خبير آثار: أعمال "المتحدة" تعزز قيمة الهوية.. و"جودر" ربط الشباب بتاريخهم
أشاد د.عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار، عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بإنتاج المتحدة للأعمال الدرامية خلال موسم مسلسلات رمضان 2024، واصفًا إياها بأنها أعمال تعزز من قيمة الهوية والشخصية المصرية، في إطارها المحلي والإقليمي.
وقال ريحان، لـ"الدستور"، إن إنتاج المتحدة في الدراما هذا العام يرتقى بالدراما التليفزيونية ليعزز من قيمة الهوية المصرية والعلاقات البينية بين مصر والدول العربية والإسلامية وتعزيز أواصر الترابط الحضارى بالبحث عن القواسم الحضارية المشتركة فى تاريخ الحضارة الإسلامية، ما يساهم فى التعاون فى المجال الثقافى والسياحى والإعلامي.
أضاف أن مسلسلات مثل "الحشاشين" و"جودر.. ألف ليلة وليلة" أعمال تساهم فى نشر الوعى بقيمة التاريخ والحضارة عن طريق القوى الناعمة من خلال الفنون والسينما والدراما وهى أسرع إلى القلوب والعقول.
"جودر" ربط الأطفال والشباب بتاريخهم بشكل درامى جذّاب
وعن مسلسل "جودر.. ألف ليلة وليلة"، علق عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن مسلسل جودر قصته مستمدة من حكايات ألف ليلة وليلة التى تشمل مجموعة من القصص التي وردت في غرب وجنوب آسيا، بالإضافة إلى الحكايات الشعبية التي جُمِعت وتُرجمت إلى العربية خلال العصر الذهبي للإسلام، ويعرف الكتاب باسم الليالي العربية في اللغة الإنجليزية، منذ أن صدرت النسخة الإنجليزية الأولى منه سنة 1706.
واستطرد ريحان هى قصة شهريار ملك عُرف بالقوة والبأس، يتزوج كل يوم فتاة ومع صياح الديك فى اليوم التالى يأمر السيّاف الذى يقف على باب مخدعه أن يقتل الفتاة بقطع رأسها، إذ يخشى أن يتركها حية وتخونه كما فعلت زوجته الأولى، حتى يقابل شهرزاد التى أخبرته أنها ستحكى له "حدوتة"، وارتبط الملك شهريار بحكايات شهرزاد التى دامت لـ"ألف ليلة وليلة"
ورأى ريحان أن تناول هذه القصص هو نوع من ربط الأطفال والشباب بتاريخهم بشكل درامى جذّاب يحفزهم على البحث فى تفاصيله بأنفسهم فهو أفضل من تدريس التاريخ نفسه كمادة جافة ممتلئة بالأحداث والتواريخ الذى يصعب على أى عقل استيعابها ويحاول استيعابها ليس حبًا فيها بل لتجاوز اختبارات المادة.
كيف أبرزت حكاية جودر بن عمر المصري الهوية المصرية؟
ولفت ريحان إلى أن قصة جودر مليئة بالمفردات التاريخية والمعمارية والفنية لحقب زمانية مختلفة، ما تطلب ديكورات بسمات استثنائية لتناسب الأحداث جسّدت بنجاح كبير فى المسلسل فى الانتقال من المفردات الفارسية إلى المصرية فى حكاية جودر بن عمر المصرى، التى تخص الجزء الخيالى فى مصر والفترة الفاطمية، وحرص المسلسل على إبراز الهوية المصرية فى شارع المعز لدين الله الفاطمى.
ووصلت حكايات ألف ليلة وليلة إلى مصر في منتصف القرن الخامس الهجري، الحادى عشر الميلادى لتضم ما كتب من القصص في مصر أو بلاد الشام، لاتصال البلدين بصلة وثيقة أيام الفاطميين ثم المماليك والعثمانيين.
المجموعة المصرية من حكايات ألف ليلة وليلة
ويكشف عبدالرحيم ريحان عن قصص ألف ليلة وليلة في المجموعة المصرية، أنها تنقسم إلى قسمين، أحدهما قديم ينتهي في القرن الثامن الهجري، الثالث عشر الميلادى، والآخر حديث ينتهي في القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادى، ويتميز القسم القديم بالمغامرة والحرب وتعارض الأخلاق وتضارب العواطف، وتعتمد القصص فيه على الطلاسم والأرصاد والجن والسحر والقدر كحكاية «جودر التاجر وإخوته» وحكاية «مسرور التاجر مع معشوقته زين المواصف» وحكاية «علي شار مع زمرد الجارية».
أما القسم الثاني من الحكايات المصرية فتدور أحداثه حول حيل المحتالين ومكايد العيّارين ومخاطر اللصوص، إلى جانب قصص التصوف والزهد السائدين في المجتمع المصري آنذاك، وأشهر حكايات هذا القسم حكاية «معروف الإسكافي» وحكاية «أبي قير وأبي صير» وحكاية «مدينة النحاس» وحكاية «علي الزيبق ودليلة المحتالة» وحكاية «زينب النصابة».