احتفالات عيد الفطر فى شارع المعز "حاجة تانية" (قصة مصورة)
في حي الجمالية بالقاهرة، تقع عيناك على القاهرة القديمة، تلك المدينة التي عاش بين أسوارها وحناياها الملوك والسلاطين؛ حيث كانت بشوارعها المعدودات هي كل حظهم في هذه الدنيا الواسعة من مشاهدات، ولشارع المعز مكانة خاصة في رواية تلك المدينة الألفية؛ حيث كان قلبها النبض ومرتكزًا لعماراتها وآثارها الباقية إلى الآن؛ لذلك يتهافت الجميع على زيارته لا سيما في الأعياد والمناسبات.
وحرص "الدستور" على رصد مظاهر الاحتفالات من داخل شارع المعز الذي استقطب آلاف الزوار خلال عيد الفطر المبارك.
خطف مسجد السلطان برقوق قلوب المارة؛ بطرازه المعماري الفريد وزخارفته المبهرة التي جمعت بين الفنين التركي والإسلامي؛ فتجد بكنفه ليلًا العديد من المشاهد كمشهد الرجل الذي يتلفع بالروب الحريري وإلى جانبه زوجته التي ترتدي الساري - الزي التقليدي الشائع في دولة الهند- وقايةً من برودة الجو وحرصًا على التقاط الصور التذكارية بمصاحبتها، ومشهد المُحب الذي يبوح بحبه لمحبوبته مع نظراتها الحلوة التي تجود بها عليه؛ فتوسعك أثناء ذلك سعادة تخفف من تعب اليوم ومشقة المشي، ومشهد لسيدة أربعينية تجلس على مقعد إلى يمين المسجد وتتعهد بنقش الحناء على أيدي الفتيات الناعمة، ومشهد للمارة وهم يشترون بضائع تاجر ما فينقدونه ثمنها، فيطويها الآخر ويدسها في جيبه.
وامتلأ شارع المعز ومحيطه بالضجة والضحكات الناتجة عن ازدحام المارة، كما شهد ميلاد نوع غريب من الصداقة، وهي صداقة "الأعياد"، صداقة فرضتها زمالة الغناء ومشاهدة الرقص؛ حيث يستقبل ويودع معتنقوها المارة من المواطنين والأجانب بأطيب الأصوات والمعزوفات، وربما قضوا أكثر النهار في الغناء والرقص.
تجد أناسًا من مختلف الفئات يقبلون على العمل بروح عالية فيها كثير من المرح، وأصحاب العمر الطويل ينهضون بأعباء حِرَفهم دون راحة أو تملل؛ فينجحون في إيهامك بأن عملهم هو السعادة التي ليس وراءها مأرب - تلمس ذلك في نبرات أصواتهم وابتسامة أعينهم- وكأنهم كبتوا طوال عمرهم هذه الرغبة الحارة في الخدمة والعمل.
وترى بمحاذاة مسجد برقوق التاريخي مقهى شعبيًا قديمًا بداخله تمثالان ضخمان من النحاس بهيئة محارب عربي قديم، وروادها من الشعب الأدنى؛ الذين يسعون إليها لأخذ الصور التذكارية مع التماثيل.