رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزيرة الثقافة: لجنة لمتابعة تنفيذ توصيات الحوار الوطنى.. وتعديل قوانين العمل الثقافى أولوية ( حوار)

الدكتورة نيفين الكيلانى
الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة

أكدت الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، أن ملف تطوير القوانين المتعلقة بالعمل الثقافى على رأس أولوياتها فى المرحلة الحالية، من أجل التغلب على المعوقات التى تواجه قطاعات الوزارة المختلفة، على رأسها ضعف الميزانية. 

وقالت، فى حوارها مع «الدستور»، إن مشكلة التمويل تسببت فى تأخير عملية تطوير مسرح المنصورة، بسبب تضاعف الميزانية المطلوبة لترميمه بعد تضرره من الأعمال الإرهابية، أكثر من مرة، خلال ١٠ سنوات.

ونبهت الوزيرة إلى أهمية الحفاظ على التراث المصرى، وتشجيع المنتجات المحلية للحفاظ على الجذور، كاشفة عن أنه يجرى العمل حاليًا على تدشين مشروع يستمر طوال العام لضمان استمرار نهضة القراءة، بالإضافة إلى استكمال التجهيز للمشاركة فى معرض أبوظبى الدولى للكتاب، الذى تبدأ فعالياته خلال أيام، وتحل مصر فيه ضيف شرف.

■ بداية.. ما تفاصيل اللجنة الوزارية لمتابعة تنفيذ توصيات الحوار الوطنى وآليات عملها خلال الفترة المقبلة؟

- تتشكل لجنة متابعة توصيات الحوار الوطنى من معاون وزير الثقافة للمتابعة، ومساعد الوزير، ومدير الإدارة المركزية للشئون الإدارية، وكل منهم منوطة به متابعة التوصيات.

أما بالنسبة لآليات العمل فهى تتمثل فى متابعة الأداء فيما هو وارد فى مخرجات الحوار الوطنى، والتكليفات التى تتعلق بقطاعات وزارة الثقافة، ومتابعة أداء هذه القطاعات، لأن الوزارة تستقبل تقييم أداء لكل قطاعاتها كل ثلاثة أشهر، وهو ما يسهل عملية التحليل وتقييم الأداء فيما يخص عمل وزارة الثقافة ككل، وسوف تضاف إلى ذلك مخرجات الحوار الوطنى.

■ ينطلق معرض أبوظبى الدولى للكتاب خلال أيام.. فماذا عن مشاركة مصر فيه؟

- فى البداية أود أن أشير إلى أن الدعوة لحضور معرض أبوظبى وجهت إلينا أثناء إقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب فى يناير ٢٠٢٤، مع عرض بتحمل جزء من تكاليف إنشاء جناح مصر فى المعرض وبعض الأمور الأخرى، خاصة أن ميزانية المعارض الخارجية تكون ضمن ميزانية هيئة الكتاب.

ومن المقرر أن تغطى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أنشطة معرض أبوظبى الدولى للكتاب، ومن بينها أنشطة الجناح المصرى، ضيف الشرف، خاصة مع اختيار الروائى المصرى نجيب محفوظ ليكون شخصية المعرض، وهذا أمر كبير.

الزميل حسام الضمرانى يحاور وزيرة الثقافة 

■ احتفلت مصر منذ أيام بذكرى تحرير سيناء وكانت لك زيارتان لمحافظتى جنوب وشمال سيناء.. فما تفاصيل تلك الزيارتين؟

- فى الزيارة الأولى، بحثت مع اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، بمدينة الطور، عددًا من المشروعات الثقافية والفنية بالمحافظة مع الوقوف على آخر مستجدات عملية تطوير المسرح الصيفى بالمدينة، وذلك بحضور عمرو البسيونى، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة.

أما فى الزيارة الثانية، فقد شهدت مع اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، الاحتفالية الفنية التى نظمتها الوزارة- من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة- بمناسبة «أعياد تحرير سيناء»، وذلك بقصر ثقافة العريش.

■ ما أهم التحديات التى تواجهها وزارة الثقافة فى سيناء؟

- أبرز التحديات يتمثل فى البنية التحتية لمحافظتى شمال وجنوب سيناء، ما يتطلب جهدًا كبيرًا للعمل، خاصة فى شمال سيناء، لأن بها مناطق لم تعد بعد إلى كامل طبيعتها أو للعمل كما كانت قبل فترة الإرهاب، ولكننا نستعيض عن ذلك بالتعاون مع بعض الجهات الأخرى، مثل وزارة التربية والتعليم، التى نتعاون معها على مستوى الأنشطة الثقافية بالمدارس، ووزارة الشباب والرياضة، على مستوى مراكز الشباب والمناطق المفتوحة فى المراكز والقرى، حيث نُطلق الورش والمكتبات المتنقلة.

