أيام الزمن الجميل.. طرائف نجوم الفن في العيد
لنجوم الفن في الزمن الجميل مواقف وطرائف عديدة منها المحرج ومنها المضحك، وظلت تلك الذكريات عالقة في أذهانهم طوال حياتهم فهي جزء من الماضي الذي لا ينسى، وفي السطور التالية نسرد بعض الذكريات التي رواها نجوم الفن بأنفسهم لـ مجلة الكواكب عام 1956.
العيد في الثورة
أكد المطرب محمد عبد الوهاب أن أجمل الأعياد التي مرت في حياته هو عيد الفطر في ثورة 1919، فقد جاء العيد وقلوب المصريين تغلي بغضا وكرها ضد الإنجليز.
وذهب عبد الوهاب لصلاة العيد في مسجد الشعراني، وبعد انتهاء الصلاة خرج الجميع في مظاهرة حاشدة تهتف ضد الانجليز، وحمله بعض المتظاهرين على أكتافهم لينشد نشيد الثورة "قوم يا مصري.. مصر أمك بتناديك" الذي لحنه الموسيقار الخالد سيد درويش.. وطافت المظاهرة بأحياء القاهرة وانضم إليها ما يقرب من عشرين ألفا من أبناء الشعب، وفي شارع عبد العزيز تصدى لهم الجنود الإنجليز بإطلاق الرصاص، وكاد عبد الوهاب أن يصاب لولا أنه سقط على الأرض بعدما ألقاه المتظاهرين وفروا ولحق بهم ليختبئ من بطش العدو المحتل.
فستان العيد
ولا تنسى فاتن حمامة عيد الفطر عام 1939، حين كانت طالبة بالمدرسة في المنصورة، وكانت قد انتهت من دورها في فيلم "يوم سعيد" الذي بدأ عرضه قبل العيد بأسبوع ولم تتمكن من مشاهدة العرض الأول للفيلم بسبب امتحانات نصف السنة.. ويوم الوقفة ركبت فاتن سيارة مع والدها إلى القاهرة قبيل المغرب غير أن السائق ضل الطريق ولم يعرف ذلك إلا بعد أن وجد نفسه في مدينة الزقازيق، فاضروا إلى المبيت فيها وفي الصباح الباكر ركبوا سيارة إلى القاهرة، ولما وصولوا إلى دار السينما أصرت فاتن على ارتداء فستان العيد، فتم إخلاء حجرة مدير السينما لها وارتدت الفستان وخرجب بعذ ذلك لتتقبل تحية الجماهير.
كعك بالشطة
وحدث أن سافرت الفرقة المصرية إلى تونس وهناك حل عليها عيد الفطر، وفي تونس تعتبر الشطة هي القاسم المشترك الأعظم في كل الأطعمة، وروت الفنانة روحية خالد أن أحد الزملاء جاء إليها في غرفتها بالفندق ليهنئها بالعيد وقدم لها هدية من كعك العيد التونسي.. وراحت روحية تشكر لطفه ثم بدأت في تناول واحدة من الكعك، فإذا بها تصرخ من شدة التهاب فمها، لأن الكعك كان مصنوعا بالشطة.
تقاليد الصعيد
ودعي الفنان محمد فوزي لإحياء حفل زفاف في عيد الفطر في احدى قرى الصعيد، وقدموا له الكعك مع الغريبة كتحية، فلما اعتذر عن تناوي أي شئ منها اعتبر العريس أن اعتذاره عن أكل الكعك إهانة كبيرة لكرامة الأسرة، وبانت عليه علامات الغضب، وخشي فوزي أن يحدث مالا تحمد عقباه فأقبل على طبق الكعك يلتهم ما فيه كله مبالغة في إرضاء العريس، ولكنه أصيب بعد ذلك باضطراب في معدته ولم يتمكن من الغناء.
علقة العيد
وروى الفنان فريد شوقي أنه عندما كان في مستهل حياته الفنية عام 1946 تعرف بفتاة من الكومبارس ونشأت بينهما علاقة صداقة، وجاء العيد فصحبها فريد في سيارته المتواضعة إلى إحدى الضواحي، وبينما كانا يتجاذبان أطراف الحديث إذا بشاب مفتول العضلات ضخم الجسم يفتح باب السيارة ويوجه إلى فريد إهانات بالغة، ثم هجم على فريد وأخرجه من السيارة وطرحه أرضا وصار يكيل له اللكمات.. واتضح بعد ذلك أن ذلك الشاب هو زوج الفتاة الكومبارس.
ختاقة في الملهى
ومنذ سنوات تقدم شاب يطلب يد لولا صدقي فوافقت، وكانت تعمل في ذلك الوقت في أحد الملاهي، حيث تغني باللغة الإنجليزية، وجاء خطيبها لزيارتها في الملهى ليقدم لها هدية العيد، فلما دخل إلى الملهى وجلس في الصف الأول دخلت بعد لحظات فتاة وجلست إلى جواره، ولا حظت لولا أن حديثا يدور بين الإثنين، وإذا بالفتاة التي تجلس مع خطيبها تصرخ وتضرب خطيبها في وجهه ثم تأمره بمغادرة الملهى، وطاوعها الشاب فخرج ولم يعد بعد ذلك أبدا.. واتضح بعد ذلك أن تلك الفتاة كانت خطيبته السابقة وقد فسخ خطبته منها ليتزوج من لولا صدقي.