روايات فلسطينية تقطر دمًا.. السردية الفلسطينية من "باب الشمس" إلى "الطنطورية"
المشهد الأدبي الفلسطيني والعربي حافل بالعديد من الأعمال الروائية والقصصية التي قدمت السردية الفلسطينية بأبعادها الإنسانية الفلسفية؛ بدءًا من رواية "باب الشمس" للكاتب إلياس خوري إلى "الطنطورية" للأديبة رضوى عاشور، ومرورًا بأعمال إبراهيم نصرالله ومشروعه الروائي "الملهاة الفلسطينية" التي أرخت لتاريخ القضية الفلسطينية لأكثر من ربع قرن، ومنه روايته "زمن الخيول البيضاء"..من باب الشمس إلى الطنطورية نستعرض أبرز الروايات الفلسطينية التي تقطر دمًا.
باب الشمس.. مسيرة المطر والموت والوحل والتهجير
هي رواية لبنانية للكاتب اللبناني إلياس خوري، وقع اختيارها كواحدة من ضمن أفضل مائة رواية عربية.
في باب الشمس يمضي إلياس خوري بسرد مسيرة المطر والموت والوحل، تهجير ومخيمات وأناس يحلمون بالحياة.. يحلمون بالوطن ولكن نهيلة تقول لن يكون هناك وطن قبل أن نموت جميعًا، والآن ماتت نهيلة ومات ذاك المريض وماتت شمس، شخصيات ثلاث تطوق بأبعادها الإنسانية الفلسفية أحداق الأحداث، تلفها بصمت بليغ، لم يترجم معانيه سوى دموع المآقي والمطر.
الطنطورية.. عن النكبة والحرب الأهلية اللبنانية
رواية للأديبة المصرية رضوى عاشور، صدرت سنة 2010، عن دار الشروق المصرية، تسرد الرواية سيرة متخيلة لعائلة فلسطينية، منتسبة إلى قرية الطنطورة، بين سنتي 1947 و2000، تم اقتلاعها من أرضها بعد اجتياح العصابات الصهيونية للقرية، لتعيش تجارب اللجوء في لبنان والإمارات ومصر، تنتظم الرواية حول خط من الأحداث والوقائع التاريخية، كمذبحة الطنطورة، والنكبة واللجوء الفلسطيني والحرب الأهلية اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي للبنان.
الرواية محكية بلسان رقية الطنطورية، الشخصية الرئيسية، والتي تكتب قصة عائلتها منذ مرحلة طفولتها الأولى إلى الشيخوخة، تحت إلحاح ابنها حسن، لغة الرواية غنية بمصطلحات وحوارات بالعامية الفلسطينية، ويتخلل متنها السردي مجموعة من الشهادات الموثقة، والمسجلة بأسماء أصحابها، لأحداث أو مؤسسات تاريخية حقيقية، كالمجازر المرتكبة خلال النكبة أو الحرب الأهلية اللبنانية ومصير وثائق مركز الأبحاث الفلسطيني.
زمن الخيول البيضاء.. الإلياذة الفلسطينية
رواية من سلسلة روايات ملحمة الملهاة الفلسطينية للأديب العربي الفلسطيني إبراهيم نصر الله. صدرت الرواية لأوّل مرة عام 2007 عن الدار العربية للعلوم ناشرون، وتُرجمت إلى اللغة الإنجليزية، ودخلت في القائمة النهائية (القصيرة) للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2009، المعروفة بجائزة "بوكر".
تبدأ أحداث الرواية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وصولًا لعام النكبة، أي أنها تمتد لأكثر من 129 سنة من تاريخ فلسطين الحديث، ويحاول إبراهيم نصر الله محاورة المفاصل الكبرى لهذه الفترة الزمنية الصاخبة بالأحداث بالغة التعدد، والصراع المرّ بين الفلاحين الفلسطينيين من جهة وزعامات الريف والمدينة والأتراك والإنجليز والمهاجرين اليهود والقيادات العربية من جهة أخرى.
ووصفتها الأديبة العربية الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي بأنها "الإلياذة الفلسطينية".