رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بوابة مهمة لإفريقيا.. إيطاليا تسعى لضخ استثمارات جديدة فى مجال الطاقة بمصر

الدكتور علاء عز
الدكتور علاء عز

نظمت السفارة الإيطالية في مصر، بالتعاون مع الغرف التجارية، مائدة مستديرة لطرح فرص الاستثمار في مجالات التحول الأخضر والطاقة الجديدة والمتجددة وإنتاج الأمونيا الخضراء والربط الكهربائى مع دول الجوار، بمشاركة أكثر من 60 من كبرى الشركات المتخصصة من الجانبين؛ لبحث سبل دعم وتعزيز التعاون الثنائي والإقليمي خاصة مع إفريقيا.


وقال الدكتور علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية، إن الملتقى شرف بكلمات الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وأدولفو أورسو، وزير الشركات وصنع في إيطاليا، وميكيلي كماروني، سفير إيطاليا بالقاهرة، والدكتور علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف، وووليد جمال الدين، رئيس المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس، وحسام هيبة رئيس هيئة الاستثمار، وأيمن سليمان، رئيس الصندوق السيادى، وخالد أبوبكر، رئيس مجلس الأعمال المصري الإيطالي وقيادات الوزارتين من الجانبين.

وأشار إلى أنهم عرضوا فرص الاستثمار في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتطبيقاتهم في مشاريع تحلية المياه والرى في مشروع المليون ونصف فدان وإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في محور قناة السويس، ومشاريع الربط الكهربائى مع دول الجوار العربية والإفريقية ومخطط الربط الكهربائى مع اليونان وإيطاليا، إلى جانب حوافز الاستثمار في مصر وفى محور قناة السويس، والإصلاحات الاقتصادية والهيكلية التي قامت بها الدولة لتحسين مناخ أداء الأعمال.
 

التحول إلى طاقة نظيفة

وقال الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، إن مصر تتحول إلى الطاقة النظيفة من خلال تعجيل المدى الزمني لتحقيق هدف الوصول بمساهمة توليد الكهرباء لتصل إلى 42٪ من مزيج التوليد بحلول عام 2030 بدلًا من 2035، حيث تم تحديث المساهمات المحددة وطني (NDC) في يونيو الماضي، استنادًا إلى برنامج نوفي الذي يستهدف إيقافا وتكهيني وحدات التوليد الحرارية ذات الكفاءة المنخفضة بقدرة إجمالية 5 جيجاوات، واستبدالها بمحطات طاقة متجددة بقدرة 10 جيجاوات، بتكلفة استثمارية حوالي 10 مليارات دولار يتم تنفيذها من خلال القطاع الخاص، فضلًا عن الاستثمارات اللازمة لتعزيز شبكة نقل الكهرباء.


وأكد حرص القيادة على التوجيه بإعداد استراتيجية وطنية لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، باعتباره مصدرًا واعدًا للطاقة في المستقبل القريب، وتم اتخاذ العديد من الإجراءات لتطوير الهيدروجين، حيث تمت الموافقة على الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون، وتضمنت الرؤية بالاستراتيجية "أن تصبح مصر واحدة من رواد العالم في اقتصاد الهيدروجين منخفض الكربون، وذلك اعتمادًا على الخبرات والابتكارات العالمية الرائدة في إنتاج تصدير الهيدروجين ومشتقاته، وموارد الطاقة المتجددة والموقع الاستراتيجي لمصر، وتتضمن الاستراتيجية هدفًا طموحًا لمشاركة مصر، بما يمثل 5- 8٪ من السوق التجارية العالمية للهيدروجين الأخضر". 

ولفت إلى أنه يجرى التعاون مع شركات القطاع الخاص لتطوير مشروعات الهيدروجين، حيث تم حتى الآن توقيع عدد (27) مذكرة تفاهم مع كبرى الشركات والتحالفات العالمية لتنفيذ مشاريع لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، حيث تبلغ القدرات الإجمالية اللازمة للمشروعات التجريبية حوالي 114 جيجاوات من طاقة الرياح و118 جيجاوات من الطاقة الشمسية، وقد تم تحويل (11) منها إلى اتفاقية إطارية، وهو ما يعكس جاذبية السوق المصرية للمؤسسات المالية الدولية وتشجيع الاستثمار منخفض المخاطر.


وأشار الوزير إلى الفرص الاقتصادية الاستثمارية المتاحة حاليًا في مصر في مجال الطاقة المتجددة، حيث سعت الحكومة إلى تهيئة بيئة استثمارية جاذبة للقطاع الخاص في مجال الطاقات المتجددة، بدأت باتخاذ خطوات مهمة لإصلاح البنية التشريعية لقطاع الكهرباء، والتي من بينها إصدار قانون الكهرباء الذي يمهد للتحرير الكامل لسوق الكهرباء.

