رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سمير صبرى.. كيف نجح فى أن يصبح "فنان شامل"؟

سمير صبري في شخصية
سمير صبري في شخصية محفوظ عجب

سمير صبري، فنان مبدع وشامل، وهو الوصف الأدق له. فهو فنان استعراضي، مارس الغناء في أفلامه السينمائية، أبرزها الدويتو الأشهر له مع شادية “سكر حلو الدنيا سكر”، في فيلم “نص ساعة جواز”، وهو إعلامي قدم العديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية أشهرها “النادي الدولي” و"هذا المساء".

مواهب سمير صبري التي رسخت نجوميته

تمكن سمير صبري من اللغة الإنجليزية وإجادته التامة لها، ولباقته في الحديث دفعا الدكتور عبد القادر حاتم وزير الثقافة والإعلام، لإصدار قرار بأن يقدم سمير صبري برنامج “النادي الدولي” في التليفزيون المصري.

دخل سمير صبري في وقت قصير كل منزل به جهاز تليفزيون، واستطاع أن يبهر المشاهدين بمقابلاته مع نجوم السياسة والفن والثقافة، وكان من بين ضيوفه السلطان قابوس. والملكة فريدة، والشيخ زايد آل نهيان، وأم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، ومحمد علي كلاي، ومحمد عبد الوهاب، وداليدا، وفكري أباظة، وأحمد رامي، وفاتن حمامة، والدكتور زاهي حواس والذي سجل معه اللقاء من أمام أبوالهول، والفنانة الاستعراضية نيللي، ونور الشريف، والمطربة نور الهدي، وعمر خورشيد، ونبيلة عبيد، وصفية العمري، والمخرج حسن الإمام، والفنانة الكبيرة أمينة رزق، والموسيقار أحمد الحفناوي، وكابتن لطيف وغيرهم الكثيرين من وجوه الفن والفكر والثقافة والسياسة. 

وأثبت الفنان سمير صبري من خلال برنامجه الأكثر شعبية وجماهيرية بين جمهور التليفزيون، أنه قادر على الحوار مع نجومه وليس تقليديا، فقد اخترع نمطا من الحوار المثير، وكسب جمهورا غفيرا، وطالته الشهرة الواسعة.

سمير صبري

 

هكذا برع سمير صبري في تجسيد نموذج محفوظ "محفوظ عجب" 

 

وبين عشرات الأدوار والشخصيات التي قدمها سمير صبري طوال مسيرته الفنية، يبقي فيلم “دموع صاحبة الجلالة”، من أبرز العلامات والمحطات في مشواره الإبداعي.

 

والفيلم ــ دموع صاحبة الجلالة ــ الصادر في العام 1992، عن قصة لموسى صبري، وإخراج عاطف سالم، وشاركته بطولته الفنانة سهير رمزي، فريد شوقي، يحيي شاهين، أحمد مظهر، أحمد بدير وغيرهم. تناول قصة قديمة/ جديدة عن التسلق والوصولية، واتباع المبدأ الميكافيللي “الغاية تبرر الوسيلة”. 

وبطل قصة فيلم “دموع صاحبة الجلالة”، محفوظ عجب والذي لعب دوره سمير صبري، شاب فقير الأرومة، لا ميزة تميزه عن غيره ممن حوله، لكنه يعرف من أين تؤكل الكتف، وربما هي موهبته وميزته الوحيدة.     

وتسوق الأقدار “عجب” إلى السير في إحدي الشوارع التي تسير فيها مظاهرة ضد الاحتلال الإنجليزي، فيقبض عليه ضمن من قبض عليهم من المتظاهرين، لكن يخلي سبيله عند التأكد من أنه بلا لون ولا انتماء ولا حتى حس وطني مثل من خرجوا ضد المستعمر.

سمير صبري

محفوظ عجب، وفي فترة سجنه القصيرة يتعرف علي أحد المسجونين الجنائيين، ليعرف منه أن قريبته يمكنها أن تأويه في منزلها، وبالفعل يذهب إليها وتمنحه غرفة فوق السطوح. وشيئا فشيئا تبدأ خطته في استنزافها والنصب عليها للحصول الي المسكن والمشرب والطعام بل والنقود أيضا تحت دعاوي الحب. 

في الوقت نفسه يتجه إلى إحدى الجرائد الخاصة والتي يرأس تحريرها “عبد العظيم بيه”، ويبدأ في تملقه ونفاقه حتى أنه يحفظ مقالات “عبد العظيم”، لينجح أخيرا في الحصول علي عمل بالجريدة من هنا تبدأ رحلة صعود محفوظ عجب، تلك الشخصية الانتهازية المتسلقة، والتي لا تتورع عن فعل كل ما هو مشين من أجل الارتقاء، والتضحية بكل من حوله من أجل الصعود.

محفوظ عجب الذي قدمه سمير صبري علي الشاشة الفضية شخصية من لحم ودم، لا يتردد لحظة في استغلال شقيقته للحصول علي معلومات من منزل أحد الوزراء الذين تعمل لديه خادمة.

وفيما بعد يبلغ عن “آمال” زميلته في الجريدة والتي دوما ما كان يردد أنها أستاذته التي تعلم منها وعلي يديها، إلا أنه ولكي يوطد مركزه أكثر يبلغ  البوليس السياسي عنها وعن انتماءها للحزب الشيوعي فيقبض عليها.