رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جوتيريش يحذر: شن هجوم عسكرى على رفح سيكون تصعيدًا لا يُطاق

أنطونيو جوتيريش
أنطونيو جوتيريش

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أنه بدون التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، فإن الحرب، بكل عواقبها على غزة وعلى جميع أرجاء المنطقة، ستزداد سوءًا بشكل هائل، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة غارات جوية على منطقة رفح.

واعتبر الأمين العام في ملاحظات له اليوم لوسائل الإعلام في نيويورك، ونقلها المكتب الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة، أن شن هجوم عسكري على رفح سيكون تصعيدًا لا يطاق، ما سيسفر عن مقتل آلاف المدنيين الآخرين وإجبار مئات الآلاف على الفرار، وسيكون له تأثير مدمر على الفلسطينيين في غزة، مع تداعيات خطيرة على الضفة الغربية المحتلة، وعلى المنطقة بأسرها.

وقال جوتيريش إن جميع أعضاء مجلس الأمن، والعديد من الحكومات الأخرى، أعربوا بوضوح عن معارضتهم عملية من هذا القبيل.. وناشد جميع أصحاب النفوذ على إسرائيل أن يفعلوا كل ما في وسعهم لمنع ذلك.

وأوضح الأمين العام أن أكثر من 1.2 مليون شخص يبحثون الآن عن مأوى في رفح، معظمهم فروا من القصف الإسرائيلي الذي بحسب ما ورد في التقارير أسفر عن مقتل أكثر من 34 ألف شخص، وليس لديهم سوى القليل جدًا من الطعام، وبالكاد يحصلون على الرعاية الطبية، ولا يتوفر لهم سوى القليل من المأوى، ولا يوجد مكان آمن للذهاب إليه.

وأضاف جوتيريش أنه في شمال غزة، يموت بالفعل أكثر الناس ضعفًا- من الأطفال المرضى إلى ذوي الإعاقة- من الجوع والمرض، مؤكدًا أنه يجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لتفادي حدوث مجاعة من صنع الإنسان يمكن منعها تمامًا.

وقال إنه بعد مرور حوالي سبعة أشهر على يوم 7 أكتوبر، تزداد حالة السكان في غزة سوءًا يومًا بعد يوم، مضيفًا أنه دعا باستمرار إلى وقف لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وإلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وإلى زيادة ضخمة في المعونة الإنسانية.. وللأسف، لم يحدث ذلك بعد.. ولكن المفاوضات جارية مرة أخرى.

وشجع الأمين العام للأمم المتحدة حكومة إسرائيل وقيادة حماس على التوصل إلى اتفاق، داعيًا السلطات الإسرائيلية مرة أخرى إلى إتاحة وتيسير وصول المعونة الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني بأمان وسرعة ودون عوائق، بما يشمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الشرق الأدنى، إلى جميع أنحاء غزة.

ولفت إلى أن الحرب دمرت النظام الصحي في غزة، وثلثي المستشفيات والمراكز الصحية متوقفة عن العمل؛ والكثير من تلك المتبقية أصيبت بأضرار جسيمة.. وبعض المستشفيات الآن تشبه المقابر، معربًا عن قلقه البالغ من الأنباء التي تفيد باكتشاف مقابر جماعية في عدة مواقع في غزة، بما في ذلك مجمع الشفاء الطبي ومجمع ناصر الطبي.. ففي مجمع ناصر وحده، أفيد باستخراج أكثر من 390 جثة.. وهناك روايات متضاربة حول العديد من هذه المقابر الجماعية، بما في ذلك مزاعم خطيرة بأن بعض المدفونين قتلوا بشكل غير قانوني.

وشدد الأمين العام على ضرورة أن يُسمح للمحققين الدوليين المستقلين، بالوصول فورًا إلى مواقع هذه المقابر الجماعية، لتحديد الظروف بالضبط التي فقد فيها مئات الفلسطينيين أرواحهم ودفنوا أو أعيد دفنهم، فلأسر القتلى والمفقودين الحق في معرفة ما حدث، وللعالم الحق في المساءلة عن أي انتهاكات للقانون الدولي، ويجب حماية المستشفيات والعاملين الصحيين وجميع المدنيين واحترام حقوق الإنسان الواجبة للجميع.

واختتم الأمين العام حديثه بالقول إنه لا غنى عن العمل الضروري الذي تقوم به وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى أونروا لدعم ملايين الناس في غزة والضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، والأردن وسوريا ولبنان، مناشدًا الجهات المانحة والبلدان المضيفة والموظفين التعاون مع هذه الجهود. 

ودعا الدول الأعضاء، سواء المانحون التقليديون أو الجدد، إلى التبرع بسخاء لضمان استمرارية عمليات الوكالة، مؤكدًا أن وجود أونروا في جميع أنحاء المنطقة مصدر للأمل والاستقرار، وخدماتها في مجال التعليم والرعاية الصحية وخدماتها الأخرى، توفر إحساسًا بالحياة الطبيعية والسلامة والاستقرار للمجتمعات المحلية اليائسة.

وشدد جوتيريش على أن الأمم المتحدة ملتزمة التزامًا تامًا بدعم الطريق إلى السلام، على أساس إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تمامًا وديمقراطية ولها مقومات البقاء تتمتع بوحدة الأراضي وتكون ذات سيادة، تكون غزة جزءًا لا يتجزأ منها.