رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في الذكرى الـ76.. نكبة فلسطين تعيد فتح الجراح

غزة
غزة

تمر السنوات وتظل ذكرى النكبة مؤلمة على الفلسطينيين، حين أُخذت دولتهم عنوة وهم أصحاب الأرض، ورُحل الكثير منهم مجبرين ليصبحوا فيما بعد هم فلسطينيين الشتات الذين تركوا منازلهم وحملوا مفاتيح العودة على أمل الرجوع.

إلا أن ذكرى النكبة هذا العام مختلفة بسبب ما يمر به قطاع غزة من حصار مشدد من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب السابع من أكتوبر وحتى الآن، وأدت إلى استشهاد الآلاف وإصابة آخرون وانهيار القطاع الصحي ليعيد الأمر فتح الجراح من جديد.

ما هي النكبة؟

يُطلق مصطلح النكبة على ما حدث خلال العام 1948 مما يعني الكارثة، إذ شهد خروج الكثير من الفلسطينيين من منازلهم مجبرين، وقيل وقتها أنها أكبر عملية نزوح داخلي بعد ترحيل 700 ألف فلسطيني، وتدمير منازلهم والقرى التي كانت تأويهم.

أصبح هؤلاء الفلسطينين هم الشتات بسبب توزيعهم على بلدان مثل الأردن ولبنان وسوريا، وهناك من مكث في قطاع غزة والضفة الغربية، ويرمز الفلسطينيين لها باسم النكبة بسبب سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الأرض وقتها.

وبدأ المصطلح في الانتشار بعد الإعلان عن قيام ما يدعى دولة إسرائيل على أرض فلسطين، واعتراف بعض الدول بها فأصبح المؤرخين يطلقون لفظ عام النكبة بسبب ما حدث خلال العام 1948.

 

إعلان قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي

في العام 1948 حينما انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين، احتل اليهود أرض الفلسطينيين، وتم الإعلان عن قيام دولة إسرائيل، وتهجير الآلاف منهم وإخراجهم من منازلهم بالإجبار حاملين مفاتيح العودة.

وأصبح يوم 15 مايو هو يوم النكبة لدى الفلسطينيين بينما عيد الاستقلال الإسرائيلي، وينظم خلاله أصحاب الأرض فعاليات وتظاهرات ضد قيام الدولة الإسرائيلية تجتاح الضفة الغربية كلها، وتقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بفض تلك الاشتباكات بالقوة الجبرية.

احتجاجات ضد قيام إسرائيل

في العام 2004 وقعت اشتباكات خلال ذكرى النكبة بسبب المظاهرات التي قام بها الفلسطينيين واجتاحت قطاع غزة بأكمله، ووصل الاحتجاج إلى أوروبا وخرجت تظاهرات في لندن ونيويورك.

تلاها في العام 2011 حين خرجت في ذكرى النكبة تظاهرات أخرى، حاول فيها الفلسطينيون الزحف نحو لبنان وسوريا والاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود، إلا أن القوات أطلقت عليهم النيران واستشهد 12 شخصًا.

وتكرر الأمر نفسه خلال العام 2012، حيث خرج آلاف الفلسطينيين محتجين وألقوا الحجارة على قوات الاحتلال الإسرائيلي إلا أنهم اطلقوا عليهم الرصاص والغازات المسيلة للدموع من أجل تفريقهم.

وقف الاحتجاجات وقت النكبة

إزاء كل تلك الاحتجاجات عمد الكنيست الإسرائيلي يوم 23 مارس العام 2011، على التصويت بأغلبية 37 صوتًا مقابل 25 صوت، بالموافقة على قانون النكبة، والذي بموجبه يمنع المؤسسات أو الجمعيات من تنظيم أي احتجاجات في يوم النكبة إلا وستتعرض لسحب تمويلها وتقليص الميزانية.

وتضمن المشروع منع إحياء ذكرى النكبة ووضع عقوبة بالسجن لمن يخالف الأوامر وفرض غرامات عليه، مما قيد حرية الفلسطينيين خلال سنوات طويلة ماضية في التعبير عن احتجاجهم تجاه ما يحدث في قطاع غزة.

قيام الدولة المزعومة

وخلال السنوات التالية لقرار إعلان دولة إسرائيل سعت الأخيرة إلى إنشاء الوطن القومي لليهودي، من خلال الحث على جمع اليوم المنفيين في دول العالم وفتح باب الهجرة لكل اليهود من كل دول العالم دون قيود.

بل ومن أجل إغرائهم كان كل يهودي يدخل البلاد يحصل على الجنسية الإسرائيلية فورًا، وخلال أربعة أشهر من إعلان قيام الدولة المزعومة وصل 50 ألف وافد من ناجين المحرقة إلى إسرائيل.

بينما في نهاية العام 1951، وصل إجمالي الإسرائيليين إلى 687 ألف رجل وامرأة وطفل، أكثر من 300 ألف منهم لاجئون من الأراضي العربية إلى إسرائيل، مما ضاعف عدد السكان اليهود.