كما تم إصدار قانون لتحفيز الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة والمتضمن الآليات التي تساعد المستثمر على الدخول في هذا النشاط، وكذا تخصيص حوالي 32000 كيلومتر مربع لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة بقدرات متوقعة تبلغ 200 جيجاوات، وتوقيع اتفاقيات شراء للطاقة طويلة الأجل 20– 25 سنة، والاستفادة من بيع شهادات خفض انبعاثات الكربون ومنح الأرض لإقامة المشروع مقابل نسبة 2% من الكهرباء المنتجة سنويًا وتخفيض الجمارك على مكونات وقطع غيار نظم الطاقة المتجددة.


ونوه بأنه في ضوء ما سبق ذكره من إجراءات لتحفيز مشاركة القطاع الخاص في الطاقات المتجددة، أصبح عدد كبير من المستثمرين على ثقة في قطاع الطاقة المصري، وتقدم العديد من المستثمرين الأجانب والمحليين للاستثمار في مشاريع القطاع، ونجح القطاع في الحصول على عروض بسعر تنافسي بلغت 2 سنت دولار للكيلوات/ ساعة للطاقة المنتجة من محطات الطاقة الشمسية و2.4 سنت دولار للكيلوات/ ساعة للطاقة المنتجة من مزارع الرياح.


وفي هذا السياق، خلال عام 2022 وعلى هامش فعاليات مؤتمر COP27، تم توقيع 4 مذكرات تفاهم مع شركات محلية وعالمية في مجال مشاريع طاقة الرياح لدخول المواقع وإجراء القياسات والدراسات المطلوبة، من أجل إضافة 28 جيجاوات من طاقة الرياح.


وستساعد إمكانات الطاقة المتجددة الكبيرة وهذه المشاريع الضخمة مصر في الحصول على برامج للتصنيع المحلي لمكونات طاقة الرياح والطاقة الشمسية خاصة اعتمادًا على توافر المواد الخام والعمالة الماهرة.


ولعل إحدى أهم قصص النجاح المصرية كنموذج لوضع الاستثمارات الأجنبية في مجال الطاقة المتجددة في مصر، والتي تمثلت في مشروع بنبان للطاقة الشمسية، الذي يعد مشروعًا رائدًا من حيث آلية التمويل وحجم المشروع.


وشارك 32 مستثمرًا دوليًا ومحليا في بناء محطة بنبان الشمسية، والتي تعد أكبر محطة شمسية في العالم بمكان واحد، وبلغ إجمالي القدرة المتعاقد عليها 1465 ميجاوات. ووفر هذا المشروع استثمارات أجنبية مباشرة لاستغلال موارد الطاقة الشمسية الهائلة في مصر بإجمالي استثمارات حوالي 2 مليار دولار، بالإضافة إلى المساعدة في تحفيز النمو الاقتصادي المحلي، بما في ذلك توفير أكثر من 10 آلاف وظيفة مؤقتة ودائمة أثناء فترة تنفيذ المشروع وتشغيله، بالإضافة إلى خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بما يعادل 2 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون CO2، وقد تم الانتهاء من المشروع وتوصيله بالشبكة في أكتوبر 2019، ولقد فاز المشروع بجائزة البنك الدولي لأفضل مشروع في العالم عام 2019.


واستكمالًا للجهود التي تمت لإضافة قدرات توليد كبيرة بحوالي 30 ألف ميجاوات، يعمل قطاع الكهرباء حاليًا على رفع كفاءة شبكات الكهرباء، من خلال خطة متكاملة لتحسين وتطوير شبكات نقل الكهرباء، لتكون قادرة على استيعاب الطاقة الكهربائية المولدة وتقليل الفقد وتعزيز الشبكة الوطنية، حيث تم خلال الثماني سنوات الماضية إضافة خطوط نقل جديدة جهد 500 ك. ف بطول إجمالي 4613 كم، مما يمثل زيادة بنسبة 150% مقارنة بحالة الشبكة في عام 2014. 

بالإضافة إلى إضافة 21 محطة محولات جهد 500 كيلوفولت بقدرة إجمالية 33375 ميجافولتا أمبير بنسبة زيادة 340% مقارنة بحالة الشبكة عام 2014، وبلغ إجمالي الاستثمارات في تعزيز وتحديث شبكة النقل من 2014 إلى 2022 نحو 116 مليار جنيه.


وجار حاليًا التعاون مع شركة إيليا جريد البلجيكية لتقديم خدمات استشارية لقطاع الكهرباء لدراسة احتياجات الشبكة الوطنية لاستيعاب الطاقات المتجددة لمشروعات الهيدروجين الأخضر والربط الكهربائى، وتحديد متطلبات تعزيز الشبكة بهدف معالجة الزيادة الكبيرة المتوقعة في إنتاج الطاقات من المصادر المتجددة.


