من تشابي ألونسو إلى ميكيل أرتيتا.. هكذا يستقر الفيل على الشجرة
«حدث خاص للجميع، مدربون ولاعبون عظماء تواجدوا هنا من قبل، والفوز بالدوري مكافأة للجميع، إنه نجاح للكل» هكذا علق تشابي ألونسو، المدير الفني لفريق باير ليفركوزن بعد تتويج فريقه بلقب الدوري الألماني، البوندسليجا، للمرة الأولى في تاريخ النادي.
وتوج فريق باير ليفركوزن بلقب الدوري الألماني، بالفوز على فيردر بريمن بخمسة أهداف دون رد، ليواصل اعتلاء جدول البطولة برصيد 79 نقطة وبفارق 16 نقطة عن بايرن ميونخ أقرب ملاحقيه، لينهي احتكار البافاري للقب والذي دام 11 موسمًا متتاليًا.
وهناك احتفظ "فيل" أرتيتا بعادته في السقوط عن الشجرة وخسر أرسنال أمام فريق أستون فيلا بهدفين دون رد في الجولة الـ33 للدوري الانجليزي لتتعقد مهمة استعادة لقب البريميرليج الغائب من قرابة الـ20 عامًا، ويقترب مانشستر سيتي خطوة أكثر من التتويج الرابع على التوالي والعاشر في تاريخه.
ولكن ما علاقة سقوط فيل أرسنال عن الشجرة بتتويج باير ليفركوزن وماذا يربط تشابي ألونسو بميكيل أرتيتا؟ هذا ما نستعرضه بالسطور الآتية.
نشأة تشابي ألونسو
تشابي ألونسو من مواليد إقليم الباسك في 25 نوفمبر 1981، ولكنه قضى 6 سنوات من حياته في برشلونة وقت أن كان والده، ميجيل بيركو ألونسو، يلعب لصفوف النادي الكتالوني وتوج معهم بلقب الدوري الإسباني ولقب آخر لكأس الملك ولقب لكأس الدوري، في 3 سنوات مثل بها ميجيل النادي الكتالوني بين 1982 و1985.
لعائلة بها أب وأخ أكبر يمارسان كرة القدم لريال سوسيداد، توارث تشابي حب الساحرة المستديرة وانضم للنادي التابع لإقليم الباسك.
أرتيتا وألونسو.. أمنية لم تتحقق وعداء وتناقض
على بعد 376 كيلومترًا من العاصمة مدريد، وتحديدًا في مدينة سان أنتيجو الشهيرة بإقليم الباسك، والتي تعني في الإسبانية "العتيقة" وفي نادي أنتيجوكو للهواة بدأ الشابان تشابي ألونسو، وميكيل أرتيتا مسيرتهما مع كرة القدم، وهناك اكتشفا حبهما لها وتجهزا للانطلاق إلى الاحترافية.
ميكيل أرتيتا يصغر صديقه تشابي ألونسو ببضعة أشهر، فهو من مواليد 26 مارس 1982 في قلب سان سباستيان، ولكنه على عكس ألونسو لم يتوارث حب كرة القدم بل اكتشف شغفه بها في شوارع المدينة.
اللقاء الأول بين ألونسو وأرتيتا كان على رمال شاطئ لا كونشا، على مقربة من منزليهما في كالي ماتيا، وتنافسا ضد بعضهما في منافسات ارتجال لمهارات كرة القدم.
على الرغم من نشأتهما بمدرستين مختلفتين، كان ألونسو وأرتيتا يقضيان عطلة نهاية الأسبوع سويًا، وهذا ما جعلهما أكثر رغبة وتصميمًا على اللعب لنفس الفريق، مما جعل قرار انضمامهما لفريق أنتيجوكو سهلًا.
بتواجدهما سويًا في منتصف الملعب، استطاع الثنائي السيطرة على إيقاع المباريات بسهولة، وساعدا فريق الشباب على التتويج بالكثير من الألقاب لقبًا تلو الآخر وحلما داخل وخارج الملعب بالشراكة في ريال سوسيداد؛ ولكن هذه الشراكة تأجلت عندما انتقل تشابي ألونسو إلى أيرلندا في سن السادسة عشر ضمن برنامج تبادل لمدة شهر تابعًا لمدرسته لتطوير مستواهم في اللغة الانجليزية، واعتبرها تشابي فرصة في تطوير مستواه بكرة القدم.
