بيتوزيريس.. ما حكاية كبير الكهنة في مصر القديمة؟
تمتع الكهنة في مصر القديمة، بمكانة عالية، فهم الوحيدون من يحق لهم أداء الطقوس الدينية لإله معين، أو خدمة الملك المتوفي، ونأخذكم اليوم في رحلة إلى منطقة منطقة تونا الجبل بمحافظة المنيا، للتعرف على حكاية بيتوزيريس، كبير الكهنة في مصر القديمة، حيث تقع مقبرته الشهيرة هناك.
بيتوزيريس.. ما حكاية كبير الكهنة في مصر القديمة؟
كان بيتوزيريس يعمل كاهنًا، ثم كبيرًا لكهنة المعبود جحوتي، وكاتبًا ومشرفًا على الإمدادات في نفس المعبد، فضلًا عن مهام أخرى شرفية عرفت من خلال سيرته الذاتية المسجلة تفصيلًا في نصوص مقبرته.
ووفقًا لقطاع المتاحف، فإنه تم اكتشاف المقبرة بين عام (١٩١٨-١٩٢٠)، وهي مقبرة عائلية للكاهن "بادي أوزير" والذي يعنى اسمه "هبة أوزير" بالمصرية القديمة، وهو "بيتوزيريس" باليونانية، وتضم المقبرة كلًا من جثمانه، ووالده، وزوجته، وأخته.
الفن المصري في مقبرة بيتوزيريس
أبهرت مقبرة بيتوزيريس علماء الآثار والفنانين أيضًا، وتكمن أهمية هذه المقبرة في أنها تمثل الانتقال الفني بين الفن المصري القديم، والعصر اليوناني، فهي نموذج رائع لإظهار الدمج والتأثير والتأثر بين الحضارتين المصرية والإغريقية.
ولم تكن المقبرة مجرد مقبرة تقليدية لأحد الكهنة في مصر القديمة، وإنما تتخذ المقبرة شكل معبد مصري، وتشبه تمامًا واجهة معبد دندرة في الجنوب، كما تتميز المقبرة بالعديد من المناظر الدنيوية، مثل الزراعة والحصاد، وجمع وعصر العنب، وتربية الطيور والحيوانات، والمنظر الشهير لبقرة تلد.
ماذا تكشف مقبرة كبير الكهنة “بيتوزيريس”؟
بالإضافة إلى مناظر الصناعات الحرفية المتعددة والدينية، مثل مناظر المحاكمة ومقدمي القرابين، والتعبد للمعبودات المختلفة، وبعض فصول كتب الموتى.
ويشير الأثري الدكتور علي عبدالحليم، في كتابه "مقبرة الكاهن والفيلسوف بيتوزيريس في تونة الجبل"، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب، إلى أن مكتشف المقبرة "جوستاف لوفيفر" قد نقل جميع النصوص والمناظر وتحدث عن مضمونها، إلا أنه لم يترجم هذه النصوص التي تعد مصدرا غنيا بالمعلومات عن صاحب المقبرة وأسرته والحياة اليومية آنذاك فضلا عن النصوص الجنازية.
كما يلفت الكتاب إلى ما تميزت به المقبرة من توزيع المناظر على جدرانها بنظام دقيق يشبه أسلوب توزيع المناظر على جدران المعابد المصرية.