عسيلة لـ"الشاهد": إسرائيل فشلت فى رحلة اقتناص المكانة على مدار 75 عامًا
قال الدكتور صبحي عسيلة، رئيس وحدة الرأي العام بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن التغير والحالة الموجود عليها الرأي العام الدولي هي الأكثر انحيازًا، عن الشهر الأول، بفضل المجازر الإسرائيلية والصور اللاإنسانية التي تصلنا من قطاع غزة، غيرت الكثير من الرأي العام الدولي، سواء في الشارع أو الجامعات، إذ أصبح هناك رأي عام دولي يتبني القضية بشكل إنساني، وهذا يضغط على القادة الغربيين، ولكن هذا التغير لم يصل لدرجة 100%.
وأضاف "عسلية"، خلال لقائه ببرنامج "الشاهد" المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، ويقدمه الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة "الدستور": "هنلاقي التغيير ده ظهر عندهم بسبب التحولات في الرأي العام عندهم، أما الرأي العام العربي حصل عندنا مظاهرات ومقاطعة للمنتجات وحصل انفعالات كبيرة، من خلال لافتات المقاطعة، وتم إحياء من جديد الصورة العدائية لإسرائيل باعتبارها أنها هي العدو".
وتابع: "كان هناك لقاء لأحد المسئولين الإسرائيليين على إحدى القنوات، وكان منفعلًا جدًا بسبب رد الفعل المصري على الحرب الإسرائيلية على غزة، وخاصة أن هناك معاهدة سلام، ولكن الإجابة تتلخص في وجود جين مدفون تحت الجلد المصري اسمه إسرائيل هي العدو، ولا يمكن أن تكون طرفا في معاهدة سلام، ويتراجع الجين بين الحين والآخر في حالات السلام الزائفة التي تبثها إسرائيل ويصبح مثل الفيروس الخامل، ولكن سرعان ما ينشط عند اللزوم".
لو حاربت إسرائيل الشيطان سينتصر المصريون للشيطان كرهًا في إسرائيل
وواصل: "كتبت ذات مرة أن إسرائيل هي من تفجر طاقة العداء الموجودة، لدى الرأي العام والشارع من خلال الممارسات، والأمريكان هم أيضا يسيرون على نفس النهج ويستجدون عداءنا، لدرجة أن المصريين يفكرون بطريقة معينة كده أنه لو الشيطان يحارب إسرائيل سينتصر المصريون للشيطان، ليس حبا فيه ولكن كرهًا في إسرائيل، ولهذا رحلة اقتناص المكان التي خاضتها إسرائيل عبر 75 عاما تختلف جذريًا عن رحلة اقتناص المكانة للدول الطبيعية، والتي يمكن التعايش معها".
واستطرد: "كأن إسرائيل تريد أن تكون دولة منبوذة وغير طبيعية ولا يتعايش معها، ولا أن تأمنها طوال الوقت، وهذا يفسر الشكوك الدائمة تجاه الطرف الإسرائيلي الذي لا يبغي السلام، وبالقوة المسلحة والتآمر الدولي استطاعت إسرائيل اقتناص المكان ولكن المكانة لا يمكن أن تعطى بهذا الشكل ولأنهم لا يتخيلون كيف يمكنهم أن يصبحوا دولة طبيعية في هذه المنطقة وتسهل على شعوب الدول أن تقبلها وتتعامل معها، لأن مشكلة إسرائيل طيلة الوقت في الشرعية الأخلاقية كدولة محترمة يمكن الوثوق فيها والتعامل معها دون الشعور بالعيب والعار".