ونحن نحاول دائمًا التغلب على المشكلات التى تواجهنا فى سيناء ضمانًا لاستمرارية العمل، فلا يجب أن نتوقف أو ننتظر لحين اكتمال البنية التحتية، إيمانًا بحق الأطفال والشباب وكل فئات المجتمع هناك، مع ضرورة استيعابهم ككل، للدخول فى حضن الدولة- مثلما يقولون.

وهذا ما قيل لى فى أول زيارة إلى سيناء، حيث قال الأهالى إن فترة مكافحة الإرهاب كانت من أصعب الفترات التى مروا بها، كما لم تكن هناك دولة فى بعض الأوقات، ولكن الآن عادت الدولة بقوة هناك فى كل المجالات، وليس فى العمل الثقافى فقط.

■ مرت ١٠ سنوات على الإعلان عن تطوير مسرح المنصورة إثر تدميره خلال العملية الإرهابية التى استهدفت مديرية أمن الدقهلية.. فما سبب تأخر افتتاحه؟

- تفقدت، والدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية، منذ أيام قليلة، عددًا من المواقع، التابعة لوزارة الثقافة بالمحافظة، لمتابعة سير العمل بها، والوقوف على أهم المستجدات المتعلقة بتطوير أداء المنظومة الثقافية بالمحافظة.

وتضمنت الجولة زيارة قصر ثقافة المنصورة وملحقاته، بحضور عمرو البسيونى، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وأيضًا مبنى مسرح المنصورة القومى المقرر تحويله إلى دار أوبرا المنصورة، بحضور الدكتورة لمياء زايد، رئيس دار الأوبرا، للوقوف على أهم المستجدات المتعلقة بأعمال الترميم الخاصة به حتى الآن.

ورغم انتهاء الأعمال الإنشائية فى مسرح المنصورة القومى لكن تبقت مشكلة التمويل، لأن فرق الأسعار منذ ١٠ سنوات إلى اليوم هو فرق كبير، بالإضافة إلى أن خروج الميزانية المرصودة على دفعات جعل العمل يتوقف مع انتهاء كل دفعة، انتظارًا للدفعة الجديدة من أجل استكمال التشطيبات.

والمبلغ المطلوب، وفقًا لمسئولى شركة المقاولون العرب، التى تتولى التطوير، يصل تقريبًا إلى حدود ٥٠٠ مليون جنيه، نظرًا لمساحة المكان الكبيرة، وطبيعة الأضرار التى لحقت بالمبنى بعد تفجير مديرية الأمن، خاصة أن ما يحدث للمبنى الآن هو تأسيس إنشائى جديد وليس مجرد عملية ترميم.

■ تشكل الموارد المالية عائقًا أمام عمل وزارة الثقافة.. فما آليات حل هذه الأزمة؟

- ضعف ميزانية وزارة الثقافة ليس بجديد، فنحن نسمع عن هذا الأمر منذ كنا طلابًا؛ وهذا ما دفعنى لتغيير استراتيجية الوزارة منذ تولى مهام عملى، لكونى لست غريبة عنها.

فحتى لا نتوقف أمام عائق الموارد المالية لجأنا إلى بروتوكولات تعاون مع وزارات أخرى كى تساعدنا، كما لجأنا إلى الشراكة مع بعض الشركات، فهناك بروتوكول موقع بين وزارة الثقافة والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى تساعدنا فى كثير من الأمور.

ونحن نعمل حاليًا على تغيير قانون هيئة قصور الثقافة بشكل جذرى، لأن الزمن تغير، وفكرة تنفيذ العديد من الإنشاءات فى كل مكان بمصر تحتاج إلى مراعاة مسألة الصيانة، حتى لا تصبح عبئًا ثقيلًا فى القريب وتبتلع ميزانية الدولة.

