رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منظمة المرأة العربية تناقش دراسة عن واقع زوجات المهاجرين المتروكات فى 5 دول عربية

 منظمة المرأة العربية
منظمة المرأة العربية

عقدت منظمة المرأة العربية، اليوم، ندوة علمية افتراضية لمناقشة دراسة بعنوان "ضحايا غير مرئيات: نساء المهاجرين المتروكات وراءهم"، وهي دراسة حالة تم إعدادها بالتعاون فيما بين المنظمة والجمعية العربية لعلم الاجتماع، لإلقاء الضوء على واقع زوجات المهاجرين المتروكات في خمس دول عربية هي: (مصر، الجزائر، المغرب، تونس، ولبنان).

وأكدت المديرة العامة للمنظمة الدكتورة فاديا كيوان - في كلمة خلال الندوة - أهمية العلاقة بين البحث العلمي، لا سيما في مجالات العلوم الاجتماعية وبين عملية صناعة القرار العام فيما يتعلق برسم السياسات الاجتماعية.


وأشارت إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) كانت قد تبنت برنامجًا دوليًا للتباحث في كيفية وصل هذا الخط المنقطع بين البحث العلمي في الجامعات والمراكز البحثية وبين صانعي القرار، وتمت مقاربة الموضوع آنذاك من جهتين الأولى أن يكون للباحثين والأكاديميين فعالية في مجتمعاتهم من خلال الاهتمام بالقضايا المجتمعية والإضاءة عليها من زاوية علمية، والجهة الثانية هي صناعة قرار عام ورسم سياسات عامة انطلاقًا من نتائج البحث في العلوم الاجتماعية.
ومن جهته، أكد الأمين العام للجمعية العربية لعلم الاجتماع الدكتور محمد نعيم فرحات أهمية الشراكة بين المنظمة والجمعية، والتي أنتجت دراسة مهمة تعبر عن واقع صعب تعيشه النساء في بعض الدول العربية، وهن تحديدًا النساء زوجات المهاجرين الذين يغادرون أوطانهم لأسباب اقتصادية ولتوفير سبل المعيشة لأسرهم. 
ولفت إلى أن نتائج الدراسة أوضحت ضرورة جذب المزيد من الاهتمام البحثي والعملي لهذه الفئة من النساء لصياغة حلول لدعمهن على كل المستويات الممكنة، مشددًا على أن حسم قضايا المجتمعات العربية لا يمكن أن يتم بدون الاعتراف بدور المرأة ومكانتها على قاعدة المواطنة.


ومن جهتها، قالت أستاذة علم الاجتماع بالجامعة اللبنانية، ومنسقة الدراسة، الدكتورة دولي الصراف "إن الدراسات السابقة عادة ما ركزت على أوضاع المهاجرين، لكن نادرة هي الدراسات التي تهتم بأوضاع الزوجات المتروكات خلف أزواجهن واللائي يقمن بأداء أدوار جديدة ويتحملن أعباء إضافية ومعقدة، مما يزيد من المصاعب التي يواجهنها، ويتفاقم الأمر عندما لا يكون هناك دعم من الزوج أو العائلة".
وأضافت: أنه "سواء اعتادت المرأة على هذه الوضعية أو لا فهذا يؤثر على كل مناحي حياتها وسعادتها وتوازنها ونظرتها للحياة، ولهذه الأسباب وغيرها تتحول إلى ضحية غير مرئية تعاني في صمت على حساب استقرارها النفسي، وأمنها الاقتصادي والاجتماعي والوجودي"، مشيرة إلى أنه تم تناول موضوع الدراسة عبر مقاربتين، الأولى نفسية اجتماعية لمعرفة الآثار المتعددة التي تركتها هجرة الأزواج على الزوجات، وما نتج عنها من أعباء نفسية واجتماعية وثقافية وتربوية وحتى اقتصادية، أما الثانية فهي مقاربة من زاوية الأدوار الاجتماعية المختلفة للرجل والمرأة، مما يتيح إبراز التغيرات التي تطال أدوار المرأة في ظل غياب الزوج". 
وأوضحت أن الدراسة اعتمدت أداة التحليل الكيفي، وتم جمع المعطيات اللازمة من خلال أداة المقابلة التي شملت عينة مقصودة من زوجات المهاجرين الذين لا يقل عدد سنوات هجرتهم عن ثلاث سنوات، منوهة بأنه روعي في اختيار العينة أن تغطي فئات مختلفة للنساء من الريف والمدينة، ومن العاملات وربات البيوت، ومن طبقات اقتصادية متنوعة ومستويات تعليمية مختلفة، كما روعي التنوع في عدد سنوات الزواج وعدد سنوات هجرة الزوج.
يشار إلى أنه قام بإعداد دراسات الحالة، والتي شهدت الندوة عرضًا ونقاشًا لها، كل من: الدكتور سعيد المصري (دراسة حالة مصر)، والدكتور منصف القابسي (دراسة حالة تونس)، والدكتورة أسماء بنعدادة (دراسة حالة المغرب)، والدكتور مصطفى مجاهدي (دراسة حالة الجزائر)، والدكتورة دولي الصراف (دراسة حالة لبنان).