"الجارديان": تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلى تعكس الإحباط من سياسة نتنياهو
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن تعليقات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت الليلة الماضية، بشأن خطط ما بعد الحرب في غزة، هي تتويج للإحباط المتزايد من سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي ينتهجها في القطاع الفلسطيني بين القيادة العسكرية الإسرائيلية.
واعتبرت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها، اليوم الخميس، أن قيام جالانت بتحدي نتنياهو لوضع خطط "لليوم التالي" للحرب في غزة؛ بقوله: "إنه لن يسمح بأي حل في ظل وجود حكم عسكري أو مدني إسرائيلي في المنطقة"، يفجر الانقسام الذي طال أمده في قلب حكومة الحرب الإسرائيلية إلى العلن.
وذكرت أن تعليقات جالانت أثارت خلافًا سياسيًا فوريًا، حيث رد نتنياهو بسرعة ببيان مسجل بالفيديو ودعوة من وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، لاستبدال جالانت.
وأضافت: "لقد أدت تعليقات جالانت، التي أيدها على الفور زميله الوزير بيني جانتس، إلى إغراق قيادة الاحتلال الإسرائيلية في خلاف علني للغاية، في خضم الصراع في غزة، ما أثار تكهنات فورية حول مستقبله في الحكومة الإسرائيلية وائتلاف نتنياهو المنقسم".
وأشارت إلى تقارير وسائل الإعلام العبرية التي تفيد بأن كبار ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي أصبحوا يشعرون بالقلق من أن عدم وجود بديل لحماس يجبر الجيش الإسرائيلي على العودة والقتال في المناطق التي زعموا أن الحركة الفلسطينية كانت موجودة فيها بالفعل. وهزمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك شمال غزة، الذي شهد قتالًا عنيفًا هذا الأسبوع.
كما اعتبرت "الجارديان" أن تأكيد جالانت في سياق آخر على أنه "لن يدعم خطة مثيرة للجدل للتجنيد الإجباري لليهود المتشددين"، يشكل تحديًا مباشرًا لنتنياهو لإقالته.
وقالت: "لكن نتنياهو يدرك تمام الإدراك المخاطر السياسية الهائلة المترتبة على إقالة جالانت للمرة الثانية بعد تراجعه القسري السابق عندما حاول إقالته في عام 2023".
ماذا قال جالانت؟
في مؤتمر صحفي مساء الأربعاء في تل أبيب، قال جالانت إنه طلب تشكيل هيئة حكم بديلة لحماس، ولم يتلق ردًا، منتقدًا عدم وجود أي تخطيط سياسي "لليوم التالي".
وأضاف: "في وقت مبكر من 7 أكتوبر، قالت المؤسسة العسكرية إنه من الضروري العمل على إيجاد بديل لحماس"، متابعًا: أن "إنهاء الحملة العسكرية هو قرار سياسي. واليوم التالي لحماس لن يتحقق إلا على يد جهات تحل محل حماس. هذه أولًا وقبل كل شيء مصلحة إسرائيلية".
وتابع جالانت: إن التخطيط العسكري "لم يُطرح للنقاش، والأسوأ من ذلك أنه لم يتم طرح أي بديل مكانه. إن النظام العسكري المدني في غزة هو بديل سيئ وخطير لدولة إسرائيل".
وقال أيضًا: "لن أوافق على تشكيل حكومة عسكرية في غزة"، مردفًا: أن "النظام المدني العسكري في غزة سيكون الجهد الرئيسي هناك ويأتي على حساب الساحات الأخرى، وسوف ندفع ثمن ذلك من الدماء والضحايا، وسوف يأتي ذلك بتكلفة اقتصادية باهظة".
رد نتنياهو
ردًا على جالانت، استبعد نتنياهو مرة أخرى وجود إدارة فلسطينية في غزة، بينما لا تزال حماس موجودة، مضيفًا: أن تدمير حماس يجب أن يستمر "دون أعذار".
وقال نتنياهو: "بعد المذبحة الرهيبة، أمرت بتدمير حماس. ويقاتل من أجل ذلك مقاتلو الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن، وطالما بقيت حماس، فلن يتمكن أي طرف آخر من إدارة غزة- وبالتأكيد ليس السلطة الفلسطينية".
وأثارت تعليقات جالانت خلافًا سياسيًا فوريًا، حيث رد نتنياهو بسرعة ببيان مسجل بالفيديو ودعوة من وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير.
بن غفير يطالب باستبدال جالانت
وسرعان ما دعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، ووزير الاتصالات شلومو كارهي، إلى إقالة جالانت من منصبه.
وقال بن غفير: "يجب استبدال وزير الدفاع هذا من أجل تحقيق أهداف الحرب".
وأضاف: "من وجهة نظر جالانت، لا يوجد فرق بين ما إذا كانت غزة ستسيطر على الجنود الإسرائيليين أو ما إذا كان القتلة من حماس سيسيطرون عليها. وهذا هو جوهر تصور وزير الدفاع، الذي فشل في 7 أكتوبر وما زال يفشل حتى الآن".