"البشرية على حد السكين".. جوتيريش يحذر القوى النووية من تكنولوجيات الذكاء الاصطناعى
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من أن انتشار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يضاعف خطر الحرب النووية، وأن البشرية الآن "على حد السكين" مع تضافر المخاطر التي تهدد وجودها.
ومن المقرر أن يظهر تحذير جوتيريش في مقطع فيديو مسجل سيتم تشغيله، اليوم الجمعة، في الاجتماع السنوي لجمعية الحد من الأسلحة الأمريكية "ACA" في واشنطن، حسبما أوردت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وفي الفيديو، يوجه الأمين العام نداءه الأكثر حماسة حتى الآن، إلى الدول الحائزة الأسلحة النووية لكي تأخذ التزاماتها المتعلقة بعدم الانتشار على محمل الجد، وعلى وجه الخصوص، الاتفاق على تعهد متبادل بألا تكون أول من يستخدم الأسلحة النووية.
وقال "جوتيريش" في الرسالة المسجلة، في تحذير يأتي قبل حوالي 600 يوم من انتهاء اتفاق البداية الجديدة لعام 2010 بين الولايات المتحدة وروسيا، وهو الاتفاق الأخير المتبقي الذي يحد من الترسانات الاستراتيجية للقوتين العظميين النوويتين: "إن النظام المصمم لمنع استخدام واختبار وانتشار الأسلحة النووية يضعف".
ولجأت موسكو إلى إطلاق تهديدات متكررة باستخدام الأسلحة النووية، كما أن مخزون روسيا من الأسلحة النووية، رغم صغره مقارنة بمخزونات الولايات المتحدة والصين، يتزايد بشكل مطرد.
بعد مرور أكثر من ثلاثين عامًا منذ نهاية الحرب الباردة، تحتفظ الولايات المتحدة وروسيا بالعديد من صواريخهما الباليستية العابرة للقارات في حالة تأهب قصوى، وتكون جاهزة للإطلاق بعد إنذار لبضع دقائق. هناك مخاوف من أنه في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز قوة الردع لكل دولة، قد يتم تبسيط إجراءات الإطلاق بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
جوتيريش: “البشرية على حد السكين”
وقال جوتيريش في خطابه: "البشرية على حد السكين.. لقد وصل خطر استخدام الأسلحة النووية إلى مستويات لم نشهدها منذ الحرب الباردة"، "الدول منخرطة في سباق تسلح نوعي. وتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي تضاعف الخطر".
وشدد جوتيريش على أنه "يجب على جميع الدول أن تتفق على أن أي قرار بشأن الاستخدام النووي يتخذه البشر، وليس الآلات أو الخوارزميات".
وقبل عامين، أصدرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بيانا مشتركا حول الحاجة إلى "الحفاظ على السيطرة البشرية" على عمليات الإطلاق النووية. ولم تصدر روسيا والصين بعد أي إعلان مماثل.
ووفقًا لتقديرات اتحاد العلماء الأمريكيين، انخفض عدد الأسلحة النووية بشكل كبير منذ الحرب الباردة من ذروة عام 1986 التي بلغت حوالي 70300 سلاح في عام 1986 إلى ما يقدر بنحو 12100 سلاح هذا العام.
وحذرت FAS من أن إجمالي المخزون يواصل الانخفاض تدريجيًا مع تفكيك الأسلحة المتقاعدة، لكن إجمالي المخزون العسكري من الرؤوس الحربية المتاحة للاستخدام بدأ في الزيادة مرة أخرى، بعد الانخفاض الطويل الذي حدث بعد الحرب الباردة.
وقال جوتيريش: "إن الدول الحائزة للأسلحة النووية تقع على عاتقها مسئولية قيادة العودة إلى نزع السلاح".
وأضاف: "يجب عليهما استئناف الحوار والالتزام بمنع أي استخدام للأسلحة النووية".
وتابعغ: "أحث أيضًا الولايات المتحدة والاتحاد الروسي على العودة إلى طاولة المفاوضات والتنفيذ الكامل لمعاهدة البداية الجديدة والاتفاق على خليفتها".
وفي العام الماضي، عرض مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الدخول في محادثات "دون شروط مسبقة" بشأن اتفاق جديد يحل محل نيوستارت، لكن الكرملين رفض العرض.
كما كرر جوتيريش مناشداته السابقة للقوى النووية لإعادة التأكيد على وقف التجارب النووية، و"الاتفاق على ألا يكون أي منها أول من يطلق" رأسًا حربيًا نوويًا.
وفي وقت سابق من هذا العام، اقترحت الصين معاهدة "عدم الاستخدام الأول". وردت الولايات المتحدة بالقول إنها مستعدة للدخول في مناقشة حول هذا الموضوع.