رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس الإنجيلي كاتب ثاني الأناجيل

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الرسول مرقس الإنجيلي كاتب ثاني الاناجيل في الكتاب المُقدس، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: يمكن تسمية تقاسُم المشاعر العميقة قانونًا أبديًّا، لأنّه تمّ إعلانه، لا بل إنجازه بصورة حاسمة في حبّ الثالوث الأقدس المتبادل والفائق الوصف. إنّ الله واحدٌ، إلى منتهى الأجيال، وهو أيضًا دومًا ثلاثة. فهو يفرح منذ الأزل في ابنه وفي روحه القدس، وهما فيه... عندما تجسّد الابن، عاش لمدّة ثلاثين عامًا مع مريم ويوسف، مكوّنًا بذلك صورة الثالوث على الأرض.

لكن كان يجب على مَن سيكون الكاهن الأكبر وعلى مَن سيمارس هذه الخدمة من أجل الجنس البشري أجمع ألاّ تقيّده المشاعر. فقد قيل عن مَلْكِيصادَقُ في القدم إنه "لَيسَ لَه أَبٌ ولا أُمٌّ ولا نَسَب" ... وبالتالي، فإنّ ترك المسيح لوالدته كما قال لها في قانا (يو2: 4)، هو الخطوة الرسميّة الأولى نحو تحقيق خلاص العالم... لم يكتفِ يسوع بالتخلّي عن مريم ويوسف، بل أيضًا عن أصدقائه السريّين. وعندما حانت ساعته، كان لا بدّ له من أن يتخلّى عنهم.

لكن يمكننا الافتراض أنّه كان في شراكة مع الآباء القدّيسين الذين أعدّوا مجيئه وتنبّأوا به. ففي مناسبة رسميّة، رأيناه يتحدّث طوال الليل مع موسى وإيليّا عن آلامه. ما أوسع مجال الأفكار الذي يُفتَح لنا عن شخص المسيح الذي لا نعرف عنه إلاّ القليل! وحين كان يمضي الليالي في الصلاة... مَن كان يستطيع أن يدعم الربّ ويمنحه القوّة أكثر من "المجموعة الرائعة" من الأنبياء التي كانت تنظرُ إليه كمثال وإنجاز؟ إذًا، كان بإمكانه أن يتحدّث مع إبراهيم الذي "رأى يومه فَفَرِح"، ومع موسى... أو مع داود وإرميا اللذين رمزا إليه بصورةٍ خاصّة، أو مع أولئك الذين كانوا أكثر مَن تحدّثوا عنه، مثل أشعيا ودانيال. فهاهنا كان يجدُ الأساس لتعاطف كبير. عندما صعد إلى أورشليم ليتألّم، كان لا بدّ لجميعِ كهنة العهد القديم القدّيسين من أن يأتوا خِفيةً لمقابلته، هم الذين قدّموا الذبائح التي أعطت صورة مسبقة عن ذبيحته.