رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"جوجل" يحتفي بها.. أسرار اللغة والفن في حياة الشاعرة إيتيل عدنان

الكاتبة إيتيل عدنان
الكاتبة إيتيل عدنان

يحتفي "جوجل" اليوم الإثنين، بالشاعرة والكاتبة إيتيل عدنان، لتتصدر صورتها على شعار محرك البحث الشهير، وتسائل الكثير عن تفاصيل حياة الفنانة والأديبة إيتيل عدنان.

وفي التقرير التالي، نقدم أسرار اللغة والفن من حياة إيتيل عدنان.

نشأتها

نشأت عدنان بين لغات وثقافات مختلفة، فقد تحدثت اليونانية والتركية والفرنسية والإنجليزية، فهي ابنة لأم يونانية وأب تركي كانا مهاجرين إلى لبنان.

نالت إيتيل عدنان شهادة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة السوربون، ثم أكملت دراستها بفلسفة الفن في جامعة دومينيكان في جامعة كاليفورنيا، وعملت بعد ذلك محاضرة في العديد من الجامعات الأمريكية.

ومع عودتها إلى لبنان، عملت الكاتبة إيتيل عدنان مجال الصحافة، حيث عملت كمحررة ثقافية في جريدة "الصفا" الناطقة باللغة الفرنسية.

أعمال إيتيل عدنان المؤلفة والشاعرة

أعمال إيتيل عدنان المؤلفة والشاعرة

فكانت عدنان مؤلفة وشاعرة قبل أن تُعرف كفنانة، لقد لعبت "اللغة" دائمًا دورًا مهمًا في حياة عدنان، قبل أن تشتهر بأعمالها البصرية.

ومن أشهر أعمالها كمؤلفة، كتاب "الست ماري روز" (1978)، الذي كتبت فيه عن أهوال الحرب الأهلية اللبنانية.

كما قدمت مجموعتها الشعرية "البحر والضباب"، التي نالت من خلالها جائزة كاليفورنيا للشعر عام 2013.

بدأ عدنان الكتابة باللغة الفرنسية، لكنها اكتشف تدريجيًا النغمات الاستعمارية لهذه اللغة، حيث أنها نشأت في بيروت، التي كانت تحت الانتداب الفرنسي في ذلك الوقت، وكانت الجميع يتعلم الفرنسية في المدارس، مما أصبحت اللغة العربية، التي يتحدث بها معظم الناس، لغة أدنى مستوى، على حد وصفها.

الانتقال إلى عالم الفن

الانتقال إلى عالم الفن

ووفقًا لمتحف فان جوخ vangoghmuseum، سمح الفن للكاتبة عدنان بالتعبير عن نفسها بحرية أكبر وتجاوز الشحنة العاطفية المرتبطة أحيانًا باللغة.

وبحسب إيتيل عدنان، فإن ا"للون يمثل لها اللغة"، حيث اشتهرت عدنان بحبها للألوان الزاهية والقوية، وهي أول ما يلفت انتباهك عندما تنظر إلى أعمال إيتيل عدنان. 

تختار عدنان دائمًا ألوانها بشكل حدسي وتطبقها على قماشها مباشرة من الأنبوب، وتستخدم عدنان هذه الألوان للتعبير عن قوة الطبيعة التي شعرت بارتباط قوي بها، كما سبق وعبرت عدنان: "إنها قوة الطبيعة التي تأتي إلينا من خلال اللون".

ولهذا جاءت الألوان لتعبر عن عدنان، لقد عاشت دائمًا بين لغات وثقافات مختلفة، كانت تتحدث الفرنسية والإنجليزية واليونانية والتركية، وعاشت في باريس وبيروت وكاليفورنيا، فهى ترى أن "الألوان تعبر عما يحاول الشخص قوله بصورة مرئيًا، ولكنها صامتة".

فكان الفن بالنسبة لها شيء يجب التمسك به؛ ولغة تتجاوز الحدود والثقافات، وكانت إيتيل عدنان من أشد المعجبين بفنسنت فان جوخ، فإذا شاهدت الأعمال الفنية لعدنان وفان جوخ معًا، فنكتشف أوجه التشابه بينهما الألوان الزاهية والقوية والأشجار والشمس والمناظر الطبيعية.

الجبل والشمس في أعمال إيتيل عدنان الفنية

الجبل والشمس في أعمال إيتيل عدنان الفنية

وفي أعمالها عبرت عدنان عن الطبيعة بصورها المختلفة، فقالت إن جبل تامالبايس كان بمثابة "أفضل صديق لها"، وهو جبل يقع في ولاية كاليفورنيا حيث عاشت عدنان لسنوات عديدة، واستطاعت رؤية الجبل من نافذتها.

واندهشت الفنانة من مدى تغير الجبل باستمرار مع الضوء والمواسم والطقس، وهكذا انعكس في أعمالها الفنية.

كما الشمس تظهر بانتظام في أعمالها الفنية، فترسمها عادة إما مربعة أو دائرة قرمزية، فرأت عدنان أن الشمس هي نقطة البداية، والشكل الذي يمكنها بناء بقية اللوحة حوله.

ويشير متحف فان جوخ إلى أنه يمكن إرجاع افتتان عدنان بالشمس إلى "بيروت" التي عاشت بها  في شبابها، حيث كانت الشمس والبحر قريبين دائمًا.

وتوفيت إيتيل عدنان في نوفمبر 2021 عن عمر يناهز 96 عاماً، وتتمتع لوحاتها ورسوماتها على القماش وقصائدها ومنسوجاتها بقوة تعبيرية تتجاوز الزمن، كما أرادت أن تقدمها عدنان لمحبي الفن.