أثناء تواجده في أيرلندا اكتشف تشابي ألونسو العديد من الأنشطة المتاحة حوله، منها كرة القدم الجيلية، وهي لعبة تشبه الرجبي وهي من الرياضات الشعبية في أيرلندا وتتشابه مع الرجبي في حمل الكرة والركض بها فيما تتشارك مع كرة القدم من حيث شكل ووزن الكرة، وكذلك في شكل المرمى وتواجد حارس مرمى، ولكل فريق 15 لاعبًا.
على الرغم من الإقامة القصيرة استمتع تشابي بلعب كرة القدم وشارك في بعض المباريات مع نادي كيلز جونيور، وتذوق مبكرًا النزعة البريطانية للقوة البدنية في كرة القدم، وهي خبرة استفاد منها بعد ذلك - وفقًا لأحاديثه فيما بعد- في الدوري الانجليزي.
ومع عودته لإسبانيا وجد ألونسو صديقه أرتيتا مبتهجًا باهتمام نادي برشلونة الإسباني بضمه في سن الـ15 لفريق الرديف، ليرحل بعدها تشابي ألونسو إلى ريال سوسيداد وتبدأ رحلته الاحترافية.
ألونسو سبق صديق طفولته إلى الدوري الانجليزي فانضم إلى ليفربول في صيف 2004، ليصبحا بعد أشهر قليلة غريمين بانضمام أرتيتا لنادي إيفرتون عدو ليفربول في الميرسيسايد في يناير 2005.
وتواجه الصديقان على العشب الأخضر لأول مرة في بلاد الانجليز في الجولة الـ19 للبريميرليج على ملعب جوديسون بارك، وانتصر ألونسو ورفاقه بثلاثة أهداف لهدف.
وعاد أرتيتا وانتقم في الموسم التالي بثلاثة أهداف دون رد على نفس الملعب وبالجولة الرابعة من البريميرليج.
تشابي ألونسو سقط عن الشجرة من قبل
تشابي ألونسو تذوق سابقًا السقوط عن الشجرة وخسارة لقب في الأمتار الأخيرة، رفقة فريق ريال سوسيداد، بعد أن تنافس على لقب الليجا مع ريال مدريد حتى الجولة الأخيرة وخسر اللقب بفارق نقطتين فقط.
ولكنه على الرغم من خسارة لقب الدوري في ذلك الموسم، تحول إلى محبوب جماهير ريال سوسيداد للأداء الذي قدمه وخاصة تألقه أمام زين الدين زيدان، لاعب وسط ريال مدريد -والذي بات مدربًا لألونسو فيما بعد- في مباراة ريال مدريد وسوسيداد بموسم 2002-2003 والتي انتصر بها ريال مدريد بأربعة أهداف لهدفين.
أرتيتا والسقوط عن الشجرة.. بديهيات!
نادي أرسنال تصدر ترتيب الدوري الانجليزي لـ247 يومًا في الموسم الماضي 2022-2023، ولكن الجميع كان ينتظر سقوطه إعمالًا بمقولة الفيل على الشجرة.
إنهم مثل الفيل فوق الشجرة، لا أحد يعرف كيف وصل إلى هناك؟ ولكن الجميع يؤمن بحتمية السقوط
أرسنال تعادل مع ساوثهامبتون في الجولة الـ32 للبريميرليج في الموسم الماضي بثلاثة أهداف لمثلهم، ليبدأ سقوطه عن الشجرة ويخسر بعدها برباعية من مانشستر سيتي، ويقفز الأخير على الصدارة رسميًا بانتصاره في الجولة التالية على فولهام رغم فوز أرسنال، ويتوج في النهاية باللقب.
كما فقد أرسنال صدارة البريميرليج للمرة الثانية تواليًا ولصالح مانشستر سيتي أيضًا بخسارته أمام أستون فيلا بهدفين دون رد، وهي خسارة تشاركها مع ليفربول الذي سقط أمام كريستال بالاس بهدف دون رد، ليسقط فيل الجانرز عن الشجرة مرة أخرى.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي سقط فيها أرسنال عن صدارة البريميرليج، أو بمعنى أدق ليست أولى سقطات الفيل عن الشجرة، فسقط من قبل بخسارة اللقب في الموسم التالي للفوز بالدورع الذهبي، وفي موسم 2007-2008.
تشابي ألونسو.. الفيل العتيق لا يسقط عن الشجرة
تولى تشابي ألونسو منصب المدير الفني لباير ليفركوزن في أكتوبر 2022، بعد إقالة جيراردو سيواني.
وتسلم ألونسو الفريق في المركز الـ17 بالبوندسليجا بعد مرور 8 جولات فقط و5 نقاط.
