"هاير مصر".. "الدستور" داخل أول مجمع صناعى صديق للبيئة لتغطية الطلب المحلى

- تليفزيونات وغسالات وتكييفات وقطع غيار فى المرحلة الأولى.. وخطة لتصنيع التكييفات المركزية

- مركز تدريب داخلى لصقل مهارات العمالة المصرية.. وإتاحة 3 آلاف فرصة عمل

قلعة صناعية جديدة تنضم لقلاع مصر الاقتصادية، تحمل اسم عملاق الأجهزة المنزلية الصينى شركة «هاير» العالمية، التى افتتحت مجمع مصانعها الجديد «هاير مصر» فى مدينة العاشر من رمضان، فى شهادة عالمية على جاذبية السوق المصرية ومتانة الاقتصاد، ووجود بيئة جاذبة للاستثمار.

كان الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، قد أشاد بالخطط الطموحة التى تتبناها الشركة؛ من أجل التوسع فى استثماراتها، وإضافة خطوط إنتاج جديدة تسهم فى تغطية احتياجات السوق المحلية، وتعمل على خفض الفاتورة الاستيرادية، وهو ما تسعى الدولة إليه خلال المرحلة الحالية بمشاركة المستثمرين الجادين.

وأجرت «الدستور» جولة ميدانية داخل المجمع التابع لعملاق الأجهزة الكهربائية الأول فى العالم ولمدة ١٤ عامًا بشهادة مؤسسات إحصائية دولية، للوقوف على تفاصيل المشروع الضخم، وخطط الشركة تجاه السوق المحلية والأسواق العربية والإفريقية والأوروبية.

قال المهندس أحمد الجندى، مدير عام مصنع «هاير- مصر»، إن المجمع بمثابة ميلاد جديد للعملاق الصينى فى مصر، معربًا عن فخره بأن يكون أول منتج يتم تصنيعه مصريًا ١٠٠٪.

وأضاف أنّ هذا الإنجاز يأتى تتويجًا لجهود عمال «هاير» المصريين المهرة الذين أثبتوا قدرتهم على العمل الجاد والإنجاز، مُتقدمًا بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة على دعمهما المتواصل لخلق بيئة استثمارية مساندة.

وأوضح الجندى، على هامش الجولة، أنّ العمل فى المشروع بدأ منذ وضع حجر الأساس فى مارس ٢٠٢٣، وتم إنجازه فى غضون عام واحد فقط، وذلك بفضل السياسات الحكيمة والقرارات الداعمة للاستثمار التى تتبناها الدولة المصرية.

وأكد أن حصول «هاير» على الرخصة الذهبية من الهيئة العامة للاستثمار يعكس حرص الدولة على دعم المشروعات الاستثمارية الجادة، التى تسهم فى توطين الصناعات الرئيسية ونقل التكنولوجيا الحديثة وزيادة نسبة المكون المحلى.

وأوضح أن المجمع جرى إنشاؤه على مساحة ٢٠٠ ألف م٢، ويضم ٦ مصانع «على مرحلتين»، المرحلة الأولى تضم ٤ مصانع لإنتاج التليفزيونات والغسالات، وأجهزة التكييف، والصناعات المغذية، على مساحة ٧٠ ألف م٢، بحجم إنتاج مليون وحدة سنويًا، منها ٣٠٪ للتصدير، و٧٠٪ لتغطية احتياجات السوق المحلية، بحيث تكون نسبة المكون المحلى ٦٠٪ فى البداية وترتفع تباعًا لتصل إلى ٧٠٪ خلال عامين.

وتشمل المرحلة الثانية إنتاج مصنعى الفريزر والثلاجات، باستثمارات ٦٠ مليون دولار، وبحجم إنتاج يصل إلى أكثر من نصف مليون وحدة سنويًا.

كما أن المجمع الصناعى يضم أيضًا مصنعًا لتشكيل المعادن، وحقن البلاستيك والدهانات، وذلك للتحكم فى جودة مدخلات الإنتاج، ولضمان الحصول على منتج نهائى عالى الجودة وبسعر مناسب.

