تقاليد الملك فاروق بيوم الجمعة اليتيمة في رمضان
يعد شهر رمضان، أيام الفرحة والخير لدة المصريين، فهو شهر التقرب لله، من خلال الصلاة والصوم، بالإضافة إلى مظاهر الاحتفال الشعبية بالشهر الكريم.
ومن أشهر حكام مصر في عهد أسرة محمد علي وأكثرهم حرصًا على إقامة الطقوس احتفالًا بشهر الرمضان هو الملك فاروق الأول (١٩٣٦_١٩٥٢م) لاسيما الطقوس الدينية.
تقاليد الملك فاروق في شهر رمضان
ونستعرض في السطور التالية، تقاليد الملك فاروق في شهر رمضان.
فقد كان لشهر رمضان منزلة عظيمة عنده وارتبط عصره بهذا الشهر ارتباطًا كبيرًا، فكان الملك فاروق يؤكد على ضرورة إذاعة أصحاب المحلات المجهزة بأجهزة الراديو القرآن الكريم طوال أيام رمضان يصدح القرآن في كل مكان بالمحروسة احتفالًا بالشهر الكريم.
ووفقا لقطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، فقد اعتاد الملك على أن يُكثر من زيارة المساجد والاستماع للدروس الدينية خلال الشهر الفضيل، ففي عام ١٩٣٨م، وخلال شهر رمضان نجده في أسبوع واحد يزور ثلاثة مساجد هم: مسجد السيدة زينب، ومسجد الحسين، فضلًا عن إحياء ذكرى جده محمد علي باشا الكبير بمسجد الرفاعي.
وقد اشتهر الملك فاروق أيضاً بفتح أبواب السرايا وإستقبال الشعب بكل فئاته في شهر رمضان، فقد كان قصر عابدين يضاء بالأنوار الكثيرة لإحياء ليالي رمضان، و كان القائمين على إعداد الموائد بالقصر يضعون عدد كبير من المقاعد بالفناء الداخلي للقصر تمهيداً لاستقبال عامة الشعب الذين يقبلون لتناول الإفطار مع الخديوي و سماع آيات الذكر الحكيم في ساحة السرايا.
طقوس الملك فاروق في الجمعة اليتيمة
سار فاروق على خطى أجداده من أسرة محمد علي في صلاة الجمعة اليتيمة (الجمعة الأخيرة من شهر رمضان)، فكان حكام مصر من الأسرة العلوية يحافظون على هذا التقليد من سنة ١٨٠٥ حتى سنة ١٩٥٢م، حيث يصلون صلاة الجمعة اليتيمة في "مسجد عمرو بن العاص"، وكانت الحشود الهائلة تجتمع من ذي قبل لأداء الصلاة بأول مساجد مصر وأفريقيا "مسجد عمرو بن العاص"، حيث كانت تحضر إليه من جميع أنحاء القاهرة وأحيانًا من خارجها.
وتشير صورة إلى الملك فاروق بمجلة المصور بتاريخ سنة ١٩٤٠م، وهو يؤدي صلاة الجمعة اليتيمة من مسجد عمرو بن العاص برفقة مصطفى النحاس باشا، وكان الملك فاروق يحضر بعربة حنطور تدعى فيكتوريا، وكان يستخدمها الملك فاروق الأول عند الذهاب إلى المساجد.