والحل، الذى رأيناه، ليس فى زيادة الميزانية، ولكن فى التفكير بالقيام بالعمل بطريقة مختلفة، وأعتقد أننا قطعنا خطوات فى هذا الطريق رغم المعوقات، التى تتمثل فى اللوائح والقوانين، كما أعدنا النظر فى سلطات رؤساء الهيئات والقطاعات ووكلاء الوزارة، وتم تغيير بعضها خلال الفترة الماضية، كما يتم العمل حاليًا على القوانين التى تحتاج إلى التعديل، وهو أمر يحظى بالأولوية بالنسبة لى.

■ احتفل العالم منذ أيام باليوم العالمى للكتاب.. فما الخطوات التى تتخذها قطاعات النشر بوزارة الثقافة للتعامل فى زمن المنافسة مع تقنيات الذكاء الاصطناعى؟ 

- الكتاب الورقى لا منافس له، وسيظل يحتل مكانته عن اقتناع، وهو ما ثبت فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورتيه السابقتين لعامى ٢٠٢٣ و٢٠٢٤.

تجدر الإشارة هنا إلى أننا أجرينا إحصائيات لدراسة اتجاهات الجمهور من زوار معرض الكتاب، ووقتها كنا نقدم الكتب بأسعار تبدأ من خمسة جنيهات، ووجدنا أن الكتب الخاصة بالشباب والسلاسل التى أُعيدت طباعتها مرة ثانية بأسعار اقتصادية عن هيئة الكتاب وقصور الثقافة كانت الأكثر مبيعًا فى المعرض.

ودفعنى ذلك للتفكير فى أننا بحاجة إلى مشروع كبير نستعيد به «نهضة القراءة»، على أن يكون مستمرًا طوال العام، وألا يقتصر الترويج للكتب على معرض الكتاب فقط، لكن يستمر طوال العام، لأن الكتاب منتج ثقافى مهم، ومن أكثر الأنشطة الثقافية تأثيرًا.

■ ما رسائلك كوزيرة للثقافة إلى الأسر المصرية، ونحن بصدد التحول إلى الجمهورية الجديدة، التى يعتبر من ركائزها «إعادة بناء الإنسان المصرى»؟

- أقول لهم: تمسكوا بالجذور المصرية، ومن أكثر ما يضايقنى حاليًا أن أرى أطفالًا من المصريين يدرسون فى مدارس أجنبية ولا يجيدون اللغة العربية.

كما أقول: علينا تشجيع المنتج المصرى فى كل المجالات، بدءًا من ساندويتش الفول والطعمية، خاصة أننا نحاول جاهدين- من خلال بيت التراث الذى أنشأناه- أن نوثق كل التراث المصرى اللامادى والمادى؛ من المأكولات والملابس والعادات والتقاليد وحتى الأمثلة الشعبية، كما أننا الآن بصدد جمع معلومات عن الاحتفالية الخاصة بـ«السبوع»، وإثبات أصلها الفرعونى، ونعمل حاليًا على تجهيز ملف لتقديمه إلى منظمة اليونسكو، حول الموضوع.

كما أننا نحاول كذلك، وفى هذا الصدد، إقامة فعاليات ثقافية مشتركة مع دول أخرى، بهدف إثراء التراث بشكل عام، ليظهر فى سلوك الأطفال والشباب، لأننا نرجو أن يتحول الحفاظ على هويتنا إلى سلوك حياة.

وهنا أود أن أشير إلى أهمية تغيير طريقة تفكيرنا فى الأمور، مثل شراء البعض للمنتج الأجنبى، رغم أنه لا يعبر عنهم ولا يتناسب مع بيئتنا، فى الوقت الذى يشترى فيه الأجانب منتجاتنا، والتى يستفيدون منها فى حياتهم، وعلى رأسها المنتجات المتعلقة بالطاقة والبيئة والصحة، بعد أن ثبتت أهميتها بالنسبة لهم.

■ كيف تستطيع وزيرة الثقافة الوفاء بالتزاماتها فى العمل والحفاظ على دورها وواجباتها كأم؟

- لكل مرحلة أولوياتها، فهناك مراحل مختلفة مرت بى فى حياتى، سواء أثناء الدراسة أو مراحل إعداد رسالتى الماجستير والدكتوراه، أو مرحلة تربية الأبناء، ولو كان هذا التكليف بالوزارة قد جاءنى فى مرحلة مبكرة من حياتى فربما لم أستطع وقتها المواكبة بين مسئولياتى العملية والأسرية، لكن الأمر اختلف الآن، لذا لم أستطع أن أتأخر عن أداء واجبى تجاه وطنى.