رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينيون لـ"الدستور": إخلاء الاحتلال لرفح سيؤدى لكارثة.. ونتنياهو يريد استمرار الحرب

رفح الفلسطينية
رفح الفلسطينية

قال خبراء وسياسيون فلسطينيون، إن إعلان الاحتلال الإسرائيلي إخلاء شرق مدينة رفح لبدء عملية عسكرية سيؤدي إلى انتهاكات غير مسبوقة، كما سيفشل مفاوضات وقف إطلاق النار التي تقودها مصر بعد أن حققت نجاحًا قويًا الأيام الماضية.

أيمن الرقب: الاجتياح الإسرائيلى لرفح سيؤثر على سير المفاوضات 

أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس عضو حركة فتح، أن الاحتلال الإسرائيلي اتخذ قرار اجتياح مدينة رفح منذ شهور وأجّل تنفيذ العملية لإخلاء السكان وكيف سيتم ذلك وإلى أين يتجهون بعد الإخلاء.

وقال الرقب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه لم يصدر قرار من قادة الاحتلال بمنع اجتياح رفح رغم التحذيرات السابقة، لأن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد استمرار هذه الحرب بشكل أساسي وكانت رفح من ضمن المناطق المستهدفة.

وأضاف الرقب أن هذا الاجتياح سيؤثر بشكل كبير على سير المفاوضات التي تبذل القاهرة جهدًا كبيرًا في إنجاحها، بعد أن قطعت شوطًا كبيرًا وتفاءل الجميع بالوصول إلى وقف إطلاق النار ثم وقف الحرب بشكل نهائي، وللأسف نتنياهو وحكومته لا يريدان إنهاء الحرب ووضعا معيقات تحول دون ذلك.

وأوضح الرقب أن نتنياهو كان يريد أن يكون رفض استكمال المفاوضات من قبل فصائل المقاومة، لكنها تعاملت بذكاء وأنجزت أمورًا كبيرة وهذا كان مرونة من قبل المقاومة، ما جعل نتنياهو يضغط لإفشال استكمال المفاوضات وعندما فشل في هذا الأمر بدأ باجتياح رفح.

وقال الرقب إن الاحتلال استخدم هجوم حركة حماس يوم الأحد على القوات الإسرائيلية في معبر كرم أبوسالم العسكري وهو يبعد حوالي 2 كم عن المعبرالذي تدخل منه البضائع التجارية والأفراد بشكل عام، كما أن المنطقة المستهدفة عسكرية وكانت تشهد تجمعًا لقوات الاحتلال استعدادًا لاجتياح رفح بالأساس.

وأوضح الرقب أن فصائل المقاومة ستقاوم قدر استطاعتها وإمكاناتها الاحتلال في حال الاستمرار باجتياح رفح فهى ليست مكانًا استراتيجيًا قويًا عصيًا على الاحتلال لا يمكنه دخوله، فسيدخلها مثل مناطق أخرى، حيث يسعى الاحتلال لترحيل 100 ألف شخص من شرق رفح إلى منطقة المواصي ثم يدفع بهذه الكتلة إلى الشريط البحري من شمال رفح إلى جنوب وادي غزة والضغط بالسكان هناك.

وأكد الرقب أن المجتمع الدولي يرفض الاجتياح الإسرائيلي لرفح لأنه يريد إخلاء الكتلة السكانية، وإذا نجح الاحتلال في تنفيذ عملية الإخلاء دون سقوط عدد كبير من الشهداء سيخفف الحرج عن المجتمع الدولي وتحديدًا الولايات المتحدة، وبالتالي لن يكون لديهم مانع في اجتياح الاحتلال لرفح، فنحن نتحدث عن عالم ظالم يهمه مصالحه ولا يكترث لحياة الأبرياء الذين يدفعون ثمن هذه الحروب دون أن يكون لهم دخل في ذلك.
 

عبدالمهدي مطاوع: الاحتلال يريد السيطرة على معبر رفح

من جهته، أكد المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور عبدالمهدي مطاوع، أن بدء إجلاء المنطقة الشرقية من رفح جزء من خطة الإخلاء الإسرائيلية لمهاجمة رفح، مشيرًا إلى أنه بدأ بإخلاء هذه المنطقة الأقل في عدد السكان ربما لزيادة الضغط على حماس، حيث إن رئيس المخابرات الأمريكية وصل إسرائيل وقطر، حيث ستكون هذه المباحثات آخر فرصة للتوصل لهدنة.

وقال مطاوع في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن أي مخطط لمهاجمة رفح، سيكون جزء منه الاستيلاء على المنطقة الشرقية وتحديدًا معبررفح، فالاحتلال يريد أولًا الاستيلاء على المنطقة الحدودية مع مصر وخاصة معبر رفح.

واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني أن قصف حركة حماس يوم الأحد معبر كرم أبوسالم رسالة من "الأنفاق" أنها لا تريد هدنة فقط مع الاحتلال.

وتعليقًا على تأثير اجتياح رفح على سير المفاوضات، أشار مطاوع إلى أنه لو كان هناك تقدم حقيقي في المفاوضات لجاء الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة بعد مغادرة وفد حماس لاستكمال المفاوضات، لكن هناك نقاط لم يتم الاتفاق عليها ولم تقبلها حماس وإسرائيل وهى إيقاف الحرب بشكل واضح وتقديم اتفاق مكتوب وضمانات واضافة دول أخرى بخلاف واشنطن لأنهم لا يثقون بها.

وتوقع مطاوع أن يكون رد فصائل المقاومة على الاجتياح لرفح محدود لأنها لم توقف اجتياح الاحتلال لقطاع غزة، فالردود متوقفة وانتقلت الفصائل الى مرحلة مختلفة وهي الاستهداف لأن ليس لديها قدرة على صد الاحتياجات الكبيرة ومعظم قدراتها العسكرية تضررت بشكل كبير جراء الحرب.

وعن موقف المجتمع الدولي تجاه اجتياح رفح، قال السياسي الفلسطيني، إنه إذا استطاعات إسرائيل إخلاء المدنيين وتقليل صور القتل والدماء سيكون الأمر مختلفًا وسيغض المجتمع الدولي الطرف عن الاجتياح، كذلك فشل المفاوضات وتحميل حماس المسئولية سيعطي نتنياهو مساحة أكبر للتحرك في رفح الفترة المقبلة.