العملية الإسرائيلية فى رفح.. غزو "الملجأ الأخير" ينذر بنكبة أبشع من 1948
بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي في إخلاء السكان والنازحين من شرق رفح الفلسطينية، استعدادًا لاجتياح بري لمدينة رفح التي تؤوي حوالي مليون ونصف المليون فلسطيني، وقد فروا إليها منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
رفح تسير إلى نكبة فلسطينية جديدة
ووجّه جيش الاحتلال الإسرائيلي تحذيرات وبيانات ومنشورات لسكان شرق رفح بهدف إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من سكان شرق المدينة نحو منطقة المواصي، والتي سبق وتعرضت لقصف وتدمير عنيف من قبل الاحتلال طوال الشهور الماضية، ما يجعلها غير قادرة على استيعاب النازحين من رفح.
وتهدد عواقب العملية الإسرائيلية المرتقبة في رفح بنكبة جديدة أكبر من مثيلتها في عام 1948، حينما ارتكب الاحتلال مجازر مروعة وقت قيام دولة الكيان، وتهجيره مئات الآلاف من الفلسطينيين وعدم السماح بعودتهم مجددًا.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وبعد 212 يوم حرب ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 34683 شهيدًا و78018 مصابًا، وجاء في اليوم الـ213 من الحرب ليعلن بدء اجتياح رفح، ما ينذر بخسائر وكارثة أفدح من الشهور الماضية نظرًا لتركز معظم سكان القطاع في رفح، ولا يوجد مكان قادر على استيعاب هذا الكم من النازحين، فقد دمر الاحتلال أكثر من ثلثي قطاع غزة.
وقد طال العدوان الإسرائيلي شمال ووسط غزة وبعض مناطق الجنوب، ودمر كل مظاهر البنية التحتية من مستشفيات ومدارس ومراكز إيواء بخلاف محطات المياه والكهرباء ومنازل المواطنين، ما ينذر بكارثة إنسانية ستفوق في جرمها نكبة 1948، فهذه المناطق غير مؤهلة لاستيعاب النازحين من رفح.
ولم يقف الأمر عند تدمير المنازل والبنى التحتية، بل وصل الأمر لتدمير الاحتلال المناطق الزراعية في الشمال والوسط، ما جعلها غير مؤهلة للزراعة وتوفير قدر من الغذاء اللازم لجعل السكان قادرين على البقاء والعيش.
الأمم المتحدة تكشف حجم دمار غزة
وسبق وأظهرت صور فضائية حللها مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة، نشرها في 21 مارس 2024، وسبق جمعها في 29 فبراير، أن 35% من مباني قطاع غزة قد دُمرت أو تضررت جراء العدوان، بما يعادل 88868 مبنى تضررت أو دُمرت بالكامل، من بينها 31198 من المباني دمرت بالكامل، و16908 مبان لحقت بها أضرار بالغة، و40762 مبنى لحقت بها أضرار متوسطة.
كذلك أعلن مسئول عمليات نزع الألغام في الأمم المتحدة، في 1 مايو 2024، أن كمية الأنقاض والركام التي يجب إزالتها في غزة أكبر مقارنة بأوكرانيا وتقدر بـ37 مليون طن، رغم أن غزة لا يزيد طولها على 40 كم، وهي كلها جبهة قتال مقارنة بأوكرانيا التي تزيد على ألف كم.
كذلك قدرت الأمم المتحدة وجود أكثر من 800 ألف طن من الأسبستوس، في حطام غزة وحدها، وهذه المادة الخطرة للصحة تتطلب احتياطات خاصة لمعالجتها وتحتاج إلى سنوات طويلة للتخلص منها.