ويوفر المُجمع الصناعى أكثر من ٣ آلاف فرصة عمل للشباب المصرى، كما تهدف الشركة إلى مضاعفة حجم الإنتاج ٣ أضعاف خلال السنوات الخمس المقبلة، وتحقيق حجم أعمال ٢٠٠ مليون دولار خلال أربع سنوات، كما سيضم المجمع مركزًا للتدريب على مهارات التصنيع وأحدث وسائل التكنولوجيا، كمساهمة من الشركة فى توفير التدريب المطلوب للعمالة لكى تصبح مدربة على أعلى مستوى من المهارة لسوق العمل.

وأشار «الجندى» إلى اعتزام «هاير» إنشاء مرحلة ثالثة لإنتاج التكييف المركزى ذى القدرات العالية، ليكون أول مصنع من نوعه فى مصر والشرق الأوسط، بتكلفة استثمارية تبلغ ١٣٥ مليون دولار.

وأكد أن «هاير» تتطلع لمضاعفة حجم إيراداتها خلال العام الحالى إلى ١٢٠ مليون دولار، لتصل إلى أكثر من ٥٠٠ مليون دولار خلال ٤ سنوات.

واعتبر الدكتور عبدالوهاب خضر، المتحدث الإعلامى باسم وزارة العمل، أن افتتاح المجمع الصناعى «هاير- مصر» يأتى فى ظل جهود الدولة لتشجيع الاستثمار والمصنعين وزيادة الإنتاج وخفض معدلات البطالة.

وأضاف، لـ«الدستور»، أن معدل البطالة فى مصر انخفض من ١٣٪ عام ٢٠١٤ إلى ٦.٩٪، إضافة إلى رفع الحد الأدنى لرواتب العاملين بالدولة بإجمالى من ٥ إلى ٦ ملايين موظف، من ١٢٠٠ جنيه ما قبل ٢٠١٧ إلى ٦٠٠٠ جنيه من مارس الماضى، وللعاملين بالقطاع الخاص، ما يقرب من ١٨ مليون عامل، من ٢٤٠٠ جنيه فى يناير ٢٠٢٢ إلى ٦٠٠٠ جنيه فى مايو ٢٠٢٤.

وقال المهندس خالد حسن، مدير المشروعات فى مبادرة «ابدأ»، إنه جرى إطلاق المبادرة فى إطار تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى بإطلاق مبادرة دعم وتوطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلى وتقليل الواردات، من خلال تعزيز دور القطاع الخاص الوطنى فى توطين العديد من الصناعات الكبرى والمتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فى مصر، مع تقديم عدد من الحوافز فى صورة أراضٍ بحق الانتفاع وإعفاء من الضرائب لمدة خمس سنوات.

فى السياق، قال محمد جبران، رئيس اتحاد عمال مصر، إن الاتحاد يتعاون مع اتحاد الصناعات وأصحاب الأعمال من أجل إخراج قانون عمل يمكن الاعتماد عليه لسنوات مقبلة وتتواكب مع انطلاقة الجمهورية الجديدة.

يذكر أن شركة «هاير» العالمية صينية تأسست عام ١٩٨٤، وهى العلامة التجارية الأولى عالميًا للأجهزة المنزلية من حيث حجم المبيعات والحصة السوقية طبقًا لمؤسسة «يورومونيتور» العالمية.

كما حصلت على العديد من الجوائز والشهادات الدولية فى مجال إنتاج الأجهزة المنزلية، مشيرًا إلى أنها تتمركز فى أكثر من ٢٠٠ دولة حول العالم، وتخدم أكثر من ٣ مليارات مُستهلك، إضافة إلى أنها تمتلك ١٢٢ مصنعًا فى ٣٠ مجمعًا صناعيًا حول العالم، حيث تعمل الشركة على التطوير المستمر لمنتجاتها، ولذا خصصت ١٠ مراكز للأبحاث والتطوير منتشرة فى مختلف قارات العالم. ووضعت «هاير» خطة استثمارية ضخمة لإنشاء مجمع صناعى متكامل فى مصر، اعتمادًا على العلاقات الاستراتيجية التى تربط بين مصر والصين واتفاقيات التبادل التجارى بينهما وبجميع دول الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا، ورؤية مصر للتنمية المستدامة ٢٠٣٠.