لماذا توضع صورة "الصلبوت" مُجسمة في منتصف الكنيسة يوم الجمعة العظيمة؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم بأحد أهم وأكبر المناسبات الدينية في المسيحية، وهو احتفال الجمعة العظيمة، وهو اليوم الذي صلب فيه السيد المسيح على خشبة الصليب، بحسب الأساس العقيدي والإيماني الوراد بين طيات البشائر الإنجيلية الأربعة، والذي الذي بُنيت عليه كافة الكنائس العالمية سواء كانت الارثوذكسية او الكاثوليكية او البروتستانتية أو الأنجليكانية أو الرومية.
وقال الأنبا بنيامين، مُطران الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في المنوفية، في كتاب الأعياد السيدية في الكنيسة القبطية، عن “أيقونة الصلبوت”، إنها من أهم إعلانات يوم “الجمعة العظيمة”، فهي توضع في وسط الكنيسة في مكان مرتفع حتى ترسم صورة الآلام مجسمة وكأن الأقباط يقفون مع العذراء ويوحنا الحبيب والمجدلية أمام الصلبوت وكأننا على جبل الجلجثة".
وكان قال الأنبا ياكوبوس، أسقف الزقازيق الراحل، في نشرة له عن الجمعة العظيمة، إن الإيمان بالمسيح الحي القائم من بين الأموات أو بالحرى الشركة الآن في المسيح الحي تجعل من الصليب قوة حياة، فقيامة المسيح المصلوب جعلت خشبة العار سبب مجد وافتخار ظاهر لكل العالم، وإن كان التحول الذي تم على الصليب من عار إلى افتخار يظهر أمامنا هائلًا وغير معقول، فإنما ذلك من أجل البشر، وقد استدعى عملًا من الله فائقًا أيضًا وهائلًا أكثر مما يتصوره العقل، يقول عنه بولس الرسول “وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته. الذي عمله في المسيح إذ أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه في السمويات”.
الجدير بالذكر أن الأقباط يستعدون لاحتفالات الكنيسة بعيد القيامة المجيد بعد يومين فقط، اذ يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد القيامة المجيد غدا السبت، بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكُبرى بالعباسية.