"مليحة" يتطرق لتأسيس التحرير الفلسطينية.. فما هى علاقتها بمصر وعبدالناصر
تطرقت أحداث الحلقة الـ5 من مسلسل مليحة، إلى بداية تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عقب حذف فلسطين من الخرائط، وهو ما جعل المؤسسات العالمية ترفض الاستماع لمطالب قادة فلسطين لأنهم بلا صفة.
وأسست الجامعة العربية بقيادة مصر منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 لتكون جهة رسمية تطالب بحقوق الشعب، ورفضت أمريكا قيام المنظمة وطالبت بتسوية القضية في الأمم المتحدة، وهو ما رفضه العرب وقتها، وأدى إلى هجوم إسرائيل على مصر.
ما هي منظمة التحرير الفلسطينية ودورها في النضال الفلسطيني؟
عام 1959 تقدمت وزارة الخارجية المصرية بتوصية إلى مجلس جامعة الدول العربية، من أجل العمل على إبراز الكيان الفلسطيني فوافق، في دورته الحادية والثلاثين في 9 مارس على قرارات تتعلق بالشعب الفلسطيني، بعد بحث مجلس الجامعة للمرة الأولى موضوع "إعادة تنظيم الشعب الفلسطيني وإبراز كيانه شعبًا موحدًا، لا مجرد لاجئين بواسطة ممثلين يختارهم".
ودعت قرارات المجلس إلى إنشاء "جيش فلسطين في الدول العربية المضيفة، وواكبت هذه الدعوة إنشاء الاتحاد القومي الفلسطيني، في مصر وغزة وسوريا، ودعوة الرئيس جمال عبدالناصر إنشاء كيان فلسطيني، هدفه مواجهة نشاط إسرائيل لتصفية المشكلة الفلسطينية وإضاعة حقوق شعب فلسطين، لكن عدم تنفيذ القرارات المتعلقة بالكيان الفلسطيني، دفع القاهرة إلى تقديم مذكرة إلى الجامعة العربية، تطالب بإبراز الشخصية الفلسطينية، خلال اجتماع مجلس الجامعة في أغسطس 1960.
وفي مايو 1964 انعقد المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول في القدس، بدعوة من أحمد الشقيري مندوبًا لفلسطين لدى مجلس جامعة الدول العربية، وبحضور الملك حسين، ومشاركة وزراء خارجية كل الدول العربية عدا المملكة العربية السعودية التي قاطعت المؤتمر وصدر عن المؤتمر إعلان قيام منظمة التحرير الفلسطينية، واعتماد ميثاقها القومي، والمصادقة على النظام الأساسي واللائحة الداخلية للمجلس الوطني، وانتخاب عبدالمجيد شومان رئيسًا لمجلس إدارة الصندوق القومي وعضوًا في اللجنة التنفيذية.
وأصدر المؤتمر عدة قرارات، عسكرية وسياسية ومالية وإعلامية وأُلِّفت لجنة تحضيرية برئاسة أحمد الشقيري، اختارت 419 عضوًا، يشكلون أول مجلس وطني فلسطيني.
ردود الأفعال الفلسطينية على إعلان منظمة التحرير الفلسطينية:
أثار إعلان منظمة التحرير الفلسطينية ردود أفعال لدى المنظمات الفلسطينية المختلفة، رد الفعل الأول مؤيد لقيامها، إذ رأى فيها تعبيرًا عن الطموح العميق لإعادة جمع شتات الشعب الفلسطيني، وإبراز كيانه الوطني.
أما رد الفعل الثاني هو انتقادات متعددة الأشكال والدوافع.
موقف مصر ودورها في قيام منظمة التحرير الفلسطينية
كانت مصر الشقيقة الكبرى من أكثر الدول العربية تأييدًا لقيام المنظمة، ووصف الشقيري ذلك بقوله إنه لولا الجمهورية العربية المتحدة، ولولا الرئيس عبدالناصر بالذات، لما قامت منظمة التحرير الفلسطينية، إذ قدمت مصر كل التسهيلات اللازمة لقيام المنظمة، وأبدى الرئيس عبدالناصر، في افتتاحه الدورة الثانية للمجلس الوطني في 31 مايو 1965 في القاهرة، استعداد بلاده لتقديم كل شيء لدعم المنظمة.
وكان من أبرز الإسهامات المصرية آنذاك، إقامة جيش التحرير الفلسطيني في قطاع غزة، وتخصيص إذاعة من القاهرة مكّنت الشقيري من مخاطبة العرب والفلسطينيين ما ساعد المنظمة على المضي في بناء كيانها، مستفيدة من دعم مصر والقوى الناصرية الفلسطينية، كما شكلت كتائب جيش التحرير في سوريا والعراق، كذلك افتتحت مزيدًا من المكاتب في مختلف العواصم العربية، وعدد من العواصم الأجنبية.
كما أصدر الرئيس عبدالناصر قرارًا جمهوريًا في مطلع 1965، حل بموجبه الاتحاد القومي العربي الفلسطيني في قطاع غزة، وتسليم مهامه لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ لتصبح هي التنظيم القومي للفلسطينيين في القطاع.
