب التيار الأصولي المتشدد لضمان كسب أكبر عدد من أصوات التيار الأصولي.

وأوضحت أنه قد بدا هذا واضحا في تصريحات بعض المرشحين الذين تم استبعادهم ومنهم علي لاريجاني الذي يرى أن الدولة الإيرانية في حاجة لتدخل سريع ينهي الأزمه الداخلية التي تشكل خطرا واضحا على استقرار الأوضاع الأمنيه في إيران وكذلك تصريح عباس آخوندي، وزير الطرق والإسكان في حكومتي أكبر هاشمي رفسنجاني وحسن روحاني، نشر رسالة مفتوحة موجهة إلى مجلس صيانة الدستور، واصفا قرار عدم تأييد أهليته بأنه "يفتقر إلى التبرير القانوني" و"وظلما وإجحافا وبمثابة الحد من حق الناخبين في حرية الاختيار"، على حد قوله.

وأكد آخوندي تدني مشاركة الناخبين في الانتخابات الرئاسية 2021 التي فاز بها إبراهيم رئيسي، والانتخابات البرلمانية في مارس الماضي، قائلا إنه تقدم للترشح "بهدف تحقيق الوحدة الوطنية والتمتع بحقي القانوني لكن مثل هذه القرارات تضر بالمصالح الوطنية لإيران".

ونشر إسحاق جهانحيري، المساعد الأول لحسن روحاني من 2013 إلى 2021، منشورا على منصة إكس وطالب بتقديم توضيح من قبل مجلس صيانة الدستور حول أسباب استبعاده من خوض الانتخابات الرئاسية.

وأشارت إلى أنه قد هاجم أيضا النائب الأصولي حميد رسايي رئيس البرلمان المرشح لمنصب رئيس الجمهورية، محمد باقر قاليباف، وكتب على منصة إكس: "أيها السادة، أنتم تحاولون أن تجعلوا منه رئيسا منذ 20 عاما، ولكن إذا كان يمكن أن يصبح رئيسا عبر تكميم الأفواه لأصبح ناطق نوري رئيسا في 1997 ولأصبح هاشمي رفسنجاني رئيساً عام 2005، لم تتمكنوا من تحقيق ذلك خلال 20 عاما، ولن تتمكنوا".

وبينت عسلة أن كل المؤشرات تؤكد أن هناك تعنتا واضحا من قبل مجلس صيانة الدستور بأوامر من المرشد الإيراني في إقصاء مرشحي التيار الإصلاحي، وأن يصبح الرئيس القادم لإيران من المحافظين المتشددين الذين ينالون رضا واستحسانا، ويتوافقون مع سياساته على مستوى داخلي وخارجي، ولكن في كل الاحوال فإن الرئيس القادم لإيران تنتظره العديد من الأزمات التي يجب التدخل فيها وإيجاد حلول لها بشكل فوري، وعلى رأسها الخروقات النووية التي جلبت العقوبات الاقتصادية على إيران وجعلتها منبوذة دوليا، وكذلك وكلاء إيران بالمنطقة وكيفية إدارتها، خاصة تلك المتعلقه بحزب الله في لبنان والحوثي في اليمن، وما يقومان به من عمليات تهدد أمن المنطقة والمصالح الدولية في البحر الأحمر، وكذلك ملف التعامل مع الرئيس الأمريكي القادم سواء كان استمرار الرئيس بايدن في الحكم أو وجود رئيس جديد في البيت الأبيض، وكذلك أوجه التعامل مع إسرائيل الفترة المقبلة في ظل أزمات مشتركة تجمع ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وإيران وعلى رأسها ملف غزة واليمن الآن.