باحث كنسي يستعرض مكانة "الجمعة العظيمة" في قلوب الأقباط
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم بأحد أهم وأكبر المناسبات الدينية في المسيحية، وهو احتفال الجمعة العظيمة، وهو اليوم الذي صلب فيه السيد المسيح على خشبة الصليب، بحسب الأساس العقيدي والإيماني الوراد بين طيات البشائر الإنجيلية الأربعة، والذي الذي بُنيت عليه كافة الكنائس العالمية سواء كانت الارثوذكسية او الكاثوليكية او البروتستانتية أو الأنجليكانية أو الرومية.
وقال جورج نعيم الباحث الكنسي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن للجمعة العظيمة طابعا خاصا في قلب وممارسات الاقباط حيث يستيقظون في الساعة الخامسة صباحا وهم صائمين من الساعة الثانية عشر من منتصف الليل ويتوجهون الى الكنيسة والنسوة متشحات بالسواد حزانى على خطايا البشر التي دفعت المسيح للصلب، ثم يبدؤون في تلاوة اطول الالحان الكنسية مثل طاي شوري وتي شوري واومونوجينس وفاي ايطاف انف واجيوس وكي ايبرتو وبيك اثرونوس وغولغوثا.
وأضاف أنه يشهد طقوس متنوعة مثل دفن ايقونة المسيح، والـ400 سجدة او الـ400 ميطانية، ثم يعود الاقباط الى منازلهم والعودة مجددا في تمام الساعة العاشرة مساءً للمبيت داخل الكنيسة حتى صباح يوم السبت فيما يُعرف باسم ليلة ابو غالمسيس.
من جانبه، قال الأنبا ياكوبوس، أسقف الزقازيق الراحل، في نشرة له عن الجمعة العظيمة، إن صليب المسيح، قوة حقيقية للخلاص والنصرة في الجهاد ومعلمنا بولس الرسول يسلمنا هذا الإيمان الحيّ بقوله: “إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلَّصين فهي قوة الله” والصليب وإن كانت له أعياد زمنية ومكانية، فهو فوق كل شيء وقبل كل شيء حقيقة إلهية سماوية لذلك نستطيع أن نقول في جرأة الإيمان أن الأعياد التاريخية في كنيستنا تستمد مجدها وبهاءها من واقع حياتنا وإيماننا أكثر من أنها تعطى لحياتنا شيئًا من الواقع أو شيئًا من الإيمان وصليب ربنا في مضمونه الكلى يلزم أن لا يكون في بالنا حقيقة من حقائق الماضي بأي حال من الأحوال، لا لشيء إلا لأن تأثيره الفعال ممتد بالحقيقة في الحاضر والمستقبل، طالما يوجد إنسان يعيش على الأرض.
جدير بالذكر أن الأقباط يستعدون لاحتفالات الكنيسة بعيد القيامة المجيد بعد يومين فقط، اذ يترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد القيامة المجيد يوم السبت المُقبل، بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكُبرى بالعباسية.