هذا بالإضافة إلى التعاون مع الصندوق السويدي لتمويل الخدمات الاستشارية لإجراء دراسات فنية فيما يتعلق بتخطيط القدرة غير الفعالة Reactive power، والإدارة المثلى للشبكة من أجل تكامل الطاقة المتجددة على نطاق واسع، وتنفيذ اتفاقيات شراء الطاقة (PPA).


وإيمانًا بأهمية الربط الكهربائى وبفضل الموقع الجغرافي المتميز لمصر عند ملتقى القارات الثلاث إفريقيا وآسيا وأوروبا، ولضمان توفير المزيد من الطاقة المستدامة وخلق سوق مشتركة للكهرباء، فإن قطاع الكهرباء يضع ضمن استراتيجيته تعزيز وتقوية مشروعات الربط الكهربائى لاستغلال فرص تصدير الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى اعتبار الربط إحدى الوسائل المهمة لتأمين واستقرار المنظومة الكهربائية، كما أنه يعتبر أحد أركان التعاون الأساسية بين الدول، بهدف الحد من التكاليف الرأسمالية والتكاليف التشغيلية لإنتاج الكهرباء لمقابلة مستوى معين من الطلب، ولتحقيق وفر فى استخدام الطاقة الأولية.


وتشارك مصر بفاعلية كبيرة ‏في جميع مشاريع الربط الكهربائي الإقليمي، مثل الربط القائم حاليًا مع دول المشرق العربي من خلال الأردن، والربط مع دول المغرب العربي من خلال ليبيا، والربط مع السودان، والربط الجاري تنفيذه مع السعودية بقدرة 3000 ميجاوات، ومن خلاله سيتم ربط مصر بدول الخليج وآسيا.


كما تولى مصر أهمية كبرى للربط مع أوروبا، وفي هذا الإطار نعمل حاليًا على عدد من المحاور مثل الربط مع اليونان لتصدير 3000 ميجاوات من الطاقة المتجددة، بالإضافة للربط مع إيطاليا نظرًا لما تتمتع به الشبكة الإيطالية من قدرة على استقبال قدرات، وبذلك سوف تصبح مصر جسرًا للطاقة بين إفريقيا وأوروبا.


وتابع الوزير: التغيرات العالمية التي نشهدها تؤكد أنه لا يمكن لأي دولة بمفردها أن تتعامل مع التحديات الجديدة، ولا يمكنها بمفردها تأمين كل احتياجاتها من الطاقة، ويعد التكامل الإقليمي إحدى الركائز الأساسية للتنمية المستدامة على المدى الطويل. 

 

ولفت إلى أن التحول في الطاقة لم يعد خيارًا لدى الدول، حيث أصبح لزامًا على الجميع اتخاذ الخطوات لتسريع عملية التحول، وأنا على يقين أن اجتماعنا اليوم سيمهد الطريق لتعزيز التعاون في مجالات التحول في الطاقة وتعظيم مشاركة الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والتكنولوجيات الواعدة لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.


وأعرب الدكتور شاكر عن رغبته أن تثمر المشاركة الفعالة والمداخلات والآراء لسديدة في الخروج بتوصيات مستقبلية ومقترحات للتنفيذ والاستفادة من الفرص المتاحة في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر، متقدمًا بالشكر والتقدير للسادة منظمي المؤتمر على جهودهم الكبيرة في الإعداد والتحضير لهذا الحدث المهم.

إشادة إيطالية بالإنجازات على أرض مصر 

وأشاد أدولفو أورسو- وزير الصناعة وصنع في إيطاليا، بالإنجازات التي تمت على أرض مصر وخاصة في مجال الطاقة والتنمية بصفة عامة، لافتًا إلى أن زيارته إلى مصر تأتي من منطلق الاهتمام السياسي للبلدين، حيث تولى إيطاليا اهتمامًا كبيرًا للاستثمار في مجال الطاقات المتجددة على أرض مصر وتوطين الصناعات المتعلقة بها.

وشدد على دور مصر المحوري في التنمية، وأنها بوابة مهمة للدخول لإفريقيا، مشيرًا إلى اهتمام إيطاليا بتدعيم المشروعات التنموية في مصر وإفريقيا.


وأشار إلى أن إيطاليا أصبحت مركزًا للغاز في أوروبا، وتسعى إلى أن تصبح مركزًا للطاقة بها، لافتًا إلى الاهتمام الذي توليه إيطاليا للربط الكهربي مع مصر، وأن إيطاليا تمتلك خبرات واسعة وتكنولوجيا كبيرة لصناعة الألواح الشمسية.

ونوه بأن بلاده تهدف إلى نقل وتوطين التكنولوجيا الإيطالية إلى مصر في مجال الكهرباء والطاقة، سواء تقليدية أو متجددة.