رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غدر

يحيى أبوعرندس
يحيى أبوعرندس

فجأة، تكتشِف أنك كنت ضحية ومستهدَفًا، الخطة كانت محكَمة للغاية، ومعَدةً ومدروسة للإيقاع بك، القضاء عليك كان هدفَهم الأول والأخير، الكثيرون اشتركوا فيها، الأدوار وُزِّعت عليهم حسْب متطلبات الموقف، هى الوحيدة التى أتقنت دورَها ولعِبته ببراعةٍ فائقة، كنتُ أظن أن الدنيا فَتحت لى ذراعيها عندما التقيتها أولَ مرة، وأنها ستقف بجانبى، وكما يقولون، وراء كل عظيم امرأة! 

هل كانت سذاجة منى؟ أم طيبة قلبى؟!

صدّقتُ مشاعرها، ستقف معى ضد أى أحد، ستأخذ بناصيتى، وتحارِب مِن أجلى، وترانى كما كنت أزعم أن أرى نفسى ومكانتى التى تليق بى، كلماتها ما تزال تدوّى فى أذُنى:

«أتمنى أن أراك أفضل واحد فى الدنيا». 

لم أكن أدرى أنها كانت تقولها مِن وراء قلبها، وأنها كانت تُظهِر لى علاماتِ الإعجاب والشفقة، وفى باطنها علامات الغدر والشماتة!

المرأة الوحيدة التى شَغلت قلبى، كنت أرى فيها الحب الحقيقى، حبَّ قيس لحبيبتِه ليلى، حبّ عنترة لحبيبتِه عبلة، حبّ العالم القديم والجديد، كنت أقول لها:

«أحببتك بكل لغات العالم». 

تجيبنى:

«الحب لغة يعرفها العشاق.. أنا أعشقك بكل جوارحى». 

صدّقتها بقلبى قبْل عقلى!

الأمور بدأت تتضح لى، السجن أو إشهار إفلاسى، ينتظرانى، كان كل شىء قد انتهى، ونجحوا فى تدميرى وتحويلى إلى إنسانٍ فاشل يحمِل كل أنواع الفشل فى حياتِه، وهذا مرادهم وغايتهم التى كانوا يسعون إليها، شركائى لم يعنوا لى شيئًا، ما أتعبنى وأتعب قلبى وعقلى معًا تلك التى كنت أعِد العدة لتكون شريكة حياتى، تقاسِمنى المعيشة والعيش، هى مَن أوقعتنى وسلّمتنى إلى شركائى، نجحت فى تدميرى وحققت هدفَها، علىّ أن أقاوِم وأقف ثانيةً على قدمَى، وعلىّ ألا أعطى عقلى وقلبى لأى امرأةٍ فى حياتى، حياتى التى أصبحت على كف الرحمن؛ ولكن بعد أن فات الأوان!

رئيس نادى أدب أمل دنقل بقفط/ قنا