رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبد الله النجار: عطاء السنة النبوية يتسع لكل عقول البشر مع اختلاف أشخاصهم

الدكتور عبد الله
الدكتور عبد الله النجار خلال المؤتمر

وجه الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، الشكر للدكتور محمد مختار جمعة، على هذا المؤتمر القيم الذي جاء في وقته وفي موضوعه مصادفًا لما نحن بحاجة إليه ولما يحتاجه المسلمون في كافة بقاع الدنيا، وهو الكلام عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلكم النبي الخاتم الذي بعثه الله تبارك وتعالى إنقاذًا للبشرية من الشرك والهوى ووضعًا لها على الطريق المستقيم نحو طاعة الله تبارك وتعالى.

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأول للسنة النبوية المشرفة بعنوان: السنة النبوية بين الرواية والدراية والفهم المقاصدي.

وأكد "النجار" أنه لم يوجد في التاريخ الإنساني منذ أن خلق الله الإنسان وإلى أن تقوم الساعة شخص استوعب عطاء علمه وسرت سنته في العالمين وملكت كل العقول مثل نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- وإلى أن يشاء الله لم يوجد شخص رحمة للناس بهذه السنة المباركة وبهذا الوحي المبارك الذي جاء به القرآن الكريم، فهو رحمة الله للعالمين شاء من شاء وأبى من أبى.

وأشار النجار، إلى أنه لا يمكن لهذه النعمة الكبيرة التي أنعم الله بها علينا إلا أن يكون ما جاءت به هذه الشخصية العظيمة هو الخير للبشرية والخير للإنسانية والناس أجمعين في كل زمان ومكان، وأن عطاء السنة النبوية الذي جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- يتسع لكل عقول البشر، مع اختلاف أشخاصهم وطبائعهم منذ عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى عصرنا هذا، فالنبي -صلى الله عليه وسلم-  أرسله الله تبارك وتعالى وأعطاه من العلم ما يستوعب هذه العقول البشرية لا يمكن أن يكون هذا الشخص إلا نبي يوحى إليه من الله تبارك وتعالى وما جاء به هو الحق الذي لا مراء فيه.

وأوضح أن عطاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقتصر على المسلمين وحدهم في الجوانب الدينية والأخلاقية والتشريعية والسلوكية فقط، ولكنه سرى في العالم كله حتى هؤلاء الذين لا يؤمنون بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فنظم القانون في العالم تنقسم إلى قسمين: قسم قائم على نظام الشرح على المتون وهي مجموعة الدول الغربية التي لا تدين بالإسلام وأخذت فكرة المتون وشرحتها في نصوص قانونية من منهج الدراسة الإسلامي الذي ابتكره الفقهاء المسلمون.

وتابع: "من خلال السنة النبوية ذاتها والتي تعتبر شرحًا لما جاء في القرآن الكريم فهي تسير في إطار هذه الفكرة العامة التي سارت عليها مناهج الدراسة والبحث في وقتنا هذا، والكتلة الأخرى بنت النظام القانوني والتشريعي لها من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- لتقيم موازين العدل والحق بين أبنائها في بلادهم وفي أوطانهم وفي قراهم، أما المدرسة الثانية فهي مدرسة الثوابت القانونية والتي تنقل الحكم الذي صدر سابقا على الحالة المشابهة التي صدرت الآن وهي فكرة القياس والتي هي مصدر من مصادر التشريع في الفقه الإسلامي والذي يأتي في المرتبة الرابعة بعد الكتاب والسنة والإجماع، فالتشريع الإسلامي تشريع شامخ، والأفكار التشريعية التي جاء بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنته هي التي تحكم العالم وهي التي تشكل الهيكل العام للنظم التشريعية التي تقيم العدل بين الناس أجمعين حتى لهؤلاء الذين لا يصنفون في خانة المسلمين ولا يدينون بدين النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وأكد أن الحقائق لا تخفى على أي إنسان، فكل إنسان يبحث عن الحقيقة وعن مصلحته وكل أمة تبحث عن مصلحتها في المجال التشريعي والفكري وكافة مجالات الحياة فتأخذها من حيث ترى أنه يصلح لها، وما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- في سنته هو البلسم وهو العلاج الذي يشكل مسيرة العالم الآن في طريقها نحو العدل، فإن هذا النبي العظيم جاء بالسنة الشريفة والوحي العظيم لإسعاد الناس في دينهم ودنياهم، ولا يبتغي أجرًا على ما جاء به فقد أدى رسالته حسبة لله تعالى، وهي رسالة شريفة ونبيله يجب أن يحترمها الجميع وكذلك كل إنسان منصف يحترم الحق والعدل ويزن الأمور بالميزان الصحيح.