في فترة الانتقالات الشتوية لعام 2023، ضم ألونسو 3 لاعبين فقط هم جوستافو بويرتا من بوجوتا الكولومبي، ونوح مبامبا من كلوب بروج البلجيكي، والحارس باتريك بينتز من ستاد رين.
ورحل عن الفريق الدنماركي زيدان سيرتدمير لنادي نورشيلاند، وأعير باولينيو لأتلتيكو مينييرو البرازيلي وجوستافو بويرتا إلى نادي نوريمبرج الألماني.
وبنهاية الموسم تواجد باير ليفركوزن في المركز السادس برصيد 50 نقطة وضمن التأهل لبطولة الدوري الأوروبي، بعد أن كان على شفا الهبوط.
ومع انطلاق الموسم الجاري، تعاقد باير ليفركوزن مع النيجيري ناثان تيلا من ساوثهامبتون الانجليزي، وفيكتور بونيفاس من يونيون سانت جيلواز البلجيكي، وجرانيت تشاكا من أرسنال الانجليزي، وجوناس هوفهمان من بروسيا مونشنجلادباخ الألماني، وآرثر من أميريكا مينيرو البرازيلي، وماتيش كوفار من مانشستر يونايتد الانجليزي، وأليخاندرو جريمالدو من بنفيكا البرتغالي، واستعار جوسيب ستانيسيتش من بايرن ميونخ.
وصعدّ أيمن أورير من فريق تحت 19 عامًا، واستعاد خدمات باولينيو وجوستافو بويرتا ولينارت جريل وصديق فوفانا من الإعارة.
ورحل عن الفريق موسى ديابي لأستون فيلا، وميكيل باكير لأتالانتا الإيطالي، وكريم ديميرباي لجالاتا سراي التركي، ولينارت جريل ليونيون برلين.
فيما خرج من الفريق كلًا من:"باولينيو، دالي سينكارفين، أندري لونيف، أيمن أزهيل، جوشوا إيزي" في صفقات انتقال حر، وأعير ساردار أزمون لروما الإيطالي، وباتريك بينتز لبروندبي الدنماركي، وصديق فوفانا لفرتونا سيتارد الهولندي، وعاد كالوم هودسون أودوي لتشيلسي بعد نهاية إعارته.
وتصدر باير ليفركوزن ترتيب جدول الدوري الألماني في أغلب فترات الموسم الجاري، وتعادل مع بايرن ميونخ، منافسه الأول في الجولة الرابعة من البطولة بهدفين لمثلهما، ثم أسقطه في الجولة الـ21 بثلاثية نظيفة.
بنتائج الجولة الـ25 للدوري، واصل باير ليفركوزن تصدر الترتيب بوصوله للنقطة 69 فيما كان بايرن ميونخ في المركز الثالث بـ53 نقطة، وفاز كلاهما في الجولة الـ26 ليصبح رصيد ليفركوزن 72 نقطة وبايرن ميونخ 56.
واستمر تصدرليفركوزن حتى سقط بايرن ميونخ في الجولتين الـ27 والـ28 على التوالي، ليصبح فارق النقاط 16 نقطة لصالح رجال تشابي ألونسو، ويحققوا اللقب بعد الفوز في الجولة الـ29 على فيردر بريمن بخماسية نظيفة.
من ألونسو إلى أرتيتا: هكذا ينتقم رجال الباسك
تشابي ألونسو ورجاله أنهوا لعنة رافقت باير ليفركوزن في البوندسليجا، إذ سبق أن خسروا اللقب في 1999-2000 قبل الجولة الأخيرة بالخسارة أمام فريق أونترهاخنج بهدفين دون رد، ويحقق بايرن اللقب بفارق الأهداف.
وخسر النادي 3 ألقاب في عام موسم 2001-2002 بأسبوع واحد، إذ سقط في البوندسليجا في الجولة قبل الأخيرة أمام نورمبرج، وفاز دورتموند باللقب آنذاك، فضلًا عن خسارة نهائي كأس ألمانيا أمام شالكة ونهائي أبطال أوروبا أمام ريال مدريد، وعاد وخسر اللقب مرة أخرى لصالح بروسيا دورتموند في 2010-2011.
وانتقم ألونسو لباير ليفركوزن وجماهيره من بايرن ميونخ بعد خسارتهم اللقب على يديه في عام 2000، ليلقن صديقه درسًا عن كيفية انتقام أبناء الباسك، حتى وإن لم يشاركوا في هزائم أنديتهم، ولكنهم ينتمون إليهم ويصبح الانتقام غايتهم.